توقيت القاهرة المحلي 21:05:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإرهاب اليمينى المتطرف

  مصر اليوم -

الإرهاب اليمينى المتطرف

بقلم - نادين عبدالله

فُجِعْنا جميعاً الأسبوع الماضى بهذا الخبر المفزع: إزهاق ما يقرب من خمسين روحاً بشرية لمُصلِّين عزل في جامع النور بنيوزيلندا على يد إرهابى أسترالى تمكن من قتل مَن طالت يده منهم بوحشية ودموية مطلقة. وعلى الرغم من أن القاتل كتب بعض الكلمات ذات المغزى على سلاحه على غرار «معركة فيينا 1683»، تلك التي شكّلت بداية تراجع الدولة العثمانية وتوسعها في شرق أوروبا، واسم «رادوفان كارادتش»، السياسى الصربى المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ومجازر في حق مسلمى البوسنة، وهى كلها إشارات لها رمزية تاريخية، إلا أنه من غير المناسب الاستسلام لإيحاءاتها الدينية، واختزال الأمر في ذلك فحسب.

فعلياً، هذه الجريمة الشنعاء لا يمكن تحليلها إلا في إطار صعود اليمين المتطرف المعادى للمهاجرين، «أغلبهم من المسلمين، وليس جميعهم». وهو خطاب كى يبرر وجوده يرفع راية «التفوق الأبيض» تارة وراية الاقتصاد «على غرار سرقة المهاجرين لفرص العمل.. إلخ» تارة أخرى. ويخفى هذا الفكر في طياته خوفاً من «الآخر» المختلف عرقياً أو دينياً أو ثقافياً، ومن ثَم،َّ تفضيلاً مطلقاً لحالة من التجانس العقيم، الذي لا يعترف بمؤشرات الاقتصاد، ولا بسُنّة الحياة، ألا وهى التنوع.

والحقيقة هي أن هذا الفعل الإرهابى يأتى كنتيجة حتمية لـ«عملية التطبيع» الغربى مع هذا الخطاب، فبعد أن كانت مثل هذه التوجهات المتطرفة مُهمَّشة ومكروهة مجتمعياً وسياسياً، بل في أحيان عديدة يعاقب عليها القانون، أصبحت في الأعوام القليلة الماضية جزءاً طبيعياً من العملية السياسية، بل مُمثَّلة أيضاً بأحزاب رسمية في البرلمان، بما يعنى أن خطابها الملىء بالكراهية والعنف بات جزءاً لا يتجزأ من الخطاب السياسى اليومى والمعتاد.

والأهم من ذلك، ظهر لهذا التوجُّه السياسى المتطرف زعيم يجسده، وهو رئيس أقوى دولة في العالم. وهو ما أكد عليه الإرهابى الذي تأثر بترامب واعتبره ملهماً للمؤمنين بـ«التفوق الأبيض»، فلا مجال للشك هنا: منح نجاح الرئيس الأمريكى شرعية لهذا الخطاب، وفرصة مضاعفة لانتشاره. ومن ثَمَّ، أضاف إلى عملية التطبيع السياسى الداخلى لدى الدول الغربية فرصة للتطبيع السياسى عالمياً أيضاً.

وهنا، لم يكن من الغريب أن ينتقل حيز العنف اللفظى لهذا الخطاب المتطرف إلى نطاق العنف الفعلى، وهو ما جسدته بالفعل العملية الإرهابية الأخيرة. وللأسف، دائرة العنف والعنف المضاد هذه لن تتوقف إلا لو تعاملنا بجدية مع الجذور السياسية والاجتماعية لبزوغه، هذا لو لم نُرِد دفن رؤوسنا في الرمال كالنعام!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهاب اليمينى المتطرف الإرهاب اليمينى المتطرف



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 19:13 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تعلن شرطها للعودة إلى السينما
  مصر اليوم - دينا فؤاد تعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 19:04 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

تأهيل الحكومة الرقمية من أجل التنمية

GMT 11:04 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

"فورد" تستدعى 5234 سيارة فى الصين لمخاطر تتعلق بالسلامة

GMT 03:05 2024 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

5 ملايين زائر لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

GMT 05:32 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دول غرب أفريقيا تتخذ إجراءات جديدة لإنقاذ الغابات

GMT 18:11 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

عودة ميسي ووصول لاعبو البارسا لمواجهة رايو فاليكانو الليلة

GMT 04:18 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"بي بي" تؤكد بدء إنتاج 50 مليون قدم من الغاز في مصر

GMT 16:41 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

كشف ملابسات مقتل سيدة بمنزلها ذبحًا في دمياط

GMT 08:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 أطعمة مهمة تساعدك في علاج الأرق المزعج

GMT 09:17 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التناقض عنوان المجموعة الشتوية الجديدة لزياد نكد

GMT 11:42 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عطر guess seducriv I am yours لإطلالة غامضة ومغرية

GMT 23:10 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

مطار سوهاج يُجري تجربة طواريء لطائرة منكوبة

GMT 08:59 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

عائشة بن أحمد تُشعل مواقع التواصل بإطلالة رائعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon