توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جنيف تشهد على عزلة قطر

  مصر اليوم -

جنيف تشهد على عزلة قطر

بقلم - سلمان الدوسري

كان المشهد صادماً، لكنه يعبر عن الواقع، لولوة الخاطر المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية تتحدث للحضور على هامش اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إلا أن السيدة الخاطر تكبّدت عناء الحديث لسبع وأربعين دقيقة كاملة عن أزمة بلادها مع الدول المقاطعة، في قاعة يفترض أن الحضور فيها بالعشرات، غير أنها كانت شبه فارغة إلا من أشخاص عددهم أقل من أصابع اليد الواحدة، في مشهد بائس ويشرح حالة العجز الذي تعيشه الدبلوماسية القطرية في معالجة أزمتها، وكيفية تفاعل دول العالم مع ما تعتبره الدوحة قضيتها الأولى والأساسية، وهي محقّة في ذلك، بينما كل الدول الأخرى، حتى أقرب حلفائها مثل تركيا وإيران، ترى أنها أصبحت مع مرور الوقت قضية هامشية لا تهتم بها وليست مستعدة لأن تضعها حتى في أدنى درجات الأهمية، خصوصاً أن خريطة الحل التي تريدها الدوحة مستحيلة وغير قابلة للتحقق، فهل بعد هذا كله ستترك تلك الدول قضايا كبرى بالمنطقة مثل الحرب في سوريا أو الاقتتال في ليبيا أو تدخلات إيران في الإقليم، لتتفرغ للاهتمام بقضية هامشية ليست ذات تأثير عليهم؟!

الاستراتيجية القطرية تركز في مساعيها لإبقاء أزمتها طافية على السطح، في التقاط تصريحات غربية دبلوماسية روتينية والبناء عليها واعتبارها حبل النجاة، ثم يثبت أن تلك التصريحات ليست إلا مجرد ذر الرماد على العيون، ولم تتقدم معها الدوحة خطوة واحدة لفك مقاطعتها، ثم تلتقط تصريحات جديدة وتبني عليها مواقفها من جديد، وهكذا تستمر في دورانها في حلقة مفرغة، ثم لا تلبث أن تعود لمكانها الأول، تسعة أشهر وهي على هذه الحال من الدوران، ولعل آخر ما فرحت به الدوحة كثيراً وتراقصت له ما تناقلته وسائل إعلام أميركية قبل أيام من أن الرئيس ترمب سيستضيف سلسلة من الاجتماعات المنفصلة مع كبار قادة السعودية وقطر والإمارات، في مسعى لوضع حد للأزمة القطرية، وأن الهدف من تلك الاجتماعات هو «التوصل إلى اتفاق سلام خلال قمة في واشنطن أو في كامب ديفيد أواخر فصل الربيع»، طارت الدوحة بهذا الخبر ظناً أن أزمتها ستحل من البوابة الأميركية، ودون الالتزام بالشروط التي تتمسك بها الدول المقاطعة، ثم سرعان ما صُدمت قطر مرة أخرى، وما أكثر صدماتها، عندما أكدت وكالة «أسوشييتد برس» أن الإدارة الأميركية لا ترغب في عقد القمة المتوقعة في مايو (أيار) بمشاركة الدول الخليجية الست في المنتجع الرئاسي الأميركي، ما لم تحل الدول خلافاتها بنفسها قبل انعقاد القمة، بعبارة أخرى الحل لن يكون عبر واشنطن كما تمني الدوحة نفسها، وأن عليها حل أزمتها بنفسها مع جيرانها، وهو آخر ما تتمنى أن تستمع له من قبل الإدارة الأميركية.
خططت قطر لاجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف طويلاً، واستعدت له جيداً، وجهّزت لمعركتها فيه بأسلحة ظنت أنها فعالة، وحشدت أجهزتها الرسمية وغير الرسمية، واعتقدت أنها ستوجه من خلاله ضربة قاصمة للدول الأربع المقاطعة، وكالعادة تحول وبالاً عليها وكشف مدى عزلتها التي أضحت واقعاً مراً تراه كل دول العالم إلى الدولة المعزولة نفسها، تظن أنه بمجرد ترويج فرقعات إعلامية يمكن لها أن تسجل حضوراً دولياً يلغي عزلتها. وكما لم تنفعها الصفقات العسكرية المليارية، ولم تنفعها الزيارات الماراثونية، أيضاً لن تنفعها الخطب الرنانة، بعد أن صارت مملة ومكررة بالشكل الذي تشابه فيه حضور قطر مع أصغر دول أفريقيا في المحافل الدولية.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنيف تشهد على عزلة قطر جنيف تشهد على عزلة قطر



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة

GMT 11:54 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد في مواجهة قوية أمام الأسيوطي في كأس مصر

GMT 12:13 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ميدو يؤكّد أنّ مدبولي وقّع لدجلة قبل الانتقال إلى الزمالك

GMT 03:31 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

توقعات ماغي فرح لبرج الأفعى الصيني للعام 2021
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon