توقيت القاهرة المحلي 12:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وتركيا... تحت الضلوع

  مصر اليوم -

مصر وتركيا تحت الضلوع

بقلم: مشاري الذايدي

بعد جملة من الإشارات التركية للتقارب مع مصر، تواترت الخطوات لتحسين العلاقة بين القاهرة وأنقرة.

وزير الخارجية المصري سامح شكري، علَّق أمس الأحد، على هذا التقارب بالقول إنَّ المواقف السلبية للساسة الأتراك لا تعكس العلاقة بين الشعبين المصري والتركي، مؤكداً أنَّ السياسة الخارجية لمصر متزنة، وهي ليست في مواجهة أي طرف. ونبَّه الوزير المصري إلى أنَّ هناك صعوبات خاصة في ظل التطورات وحالة الاستقطاب على الساحة الدولية.

وبينما تسعى أنقرة لـ«تفاهمات واجتماعات ثنائية الشكل والتناول»، تتمسك القاهرة بـ«مراعاة مقتضيات الأمن القومي العربي»، ووقف «التدخل التركي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة». ماذا جرى ليغيّر إردوغان من لغته العدوانية وسياساته الضارة ضد مصر، طيلة السنوات القليلة الماضية؟

وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي، يعتقد، كما في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ تركيا مع بوادر السياسات الأميركية والأوروبية الجديدة، تريد قفل الجبهات مع الأخذ بالاعتبار احتمالية عقد قمة أوروبية - أميركية، ستكون تركيا هدفاً لها، مع الموقف الأميركي الصارم من صفقة منظومة الصواريخ الروسية الدفاعية التي أبرمتها تركيا، وطبعاً التوتر الخطير في شرق المتوسط خاصة مع اليونان، ومحاولات أنقرة اللحاق بنادي الغاز في شرق المتوسط.

مضارّ تركيا الإردوغانية على الدول العربية وغير العربية، مثل اليونان وأرمينيا، وفيرة خطيرة، عسكرياً وسياسياً وإعلامياً.

هذه التركيا اليوم تفسد الأرض والبر والبحر، في سوريا والعراق وليبيا، بشكل مباشر وعلني، وبطرق أخرى في البحر الأحمر والخليج العربي.

هي مركز العمليات التحريضية الإعلامية، والتنسيق الحركي، لجماعة الإخوان المسلمين، فهي بمثابة المركز العام لإخوان مصر والخليج وليبيا وسوريا والعراق، ومنها يبثّون برامجهم الخبيثة - خاصة ضد مصر - ومنها تنطلق عدة فضائيات إخوانية مصرية معادية.

هل يعقل تصوّر أن يتخلّى إردوغان وحزبه وتحالفاته العالمية، فجأة، عن كل هذا الإرث وهذه الاستثمارات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاستخبارية والإعلامية، بسبب أنَّهم اكتشفوا فجأة في تركيا، أهمية مصر والإمارات والسعودية وغيرها؟!

أعجبني تعليق لمصدر مصري مسؤول نشرته صحيفة «الشرق الأوسط»، إذ قال: «يمكننا القول إنَّ تركيا بصدد مرحلة راحة استراتيجية، يعقبها استئناف المساعي نفسها، وما هو معروض حتى الآن لا يخرج عن دائرة التكتيكات البسيطة».

نعم، الكرّ والفرّ من شيم السياسة وطبائعها - ولا تثريب في هذا، بل يجب فعله أحياناً للمصلحة الوطنية - لكن من الضرورة القصوى التيقّظ للفارق بين التكتيكي والاستراتيجي، الحقيقي والزائف، الثابت والمتحّول...

لا يَغرَنْك ما ترى من رجالٍ إنَّ تحتَ الضلوعِ داءً دَوِيَّا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وتركيا تحت الضلوع مصر وتركيا تحت الضلوع



GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 02:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

بقاء الفلسطيني... وأزمة الانتماء

GMT 02:18 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

... عن مفهوم «الجنوب العالمي» الرائج اليوم

GMT 02:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

قفطاننا وليس قفطانكم

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon