توقيت القاهرة المحلي 08:16:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتخابات فرنسا وصراع العولمة

  مصر اليوم -

انتخابات فرنسا وصراع العولمة

بقلم - نادين عبدالله

انتهت الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية لهذا العام بفوز إمانويل ماكرون بعد أن حاز على 58.5٪ من الأصوات فى مقابل حصول مارين لوبان على 41.5 ٪ فقط. هذا وقد حصل ماكرون فى الانتخابات الماضية على حوالى 66٪ من الأصوات فى مقابل حوالى ٪34 للوبان. وهو ما يعنى تضاؤل شعبيته بطريقة واضحة، وارتفاع شعبية اليمين المتطرف، الذى تمثله لوبان بشكل لافت.

والحقيقة هى أن الانتخابات الفرنسية عكست صراعًا فكريًا وبرنامجيًا ليس فقط بين يمين الوسط واليمين المتطرف، بل بالأحرى بين مشروعين سياسيين، أحدهما قوامه القطاعات المجتمعية المؤيدة للعولمة لأنها مستفيدة منها (على غرار الشركات الكبرى، قطاعات البنوك، قطاعات الاتصالات، الشباب المنفتح على التكنولوجيا والمحب لأوروبا بشكلها كقرية صغير.... إلخ) والآخر قوامه القطاعات المجتمعية المناهضة للعولمة وثورة التكنولوجيا، لأنها تسببت فى تضاؤل نفوذها وأهميتها بشكل مستمر (على غرار العمال والموظفين والمزارعين وعدد من كبار السن الذين صوتوا للوبان).

والحقيقة هى أن هذه الوضعية تخفى وراءها عيبًا هيكليًا خطيرًا لا تعانى منه فرنسا فحسب، بل العالم كله تقريبًا. يومًا بعد يوم تزداد قوة العولمة والمصالح المتشابكة التى تصنعها (رغم تعطلها بسبب انتشار كورونا الوبائى)، ولكن فى الوقت نفسه تتزايد أعداد المتضررين من هذه العولمة لأنها، ببساطة، غير عادلة. فهى تنشر قيم الليبرالية والانفتاح، ولكنها أيضًا تؤسس لنظام عالمى تسيطر فيه آليات السوق.

وهو أمر لا نعتبره إشكاليًا فى ذاته، إنما تكمن المشكلة، من وجهة نظرنا، فى إصرار هذا النظام الاقتصادى العالمى على تغييب كل الوسائل والآليات التى يمكن أن تجعل المنافسة الاقتصادية محترمة لحقوق الإنسان الأساسية فى حياة كريمة تضمن له مستوى محترما من الصحة والتعليم وغيرها.

وهنا وأخيرًا، نؤكد أن حدة هذه الأزمة تزداد بسبب ضعف اليسار وغيابه عن المشهد السياسى ليس فقط فى فرنسا بل أيضِا على مستوى العالم. فالطبيعى أن تكون قضايا غياب العدالة الاجتماعية هى القضايا التى يناقشها اليسار، فيقدم رؤى قادرة على إصلاح هذه المنظومة العالمية غير العادلة بدلا من تصورات اليمين المتطرف الحالمة بهدمها.

صحيح أن ملانشون مرشح اليسار الراديكالى فى فرنسا حصل على ثالث أكبر نسبة بعد ماكرون ولوبان (٢١.٩٪ من الأصوات) إلا أنه لايزال بعيدًا عن المنافسة الحقيقية. والأهم أن خطابه لايزال راديكاليًا، وساعيًا إلى رفض جوانب عديدة من العولمة بدلا من إصلاحها. وهو أمر مشروع بالطبع، لكنه على الأرجح، غير واقعى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات فرنسا وصراع العولمة انتخابات فرنسا وصراع العولمة



GMT 07:51 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 07:48 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

GMT 07:45 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

حاملو مفتاح «التريند»

GMT 07:42 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

متى يفيق بايدن؟!

GMT 07:39 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

ممنوعات فكرية

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد
  مصر اليوم - غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد

GMT 20:19 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق بطولة المدارس الأولي للكرة النسائية في مصر

GMT 10:43 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

هاشتاغ ستاد القاهرة للرجال فقط يتصدر تويتر

GMT 00:51 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

موسكو تستضيف مهرجان مسرحي للصم بحضور فنانين من 9 دول

GMT 11:08 2019 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الزمالك يهاجم الأهلي بعد التعاقد مع محمود كهربا

GMT 20:37 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مديحة يسري وخلافها مع محمد فوزي بسبب قبلة

GMT 01:25 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بنات أحمد زاهر تثيران الجدل على السوشيال ميديا

GMT 05:56 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ثقافة القاهرة تتناول "موسوعة المشاهير.. الزعيم أحمد عرابي"

GMT 22:39 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بعد تعرضه لكسر هذه حالة شعبان عبدالرحيم الصحية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon