توقيت القاهرة المحلي 01:07:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زيارة هادئة أم فاترة؟

  مصر اليوم -

زيارة هادئة أم فاترة

بقلم - نادين عبدالله

انتهت زيارة وزير الخارجية الأمريكى تيلرسون للقاهرة منذ بضعة أيام فى أجواء تبدو هادئة؛ لم يحاول فيها الطرف الأمريكى الحديث عن أمور قد تغضب الطرف المصرى٬ وكذلك الأخير. فقد غلبت الروح الدبلوماسية الإيجابية على طبيعة الزيارة٬ وإن شابها فتور ضمنى أو مخفى. وتناولت الزيارة قضايا الحرب على الإرهاب التى أكد فيها تيلرسون دعم الولايات المتحدة فيها لمصر٬ وإن تشككت تقارير غربية فى قدرة الأخيرة على ذلك؛ كما تناولت الزيارة القضية الفلسطينية والدور المصرى فيها الذى لا يمكن للولايات المتحدة تجاهله على الأقل بحكم الجغرافيا السياسية.

فعليًا٬ آثرت وزارة الخارجية الأمريكية إضفاء روح دبلوماسية هادئة على الزيارة فى لحظة تسعى فيها جاهدة إلى استعادة الاستقرار فى منطقة مشتعلة تحققت فيها انتصارات عسكرية على داعش فى سوريا والعراق. وفى لحظة تتأزم فيها الأمور فى سوريا وإيران وتركيا؛ لم تعد٬ على أى حال٬ مشكلات مصر المستقرة نسبيًا أو طريقتها فى إدارة ملف الديمقراطية (وغيرها من الملفات) ذات أولوية أو موضع اهتمام.

والحقيقة هى أن هذه الزيارة لا يمكن تحليلها أو فهم أبعادها من دون التطرق الى إعلان تيلرسون فى نهاية الصيف الماضى عن وقف 96 مليون دولار٬ بجانب تجميد 195 مليون دولار أخرى من المساعدات المخصصة لمصر٬ نتيجة ما اعتبرته تدهورًا فى أوضاع حقوق الإنسان والديمقراطية بجانب بعض التقارير التى أشارت إلى امتعاض الولايات المتحدة من علاقة مصر بكوريا الشمالية تلك التى تعتبرها عدوًا لدودًا لها؛ ولا يمكن فصلها أيضًا عن حفاوة لقاء الرئيسين المصرى والأمريكى فى العام الماضى التى لم تسفر٬ بأى شكل٬ عن زيادة فى الدعم الاقتصادى أو حتى الاستثمارى لمصر٬ أحد أهم بنود الأجندة المصرية.

فمعطيات الواقع الجديد توضح٬ وبعكس ما روجت له وسائل الإعلام فى مصر٬ أن العلاقات المصرية الأمريكية تمر بحالة ما من الفتور تتقابل فيها أولويات الاقتصاد والسياسة فقط فى حدها الأدنى. فالنظام المصرى يسعى من جهته إلى مزيد من الدعم الاقتصادى والاستثمارى العربى والغربى٬ وهو ما لا يسعى النظام الأمريكى إلى الالتفات إليه سوى فى أضيق الحدود. وهو يهتم أيضًا بتوطيد علاقته الخليجية والأوروبية٬ وحل مشكلاته المتعلقة بمياه النيل٬ وحماية حدوده الغربية ومصالحه فى ليبيا؛ فى حين يركز النظام الأمريكى بالأساس على علاقته المتوترة بكوريا الشمالية٬ المشكلات السياسية والعسكرية المتفجرة فى المنطقة سواء على الصعيد السورى والإيرانى أو على صعيد القضية الفلسطينية٬ وما سماه بصفقة القرن. ومن ثم٬ فهو يرى فى مصر حليفا مهما بالأساس فى هذه القضية٬ ويتواصل معها فى ملف مواجهة الإرهاب ذى الأولوية بالنسبة للطرفين٬ وإن اختلفت الرؤى بين الجانبين حول فاعلية الطرق المستخدمة من قبل النظام المصرى.

لذا وأخيرًا٬ لم تعكس الزيارة الأخيرة سوى استمرار العلاقات المصرية الأمريكية فى حدودها الأضيق حيث التلاقى فى إطار الحد الأدنى من المصالح المشتركة ليس أكثر٬ هذا على الرغم من التفاؤل غير المبرر للكثيرين بوصول ترامب إلى سدة الحكم٬ وأحلام الشراكة العميقة التى تصورها البعض مخطئًا. وفى هذا الإطار٬ يبقى ملف المساعدات الأمريكية لمصر والتطورات التى سيشهدها فى الفترة المقبلة مؤشرًا مهمًا لمستقبل العلاقات المصرية الأمريكية٬ بل أيضًا لطبيعتها.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة هادئة أم فاترة زيارة هادئة أم فاترة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon