توقيت القاهرة المحلي 12:18:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عزلة قطر.. الأفضل لم يأتِ بعد

  مصر اليوم -

عزلة قطر الأفضل لم يأتِ بعد

بقلم: سلمان الدوسري

خلال نحو شهر واحد فقط: كشف النقاب عن المكالمة الشهيرة لسفير قطري اعترف خلالها بدعم بلاده للأعمال الإرهابية في الصومال، ثم نشر وثائق تثبت تورط الدوحة في انتهاك قواعد «الفيفا»، وبعد ذلك الكشف عن قضايا عدة تفضح فساد مال قطر في الرياضة الفرنسية، وأخيراً ما كشفت عنه «التايمز» اللندنية أمس الأول من أن الدولة القطرية تمول التطرف عبر بنك بريطاني، كل هذه القضايا تثقل كاهل أي دولة في العالم، فما بالك عندما نتحدث عن دولة صغيرة جدا، في المساحة وعدد السكان والمكانة، لا يمر شهر إلا وتظهر لها فضيحة جديدة، الفضائح تلاحقها في كل مكان وزمان، سواء بدعم الإرهاب، أو بمحاولاتها شراء كل شيء بالمال القذر، أو باستمرار سقطاتها السياسية، كمنعها مواطنيها للعام الثالث على التوالي من الحج، بالطبع يحدث ذلك يحدث والدولة معزولة ومقاطعة من جيرانها، فكيف سيكون الحال لو واصلت دورها في تقمص شخصية الدولة المخادعة، كما فعلت طوال أكثر من عقدين من الزمن.
عندما أعلنت الدول الأربع في يونيو 2017 مقاطعتها لقطر، استغرب البعض، وتعاطف البعض الآخر، وتفاجئ بعض ثالث، فلم ينتظر أحد أن يكون آخر العلاج الكي مع دولة «شقيقة»، فلم تعتد العلاقات الخليجية الخليجية أن تتعاطى بأسلوب القطيعة الكاملة، إلا أنه منذ الشهور الأولى راجع كل أولئك مواقفهم، واعترفوا، على الأقل بينهم وبين أنفسهم، أن هذا القرار لم يكن صائباً فحسب، وانما تأخر كثيراً، واليوم وبعد مرور أكثر من عامين على المقاطعة، لا أظن أن هناك من يرغب في عودة قطر حتى ولو التزمت بألف شرط وشرط، فالخطر من التقارب معها أكثر بكثير من مقاطعتها، وعزلها بعيداً عن جيرانها يقفل أبواباً للشر ستفتح من جديد مع أي عودة محتملة، ولو كانت من الباب الخلفي، وبعد أن كانت الحكومات هي من تتشدد في عدم الرعبة في فتح أي مجال للمصالحة، فإن جميع العقلاء من المواطنين أصبحوا أكثر تشدداً من حكوماتهم، فنظام مثل النظام القطري لا يمكن له أن يعود إلى رشده أبداً، وليس هناك أنصاف للحلول معه غير مقاطعته وعزله.
عندما طالبت صحيفة التايمز اللندنية بأن على قطر الاختيار «ما إذا كانت متحالفة مع الغرب أم تعارضه، وإذا اختارت خطأ فيجب عزلها»، فإن هذه المطالبة تأتي متأخرة جداً، بينما السعودية ومصر والإمارات والبحرين استشعرت الخطر القطري قبل الجميع، ففي النهاية تصبر الدول وتنتظر وتترقب لكنها لا تقبل مطلقاً ان يمسها شراً يأتي من دولة تزعم انه خير، أكيد ليس شرطاً أن تحدث هذه العزلة صريحة ومعلنة كما فعلت الدول الأربع، وإنما مجرد الوصول لقناعة حقيقية عن هذه الدولة الخطرة جداً ذات الملمس الناعم، هو إثبات أن قطر لا زالت تحفي أكثر مما تبطن من الخطر القائم على كل من يتعاطى معها.
كل يوم تزداد القناعة بأن أفضل قرار اتخذ في دول مجلس التعاون الخليج، بعد قرار الراحل الملك فهد عام 1990 الذي أفضى لتحرير الكويت، هو قرار مقاطعة قطر وكف الأذى القادم منها، لذلك كلما طالت المقاطعة زادت المنافع منها، فعزل قطر يحمل مكاسب حقيقية وهائلة لم يرَ الناس آخر فصولها بعد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزلة قطر الأفضل لم يأتِ بعد عزلة قطر الأفضل لم يأتِ بعد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon