توقيت القاهرة المحلي 07:15:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرنسا ليست مصر

  مصر اليوم -

فرنسا ليست مصر

بقلم - نادين عبدالله

لم يتوان الإعلام فى مصر عن تصوير مظاهرات فرنسا بصور مضحكة تنم عن جهل بما يحدث فى فرنسا٬ ورغبة غير مبررة فى إسقاط الأحداث الجارية على الوضع فى مصر مع أن المقارنة لا مجال لها من الإعراب٬ ولا تدفع سوى إلى فصل القارئ المصرى عما يحدث فى العالم.

فرأينا أخبارا ومقالات وأحاديث للتوك شو تتحدث عن عظمة الشعب المصرى الذى تحمل صعوبة الإجراءات الاقتصادية بلا اعتراض مع أن الأمر يتعلق بالأساس بالسياسات البيئية للحكومة الفرنسية تلك التى سعت إلى رفع سعر البنزين بهدف تقليل الاعتماد على الوقود وتشجيع السيارات الكهربائية صديقة البيئة. وهو حتى ما دفع ترامب إلى التهكم على السياسات الفرنسية البيئية تلك التى تغاضى عنها هو بدم بارد.

وأخرى أكدت أن عناصر إسلامية التحقت بالمظاهرات فى فرنسا مع أن الأمر يتعلق بسكان الضواحى والأرياف والمدن الصغيرة الفرنسية٬ هؤلاء الذين قرروا الاحتجاج لاعتمادهم بدرجات كبيرة على التنقل بالسيارات الخاصة٬ وعدم قدرتهم المادية على مواكبة ارتفاع الأسعار. وهو ما دعمه اليمين المتطرف فى البداية قبل أن ينضم إلى التظاهرات أو يدعمها بعض المجموعات اليسارية والنقابية أيضًا.

وأخرى تحدثت عن محاولات لإسقاط الدولة الفرنسية فى إشارة إلى أحداث العنف التى شابت هذه التظاهرات، مع أن الأمر لا علاقة له بالدولة إطلاقًا٬ فالغالبية العظمى تعترف بشرعية النظام الفرنسى٬ بل يتعلق٬ بالأساس٬ ببحث مجموعات شعبية لإيصال صوتها ومطالبها. وبما أن هذه الاحتجاجات لا تؤطرها نقابات أو أحزاب منظمة٬ فشابها العنف الذى عادة ما يصاحب مثل هذه النوعية من التظاهرات. فالتنظيمات السياسية والنقابية تحمى وتسهل عملية  التفاوض٬ وهو ما لا يفهمه البعض حتى الآن.

أما عندما تراجع ماكرون وحكومته أمام هذه الاحتجاجات الممتدة زمنيًا ومكانيًا٬ فقرر تعليق رفع أسعار الوقود لعدم وجود اتفاق مجتمعى بشأنها٬ سكتت وسائل الإعلام المصرية٬ ولم تعد تتحدث فى الأمر. فلا يبدو أنه على هواها أو هوى النظام الحالى فى مصر. فالحقيقة هى أن هذه المظاهرات نجحت بالفعل فى الوصول إلى مأربها ألا وهو إجبار الحكومة الفرنسية على التراجع عن قرار لم يوافق عليه المجتمع٬ خاصة أن استطلاعات الرأى الفرنسية أكدت دعمها لهذه الاحتجاجات بنسبة فاقت الستين بالمائة. وبما أن فرنسا ليست مصر٬ فقد استجاب نظام ماكرون مقرًا بأن أى إجراء لا يتوافق بشأنه المجتمع لابد أن يتم تعليقه لحين التحاور الكافى بشأنه.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا ليست مصر فرنسا ليست مصر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon