توقيت القاهرة المحلي 03:55:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صناعة الطبيب

  مصر اليوم -

صناعة الطبيب

بقلم - نادين عبدالله

هى صناعة متميزة فى مصر على الرغم من ضعف البنية التحتية ومشاكل التمريض. فيكفى أن تذهب إلى أى بلد متقدم٬ وترى سهولة قبول الأطباء المصريين نسبيًا (بعد عمل المعادلات العلمية اللازمة) بالمقارنة بالقادمين من دول عربية أخرى مثلاً حتى تدرك الفارق. ومع ذلك تظل هناك مشكلة حقيقية فيما يتعلق بجودة الرعاية الصحية فى مصر. صحيح أنه يمكن للدولة تغيير نمط توزيع مواردها٬ وتوفير جزء أكبر من الميزانية للإنفاق على الصحة كما التعليم٬ ومع ذلك يظل سؤال الموارد ملحا بشدة.

وهنا يثور التساؤل: إلى أى مدى يساهم القانون رقم 19 لعام 2018 الخاص بتنظيم العمل فى المستشفيات الجامعية فى توفير بعض هذه الموارد اللازمة للارتقاء بالخدمة الصحية وبوضع الأطباء٬ من دون الإضرار بصناعة الطب٬ تلك التى إن فسدت لن تنفعنا ولو كل أموال العالم، بل ومن دون إهمال آدمية الفقير الذى يستحق الرعاية الصحية حتى وإن لم يمتلك ثمنها؟ أعتقد أن الإجابة لن تكون فى صالح القانون الجديد٬ خاصة أن المستشفيات الجامعية٬ فى سبيل تحقيق رسالتها التعليمية والبحثية، تستقبل أكثر من 60٪ من المرضى لثقتهم بها٬ وتقدم لهم علاجا مجانيا يوفره أعضاء هيئة التدريس. وهنا يأتى القانون ليبعد هؤلاء عن العمل فى هذه المستشفيات إلا من خلال تعاقدات شخصية لإدارة المستشفى مع الأطباء مقابل أجور٬ وهو ما يترتب عليه:

أولاً: إضعاف التعليم الطبى بكليات الطب بفصلها عن المستشفيات تلك التى تمثل للطبيب طريقة ومسارا واضحا للتعلم المهنى بما يهدد صناعة الطبيب المصرى. ولذلك نتائج سلبية داخليًا حيث تردى مستوى الخدمة الطبية المتقدمة، وخارجيًا٬ حيث ضعف قدرة الأطباء المصريين على إثبات نفسهم عالميًا٬ بل وتحويل نتاج عملهم بالخارج إلى الداخل.

ثانيًا: حرمان المرضى من علاج متقدم ومجانى على السواء - وإن شابه بعض النقصان لضغط الطلب على هذه المستشفيات - لصالح علاج غير مجانى٬ ربما يرسم قواعده قانون التأمين الصحى الجديد. صحيح أن هذا القانون يعبر عن طفرة فيما يتعلق بتقنين الرعاية الصحية فى مصر وتوفيرها٬ إلا أنه فى بلد مثل مصر يرتفع فيه مستوى الفقر٬ يظل سؤال حماية غير القادرين سؤالا ضاغطا جدًا لم يجب عنه قانون التأمين الصحى بشكل مكتمل. أما الأخطر هنا فهو أن الفقير الذى لن يجد العلاج المجانى سيذهب إلى من يستطيع أن يقدمه له حتى ولو بغلاف دينى متطرف٬ وهى كارثة كبرى!

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الطبيب صناعة الطبيب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 01:07 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

تدابير الفيفا لمواجهة الحرارة في المونديال
  مصر اليوم - تدابير الفيفا لمواجهة الحرارة في المونديال

GMT 14:09 2025 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم ويحمي القلب
  مصر اليوم - دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم ويحمي القلب

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 21:30 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

"الهاموش" قصص إسلام عبدالغني عن دار روافد

GMT 12:38 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

8 إنجازات بارزة حققتها السياحة المصرية في 2019

GMT 00:54 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

6 أمراض قد تكون السبب في الشعور بالتعب المستمر

GMT 11:24 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مبيعات بلايستيشن 5 برو تتخطى التوقعات في اليابان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt