توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجامعة للتأهيل وليس التحصيل

  مصر اليوم -

الجامعة للتأهيل وليس التحصيل

بقلم : أمينة خيري

الحياة الدراسية لا تستوى بدون أنشطة طلابية. قد ينجح الطالب ويحرز أعلى الدرجات، لكن تظل شهادته غير مكتملة الأركان. فالعلم ليس كتابًا وتحصيلاً واختبارًا وشهادة فقط. إنه بناء شخصية، واكتساب خبرات، وتنمية ملكات، وتعديل سلوك، وتقويم أفكار، وكل ما سبق يظل حبرًا على ورق طالما ظلت العملية التعليمية مقصورة على المناهج والامتحانات فقط لا غير. زيارة الجامعات الأمريكية دائمًا تكون ملهمة. وسر الإلهام يكمن في متابعة الأنشطة. جماعات ومجموعات وأندية وأسر ومحاضرات لشخصيات ملهمة وأنشطة تطوعية وأعمال خيرية وشبكات لتعريف المجتمع الطلابى بمجتمع الخريجين في قطاعات مهنية مختلفة.

الاختلاف الكبير بيننا وبينهم أن فكرة الأنشطة الطلابية متجذرة في الفكر التعليمى. لا تعليم دون أنشطة، ولا أنشطة دون تعليم. طلاب الهندسة يحضرون محاضرة لسياسى محنك يتحدث عن الصراع في الشرق الأوسط. طلاب الموسيقى يقدمون عروضًا موسيقية مسائية للمجتمع الجامعى، والعرض جزء من تحصيل الدرجات. جميع الطلاب يقومون بساعات من الخدمة المجتمعية من رعاية مسنين ومساعدة في مراكز استقبال المشردين، والترفيه عن الأطفال المرضى، وتنظيف الحى والقنوات المائية، وتحسب لهم ساعات الخدمة ضمن ساعات الدراسة ولا يتخرجون بدونها. طلاب هندسة الطرق يحصلون على مِنَح من شركات بناء الطرق والكبارى للدراسة، ويتدربون في الشركة في أثناء الصيف، طلاب إدارة الأعمال والمحاسبة يتدربون في الشركات التجارية والمصارف الكبرى التي ترعى مبانى وأقساما في الجامعة تحمل اسمها، ويتم انتقاء عدد منهم للالتحاق بالعمل فيها بعد التخرج. ضباط الشرطة والمأمور يزورون الجامعة للالتقاء بالطلاب والحديث معهم عن المسائل الأمنية وسبل الحفاظ على أمنهم الشخصى وطريقة التصرف في حال تعرضوا لأزمة.

مجموعات تقدم الدعم لمن يتعرض لاعتداءات جنسية أو لفظية أو بدنية. لقاءات تجمع الطلاب المحليين بالوافدين والأجانب وأبناء المهاجرين واللاجئين بهدف الدمج والفهم والاحترام المشترك.

أما الرياضة، فهناك من الجامعات من يكتسب جانبًا من سمعته الذهبية لرعايته الموهوبين والمتفوقين رياضيًا. مبانٍ وخدمات مصممة خصيصًا لرعاية الرياضيين وتنمية قدراتهم وتنظيم وقتهم بين التعليم والتدريب. منح دراسية للمتفوقين رياضيًا، خدمات تعليم إضافية لمن تفوتهم دروس بسبب بطولات أو تدريبات. أنظمة غذائية صحية توضع خصيصًا لهم.

والنتيجة أن نسبة كبيرة من الخريجين لا يكتفون بحمل شهادات تخرج جامعية يتم وضعها في إطار وتعليقها على جدار الصالون، لكنها تخرج إلى الحياة مؤهلة للتعامل مع العالم ومسلحة بقدرات وخبرات وشعور بانتماء حقيقى بناء على تجارب ومعايشة، وليس بناء على أغنيات وكليشيهات. وتكون النتيجة أيضًا وجود خريج «بحق وحقيقى» لا يحتاج إلى إعادة تأهيل لتعلم بديهيات الاندماج مع العالم الخارجى، أو فك الخط في اللغة الإنجليزية، أو التعامل مع المواقف والأزمات الطارئة.

الدراسة الجامعية تعليم وتأهيل للحياة، وإفادة الطالب بتوثيق انتمائه للمجتمع واستفادة للمجتمع بخدماته وتدريب لخوض المباريات الحقيقية وليست شهادة والسلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجامعة للتأهيل وليس التحصيل الجامعة للتأهيل وليس التحصيل



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon