توقيت القاهرة المحلي 06:13:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خطاب ترامب وجدل حرية التعبير

  مصر اليوم -

خطاب ترامب وجدل حرية التعبير

بقلم : نادين عبدالله

شهدت الولايات المتحدة حدثًا غير معهود، حيث انطلق المتظاهرون المؤيدون لترامب، إثر خطابه الرافض نتائج الانتخابات، لاجتياح مبنى الكونجرس رغبة فى منع الأخير إعلان فوز بايدن. وقد دفعت حوادث العنف هذه الكونجرس إلى تقديم طلب ثانٍ لعزل ترامب بعد الطلب الأول، الذى لم يُمرِّرْه مجلس الشيوخ فى العام الماضى. وهنا يثور التساؤل الآتى: هل يمكن أن ندرج خطاب ترامب تحت بند حرية التعبير أم لا؟

فعليًا، حرية التعبير، كغيرها من الحريات فى الدول الديمقراطية، هى حرية مطلقة لا يحدها سوى الإضرار المادى الصريح بحريات الآخرين. والمشكلة هنا هى أن خطاب ترامب جاء حمّالًا لمعانٍ وأوجه متناقضة جدًا، فهو من ناحية دعا أنصاره إلى التوجه بشكل وطنى وسلمى إلى الكونجرس والتظاهر لإعلان رفض نتيجة الانتخابات. ومن ناحية أخرى، وبشكل متناقض، طلب من أنصاره أن يقاتلوا من نار لمواجهة قرار الكونجرس بإعلان فوز بايدن، كما أعلن عدة مرات أن مؤيديه لن يستطيعوا تحمل هذا الوضع أكثر من ذلك، فى إشارة إلى إمكانية تحولهم إلى العنف فى أى لحظة.

الأصل فى الأمور هو أن حرية التعبير مكفولة للجميع، وأن الأفكار المزعجة أو تلك التى تحمل سخرية تواجَه بمثلها بالضبط، فالإهانة تظل مقبولة مادام صاحبها لم يتطرق إلى الفعل، ولكنه التزم فقط بالكلمة والتعبير. إلا أن الأمر أكثر تعقيدًا فى هذا المشهد العبثى، فأفعال العنف التى شهدتها أمريكا فى الأسبوع الماضى لم تكن فقط نتاجًا لخطاب ترامب الأخير، بل هى نتيجة خطابات تمييزية مستترة أحيانًا، ومباشرة فى أحيان أخرى، تبناها ترامب بشكل عمّق من انقسامات المجتمع الأمريكى وعزّز من روح الخرافة فيه بديلًا عن الشفافية والعلم. وهى وضعية دفعت أغلبية كبيرة فى المجتمع إلى عدم التصديق فى نتائج الانتخابات وفى مؤسسات الديمقراطية الأمريكية الراسخة رغم الدلائل القانونية الكثيرة التى أكدت هزيمة ترامب الفعلية. ومن ثَمَّ، لم يكن غريبًا أن يتجه هؤلاء إلى العنف والتظاهر، فى مشهد تعيس وبائس.

لذا فإن الأمر معقد، وليس سهلًا التوصل إلى رأى نهائى فيما يخصه، لكن الأكيد أن خطاب ترامب الذى رفض فيه ضمنيًا الاعتراف بنتائج الانتخابات غير مقبول لأنه يمس جوهر قواعد اللعبة الديمقراطية ويضربها فى مقتل. ومن ثَمَّ، وبغض النظر عن العنف الذى نجم عنه، من الصعب تصنيفه فى إطار حرية التعبير، بل فقط وضعه صراحة فى خانة خيانة المسؤولية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطاب ترامب وجدل حرية التعبير خطاب ترامب وجدل حرية التعبير



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon