توقيت القاهرة المحلي 05:11:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تبعات هزيمة ترامب

  مصر اليوم -

تبعات هزيمة ترامب

بقلم : نادين عبدالله

عرفت الولايات المتحدة تحت إدارة دونالد ترامب (ومازالت) نمط إدارة جديدا وغريبا عليها: نمط إدارة شركة لا دولة. والأهم هنا هو أن هذا الشكل نفسه اختاره الرئيس الأمريكى لإدارة علاقة بلاده بباقى الدول؛ وهو ما لم تعهده، على الأقل نسبيًا، الولايات المتحدة ولا أى دولة كبرى وديمقراطية. حسبة السياسى تختلف عن حسبة التاجر... الأول يحسب أبعاد قراراته الاجتماعية والسياسية والدولية؛ أما الثانى فيكتفى بالربح المادى ويعطيه كل الأولوية.

والحقيقة هى أن ترامب تعامل مع العالم باعتباره شركة كبيرة، ومع نظرائه فيه (بل ومواطنيه) باعتبارهم زبائن يقيم معهم علاقات بمنطق المنفعة المباشرة أو يمنعها لو انتفت الأخيرة. فهو لم يعبأ كثيرًا بمظهر الولايات المتحدة كأكبر دولة فى العالم، أو بالأعراف الدولية التى تتعدى هذا المنطق الضيق، أو حتى بتبعات قراراته على المجتمع الأمريكى. وهو أمر سيتغير بفوز بايدن حيث ستستعيد أمريكا التوازن الطبيعى فى علاقتها الدولية فتديرها بمنطق الدولة العظمى ووفقًا لمصلحة الدولة الأمريكية؛ فلا تجعل من المكاسب المادية مقياسًا وحيدًا للقرارات الاستراتيجية والسياسية وحتى الاقتصادية.

كما عرفت الولايات المتحدة تحت حكم ترامب نمط إدارة لا يعترف بمؤسسات الدولة بل يتعمد فى أحيان كثيرة إحراجها؛ ولا يعترف بالعلم بل يتعمد «الهرتلة» وشهدت حكمًا يتعمد تقسيم المجتمع وإهانة كل من مختلف؛ والتحقير من شأن الكفاءات لأجل تعيين من ينتمى إلى أفكاره المحافظة؛ وهى كلها أشكال من الإدارة لم تعتد عليها الدول الغربية ذات التقاليد الديمقراطية الراسخة نسبيًا.

ففى أوقات عديدة، أصر ترامب على الاستهتار بمهنية مؤسسات الدولة والمساس المتعمد باستقلاليتها، فكانت سلسلة الاستقالات المعروفة من كبار الموظفين بها؛ هذا بالإضافة إلى الاستهانة بالعلماء والمتخصصين، وهو ما ظهر واضحًا فى التعامل مع فيروس كورونا وانتشاره المرعب فى الولايات المتحدة. وهى أيضًا أمور ستتغير بفوز بايدن حيث ستستعيد أمريكا توازنها الداخلى واتزانها المؤسسى. لا يعنى ذلك أن نمط إدارة بايدن سيكون مثاليا، بالتأكيد لا؛ ولكنه فقط سيكون فيه عودة إلى القديم والمعتاد عليه من احترام التقاليد المؤسسية والمهنية التى عرفتها الدول الديمقراطية الكبرى.

لذا فإن فوز بايدن سيعنى استعادة الولايات المتحدة قدرا من هيبتها وتقاليدها داخليًا وخارجيًا حتى وإن كان نمط الحكم والإدارة المتوقع أبعد ما يكون عن الكمال أو المثالية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تبعات هزيمة ترامب تبعات هزيمة ترامب



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon