توقيت القاهرة المحلي 07:01:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -
تعليق الدراسة الحضورية في تعليم المدينة المنورة اليوم بسبب الأمطار الغزيرة الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار
أخبار عاجلة

قمة تونس ومسؤولية العواصم والمخاضات

  مصر اليوم -

قمة تونس ومسؤولية العواصم والمخاضات

بقلم: غسان شربل

ما أصعب أن تكون صحافياً عربياً. وأن تكون القمم العربية بين اهتماماتك. وأن تطاردها من عاصمة إلى أخرى. وأن تقرأ بين سطور العناقات والكراهيات وتحاول العودة بشيء. وتفيد التجربة أنك تسأل عن معلومات وتحصل غالباً على تمنيات. على رغم معرفة المتحدثين أنك لست وافداً طازجاً في تغطية المواعيد العربية. وأشق من تغطية المجريات الكتابة عن القمة نفسها. عن جديدها وتأثيرها ووقعها في المنطقة والعالم. ويرتكب الصحافي خطأ فادحاً إن طرح أسئلة من قماشة هل وضع العالم العربي اليوم أفضل مما كان عليه قبل سنة؟ وهل وضعه اليوم أفضل مما كان عليه قبل عقد؟ ومن الحكمة تفادي الذكريات فهي مؤلمة وتفادي الأرقام فهي مفجعة.
كنت أستعد لكتابة هذا المقال حين قرأت خبراً وافداً من ليبيا القريبة والمشتعلة. حصل مواطن ليبي على الخيمة الشهيرة للعقيد معمر القذافي ويتلقى العروض لشرائها ويطالب بالمزيد. وتذكرت أنني سمعت من أفراد الحلقة الضيقة حول القذافي، بمن فيهم مدير المراسم الحاضر دائماً نوري المسماري، أخباراً كثيرة ومذهلة حول هذه الخيمة التي كان سيدها يتحكم منها في شؤون البلاد وشجون العباد. كان القذافي يتعمد أن يكون مدخل الخيمة غير مرتفع ليرغم الزائر على قدر من الانحناء لدى دخولها. وفي الرحلات الخارجية كانت الخيمة مشكلة جوالة وقد اضطر فلاديمير بوتين أن يتدخل شخصياً لحل مشكلتها كي يتحاشى غضب العقيد وفشل زيارته. حادثة تنم عن أسلوب التعامل مع العالم. في أحد أروقة الكرملين كان البروتوكول يقضي أن يتقدم كل من معمر القذافي وليونيد بريجنيف إلى منتصف المسافة ليتصافحا. تعمد القذافي أن يتأخر ليظهر أمام الشاشات والليبيين أن الزعيم السوفياتي هو الذي سعى إلى مصافحته. إنها إدارة العلاقات مع العالم انطلاقاً من هاجس الصورة في الداخل. ولم يكن القذافي الوحيد البارع في ارتكاب هذا النوع من الممارسات.
ذكرتني خيمة العقيد بأن القمة العربية غالباً ما تشبه خيمة منصوبة فوق الأوجاع العربية والنزاعات العربية. وأن نقل المريض العربي إلى مستشفى القمة تأخر فعلاً. وأن لجنة الأطباء ليست قادرة على تعويض ما فات من وقت كانت المعالجة فيه ممكنة لو قُدمت الإسعافات الأولية الضرورية في عاصمة المريض.
لا أقول أبداً إن القمة يجب ألا تعقد. لا يجوز أن نتوِّج خساراتنا بخسارة القدرة على الاجتماع تحت سقف واحد على رغم كل ما أصاب جسد التضامن العربي من ثقوب وفجوات واختراقات. القدرة على الاجتماع تُبقي الأمل حياً بتقديم المسكنات على الأقل إن تعذرت العلاجات. لكن الأهم هو ما تفعله الدول العربية في المدة الفاصلة بين قمتين. مشهد القمة هو محصلة المشاهد في العواصم العربية. وواضح أن الدول العربية تتعامل بسرعات مختلفة مع المخاضات العربية والإقليمية والدولية.
لا بد أولاً من التسليم بأن العلاجات القديمة لم تعد صالحة. وأن إدارة البلدان عبر أجهزة الأمن لم تعد ممكنة، وأننا نعيش في عصر آخر، وأنه صارت لكل عربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي صحفه ومنابره وإذاعاته، وكلها لا تحتاج إلى ترخيص أو استئذان. لا يمكن معالجة المريض العربي بالعقاقير القديمة. بالتأجيل أو التخويف.
بدا واضحاً في قمة تونس حجم الاستنزاف الذي تعرض له العالم العربي في السنوات الأخيرة بعدما تحولت سنونوات الربيع إلى أحزمة ناسفة. كشفت الانهيارات والتمزقات والولائم الدموية افتقار العالم العربي في كثير من أنحائه إلى المؤسسات التي يمكن أن تضمن وتراقب وتحمي وأن تشكل صمامات أمان. وبناء هذه المؤسسات هو الذي يقي الدولة من البقاء خيمة مهددة باختراق من الخارج أو حرب أهلية من الداخل. هذا هو التحدي الأول المطروح على كل بلد عربي. بناء دولة عصرية ومؤسسات حقيقية قادرة على إشراك الناس في خطط التنمية لتوفير فرص العمل وتحديث التعليم وترسيخ السلم الأهلي والارتباط بالعصر السريع المتحول. ويوم تقطع الدول العربية شوطاً معقولاً على هذا الطريق ستكون القمة مختلفة وثقلها الإقليمي والدولي مختلفاً.
والتحدي الثاني هو التحدي الإقليمي. يكفي الالتفات إلى الخرائط. القوى الإقليمية تبحث عن أمنها وأدوارها وتمارس حروبها على الأرض العربية وحدها. في الجزء العربي وحده سقطت حصانة الحدود الدولية على يد «داعش» وشهدنا أشكالاً وألواناً من الميليشيات الجوالة والجيوش الصغيرة المتحركة بإرادات غير عربية. النموذج السوري صارخ في هذا المجال. إيران ترسخ بنيتها العسكرية على التراب السوري. وإسرائيل تستهدف هذه البنية على الأرض السورية. وتركيا تطارد الأكراد داخل الأراضي السورية. لم يستطع العالم العربي أن يكون لاعباً أسوة بالآخرين وتحول جزء منه ملعباً لهم. واستمرار هذا الواقع ينذر بتغيير معادلات وهويات.
التحدي الثالث هو الوضع الدولي الغامض والصعب والذي يبدو في مرحلة ضبابية وانتقالية دفعت سياسيين ومحللين إلى القول إن النظام الدولي الذي وُلد من رحم الحرب العالمية الثانية آخذ في التفكك، وإن ما نشهده هو صعوبات ولادة بديل لا بدَّ من أن يتأخر في التبلور.
على وقع هذه المخاضات العربية والإقليمية والدولية انعقدت قمة تونس. كان مفيداً إيلاء الجرح الليبي المفتوح اهتماماً واضحاً. وكذلك التأكيد على شروط أي سلام يستحق صفة السلام العادل والدائم ورفض الخطوات الأميركية المتعلقة بالقدس والجولان. والأمر نفسه بالنسبة إلى رفض دور إيران في زعزعة الاستقرار خصوصاً عبر صواريخها الموضوعة في تصرف الميليشيات الحوثية. ورفض دور تركيا التي تنتشر في سوريا بجواز مرور روسي لا سوري.
لا غرابة أن يتألم العرب من تراجع ثقلهم الدولي. أوروبا نفسها تشكو من تراجع ثقلها وتخاف من تهميشها. تغيرت اللعبة ومعايير القوة. انعقدت قمة تونس وانتهت. المشكلة ليست في القمة. إنها أولاً وأخيراً في عواصم الأزمات وأي علاج جدي يبدأ من هناك.
ما أصعب أن تكون صحافياً عربياً. وأن تكون القمم العربية بين اهتماماتك. وما أصعب أن تكتب عن القمة الجديدة مقالاً لا يشبه ما كتبت عن القمم التي لاحقتها على مدار عقدين.


فهل من مستمع ومستجيب؟!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة تونس ومسؤولية العواصم والمخاضات قمة تونس ومسؤولية العواصم والمخاضات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt