توقيت القاهرة المحلي 08:43:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذي يجب أن يفهمه بايدن؟

  مصر اليوم -

ما الذي يجب أن يفهمه بايدن

بقلم: سلمان الدوسري

يُمكن للسياسيين دائماً، وخصوصاً الذين يخوضون حملات انتخابية، أن يقولوا ما يساهم في انتخابهم، أو يدغدغ مشاعر ناخبيهم وأحزابهم، وهو كلام اعتدنا عليه في الصحافة كثيراً؛ لأن مرده الاستهلاك العاطفي والإعلامي لا غير، فهو لا يعبر عن الحقائق، لا من قريب أو بعيد. دورنا كصحافيين وأصحاب رأي أن نقف عند الحقيقة، وهذه مهمة الصحافة الأبدية.
حاول الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال زيارته المملكة، أن يقول الأشياء من وجهة نظره، لا كما حدثت تماماً في غرف الاجتماعات، وهذا الاقتضاب يخل بالسياق، وبالتأكيد بالحقيقة التي يجب أن نستقبلها من دون زيادة أو نقصان، ونتداولها ونحللها ونبني عليها. لذلك رأيت أنه من المهم -كصحافي- أن أوثق بعض الحقائق، وفقاً لبعض المصادر الرسمية التي نشرت في وسائل الإعلام.
أولاً: بماذا أجاب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عندما تطرق الرئيس بايدن لموضوع جمال خاشقجي بشكل سريع؟
الإجابة كانت كالآتي، كما نقلها مصدر سعودي مسؤول لقناة «العربية»: «ما حدث أمر مؤسف. ونحن في المملكة اتخذنا جميع الإجراءات القانونية، من تحقيق ومحاكمات، لحين صدور الأحكام وتنفيذها، كما قامت المملكة بوضع إجراءات تمنع حدوث مثل هذه الأخطاء مرة أخرى في المستقبل». كما ذكر ولي العهد السعودي أنَّ مثل هذه الحادثة تحدث في أي مكان في العالم، كما أنه في العام نفسه الذي حدثت فيه هذه الحادثة المؤسفة، قُتل صحافيون آخرون في أماكن أخرى من العالم. كما قامت الولايات المتحدة أيضاً بعدد من الأخطاء، كحادثة سجن أبو غريب في العراق، وغيرها من الأخطاء. إلا أن المطلوب هو أن تتعامل هذه الدول مع هذه الأخطاء، وتتخذ إجراءات تمنع حدوثها مجدداً.
ثانياً: ماذا كان رد السعودية عندما تطرق الرئيس بايدن للقيم المشتركة؟ وهو أمر أجده أكثر أهمية؛ لأنه أساس يُبنى عليه المستقبل بشكل أكبر.
الإجابة كانت كالآتي، كما نقله المصدر السعودي: «كل دول العالم -وبالذات الولايات المتحدة والمملكة- لديها عديد من القيم التي تتفق بشأنها، وعدد من القيم التي تختلف فيها، إلا أن القيم والمبادئ الصحيحة والجيدة دائماً ما تؤثر على شعوب الدول الأخرى. في المقابل فإنَّ محاولة فرض هذه القيم بالقوة لها نتائج عكسية كبيرة، كما حدث في العراق وأفغانستان، والتي لم تنجح فيها الولايات المتحدة. ولذا، فإنَّ من المهم معرفة أن لكل دولة قيماً مختلفة، ويجب احترامها».
ومن وجهة نظري الشخصية، فإنَّ الأولوية في هذا التوقيت يجب أن تتركز على ضرورة النظر إلى القيم المشتركة، على أنَّها المؤسس الرئيس لعلاقات وشراكات متوازنة. قد تبدو هذه الصراحة المباشرة مزعجة للبعض؛ لكنها مهمة جداً، فلا يمكن الاختباء أمام مفاهيم خاطئة تسهم في خلخلة أي علاقات حقيقية وجادة. وأيضاً، قلناً سابقاً إنَّ رسالة المملكة أمام العالم أن تكون «حليفاً موثوقاً»، وذلك لا يعني مطلقاً أن تكون «تابعاً» لأي أحد؛ سواء على مستوى المبادئ أو السياسة أو القيم، وهو بالتأكيد ما فهمته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جيداً، من خلال اللقاءات الرسمية مع القيادة السعودية، وصولاً للهدف الرئيس في شراكة فاعلة بين المملكة والولايات المتحدة.
ومن قمة جدة للأمن والتنمية، يوم أمس، أشير إلى ما قاله ولي العهد السعودي، خلال ترؤُّسه القمة، حول أهمية احترام العالم لقيمنا التي نفخر بها ولن تخلَّى عنها، كما نحترم القيم الأخرى بما يعزز شراكتنا، ويخدم منطقتنا والعالم.
وأنتهي هنا إلى ما قاله العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عن الدور السعودي في تقريب وجهات النظر، من خلال القيم المشتركة، عندما أثنى على الدور «الحيوي الفاعل» الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية على الصعيدين الإقليمي والدولي، و«مساعيها المخلصة والدائمة لتعميق الترابط والتعاون والتكامل بين دولنا والدول الحليفة والصديقة، وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم أجمع»، آملاً أن تكون هذه القمة «خطوة مهمة لتحقيق ما تتطلع إليه دولنا وشعوبنا من أمن وسلام وتقدم وازدهار».
ما ذكرتُه أعلاه، هو توثيق ضروري للتاريخ والأرشفة، ولشرح وجهة النظر السعودية في عدد من الملفات، والتأكيد على أهمية دقة المعلومة للبناء عليها؛ لأنَّنا تعودنا في الصحافة على أنَّ المعلومة المنقوصة تفضي لتحليل مشوَّه، والكذبة الأولى تبقى للأبد، للأسف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي يجب أن يفهمه بايدن ما الذي يجب أن يفهمه بايدن



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon