توقيت القاهرة المحلي 18:05:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أيها الإعلامي.. لستَ شهيد الوطن

  مصر اليوم -

أيها الإعلامي لستَ شهيد الوطن

بقلم : مارلين سلوم

 ليته قال «كلنا نخطئ» واكتفى. ليته وقف عند حدود دعم زميله ولم يلتفت إلى الناس ليرشقهم بحجارة. ليته وقف وقفة إعلامي يدرك التمييز بين الخطأ المهني وبين الموقف الوطني، والفرق بين الدفاع عن صديق وبين التمحك به لاستعراض «العضلات» والظهور بمظهر المقاتل المستعد كل يوم للشهادة في سبيل المواطنين وعنهم وباسمهم.

 ليته تعامل مع خبر الإعلامي خيري رمضان كخبر مهني، مفنداً ما له وما عليه، أو أنه اكتفى بالمساندة الأخوية. لكن هذا الإعلامي خرج ليوجه سهامه إلى كل من تحدث عن الإعلاميين بما لا يرضيهم.

لك كل الحق في الدفاع عنه وعنك وعن كل الإعلاميين، لكن الدفاع لا يكون أبداً بادعاء بطولات كاذبة، والمنّ على المواطنين بأنهم «لولاك» ولولا زملائك لكانت أحوالهم في عدم.

أيها الإعلامي- المذيع، هل تعلم أن في المهنة شهداء حقيقيين دفعوا أرواحهم ثمن قيامهم بواجبهم خلال الحروب والمعارك، ووقفوا تماماً كالجنود في أرض المعركة لتأدية واجبهم المهني؟ هل يحق لك أن ترفع نفسك وأنت الجالس كل مساء على كرسيك داخل الاستوديو مهندماً متعطراً مستكيناً، ترتب أوراقك على مهل، ومن حولك عشرات العاملين على مساعدتك وإعداد الحلقة لك ومعك، وكل مهمتك أن تقرأ الأخبار وتحللها وتسترسل في الكلام كما يطيب لك ودون أن يدخل على خطك أحد أو يشارككك الكلام أحد لساعة أو أكثر على الهواء.. هل يحق لك أن ترفع نفسك فوق باقي الزملاء المكافحين وفوق المواطنين الكادحين؟ خصوصاً حين تكرر على مسامعهم أكثر من مرة أنك كنت على قائمة المطلوبين، وأنك كنت معرضاً للقتل، وتدعو المواطن أن يجلس مكانك ويأخذ مرتبك ويتعرض لما أنت تتعرض له!!

دعنا عزيزي المذيع (والمذيعة) نذكرك بأن ملايين المواطنين معرضون كل لحظة وطالما الإرهاب متربص، للاستشهاد في الجوامع والكنائس والشوارع وميادين العمل.. ونذكرك بأن خيرة الشباب البواسل في هذه اللحظات التي تتحدث فيها (أنت وبعض زملائك) عن بطولاتك وتمن على بلدك أنك «أنقذتها من الإخوان» وأنها لولاك لما أصبح عبدالفتاح السيسي رئيساً، ولولاك ما قامت ثورة وتغيرت أحوال.. في هذه اللحظات التي تذكرنا فيها أنك مناضل ومكافح ومعرض للخطر، يقف خيرة الشباب دفاعاً عنك وعن الجميع في مواجهة حقيقية وشريفة للإرهاب. في هذه الأثناء يسقط شهداء في سيناء دون أن يمن أحدهم على بلدهم وشعبه وأهله بأنه مات فداء عنهم.

يا عزيزي، الموت في سبيل قضية محقة شرف، والعمل بمهنية وضمير واجب عليك وعلى كل إعلامي، ومن يقف في صف الحق فإنما يفعل ذلك من أجل أن يرضي ضميره أولاً، ومن أجل نفسه واسمه ووطن

. لست وحدك المعرض للخطر إن افترضنا أنك كذلك، ولست وحدك الحامل مسؤولية الكلمة، ولست وحدك الباحث عن الحقيقة والساعي إليها، ولست وحدك الغاضب مما تتعرض له مصر من مؤامرات.. لكنك وحدك مسؤول عن الخطأ المهني الذي قد تقع فيه حين لا تقدر الموقف وتعلم أي كلمة تقول ومتى وما عواقب قولها؟ وأنت وحدك مسؤول عن حسن أو سوء استغلالك للأضواء والظهور على الشاشة، وأنت تعلم جيداً مدى تأثير الإعلام في المجتمع.

أول ما نتعلمه في كلية الإعلام إن «الصحافة هي مهنة المتاعب»، فإما أن تقبل بها وتحمل أعباءها، وإما أن تتنحى جانباً، إنما للأسف، حوّلها البعض إلى مهنة التباهي والسبيل إلى الشهرة وتلميع صورة «الأنا».

 نقلًا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيها الإعلامي لستَ شهيد الوطن أيها الإعلامي لستَ شهيد الوطن



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 17:12 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

بدلات كلاسيكية مميّزة للرجل لمختلف المناسبات

GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 03:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

هند براشد تكشف عن مجموعة تصميماتها لصيف 2017

GMT 14:28 2022 الخميس ,25 آب / أغسطس

صورة البروفايل ودلالاتها

GMT 06:57 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة رانيا يوسف تنعي الفنان هيثم أحمد زكي

GMT 07:13 2018 الأحد ,01 إبريل / نيسان

سيلينا غوميز تخطف الأنظار بإطلالتها المميزة

GMT 11:54 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد في مواجهة قوية أمام الأسيوطي في كأس مصر

GMT 12:13 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ميدو يؤكّد أنّ مدبولي وقّع لدجلة قبل الانتقال إلى الزمالك

GMT 03:31 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

توقعات ماغي فرح لبرج الأفعى الصيني للعام 2021
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon