توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كثافة الفصول.. أولاً

  مصر اليوم -

كثافة الفصول أولاً

بقلم - عباس الطرايلي

يكاد يجمع الخبراء والعلماء على أن كثافة الطلبة فى الفصول هى بيت الداء فى منظومة التعليم.. إذ كيف يفهم الطلبة دروسهم؟.. بل كيف يوصل الأستاذ معلوماته إلى الطلبة ويكاد صوته لا يصل إلى كل الطلبة؟.. ويقول البعض إن كثافة الطلبة فى بعض مدارس الجيزة يصل إلى ١٢٠ تلميذاً.. وأن متوسط عددهم- فى كثير من المدارس- يدور حول ٨٠ تلميذاً فى الفصل الواحد.. ويجمع هؤلاء على أن هذه الكثافة العالية هى المسؤولة عن انهيار التعليم عندنا، فلا الطالب قادر على استيعاب ما يقوله المدرس.. ولا الأستاذ قادر على توصيل معلوماته إلى الطلبة.

هذا الكلام يجرنا إلى ما تخصصه الدولة من أموال أو من ميزانيات للتعليم.. ويذكرنى أحد خبراء التعليم بأن حكومة الوفد الأخيرة «يناير ١٩٥٠ - يناير ١٩٥٢» كانت تخصص النسبة الأكبر من ميزانيتها للتعليم واحتياجاته.. وهنا أقول إن عدد الطلبة فى مدارسنا أيام هذه الحكومة كان يدور حول ٣٨ طالباً فقط فى الفصل الواحد.. ولذلك كان الأستاذ يعرف كل طالب باسمه.. ويكاد يعرف ظروفه.

إذن القضية- فى الأساس- هى قضية نقص عدد المدارس، وبالتالى الفصول، ولذلك علينا أن ننشئ الآلاف من الفصول بهدف الحد من مشكلة هذه الكثافة، وهنا نقول إن تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى مئات الملايين من الجنيهات لبناء المزيد من الفصول.. وهذا هو نفس ما اتبعته الدول التى سعت إلى تحقيق معجزة نهضتها.. واقرأوا كتاب لى كوان يو، رجل سنغافورة المعجزة، عن دوره وفكره.. وأتذكر هنا ما قاله لى فؤاد سراج الدين- آخر باشوات مصر العظماء- عن أسلوب الدكتور طه حسين- وزير المعارف فى آخر حكومة وفدية- من أنه كان يدخل اجتماعات مجلس الوزراء حاملاً مشروعه النهضوى فى دوسيه.. ويحمل استقالته من الوزارة فى دوسيه آخر.. وكان يخيِّر الحكومة إما أن تنفذ مشروعه وإما عليها أن تقبل استقالته.. ومن هنا نجح فى تطبيق سياسة مقولته الشهيرة إن التعليم كالماء والهواء.

ويؤكد الخبراء أن كل ما يقال عن أفكار للنهوض بالتعليم لن تنجح إلا إذا بدأت بتخفيف كثافة الطلبة فى الفصول.. وربما يكون الحل هو باستخدام أسلوب مبانى الفصول بنظام «الحوائط سابقة التجهيز»، وهو نظام يسمح ببناء عشرات الفصول فى كل مدرسة فى وقت لا يتجاوز ثلاثة شهور.. وهذا هو المطلوب، ومصنع واحد فى الدلتا، وآخر فى الصعيد يكفيان لتنفيذ هذا المشروع.

■ وأعتقد أن وزير التربية والتعليم يعرف هذه الحقيقة.. ولكن هل تساعده الدولة بزيادة ميزانية التعليم وتخصص هذه الزيادة فى السنوات الأولى لبناء الفصول المطلوبة؟!، وهى البديل عن كارثة العصر المسماة «السناتر».. التى هى مركز الدروس الخصوصية.

خفضوا الكثافة.. تحصلوا على تعليم أكثر جودة.

نقلا عن المصرى اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كثافة الفصول أولاً كثافة الفصول أولاً



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon