توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوم الأرض

  مصر اليوم -

يوم الأرض

بقلم - شملان يوسف العيسى

رغم التحذيرات الإسرائيلية للفلسطينيين بأنها ستبقي على أوامر القتل التي أصدرتها لجنودها في 30 مارس (آذار) الماضي بإطلاق النار في حال حصول استفزازات على الحدود مع قطاع غزة بعد أسبوعين دمويين قتل فيها الجيش الإسرائيلي أكثر من عشرين فلسطينياً وجرح المئات... ورغم بدء الفلسطينيين حركتهم الاجتماعية السلمية على طول الحدود بين غزة وإسرائيل، أقدمت السلطات الإسرائيلية على قتل ثلاثة فلسطينيين وجرح العشرات من المتظاهرين المسالمين.
المظاهرات الفلسطينية ليست وليدة الساعة، فهي ذكرى سنوية مضى عليها أكثر من أربعين عاماً، حيث يصر الفلسطينيون داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها على التظاهر في ذكرى يوم الأرض وقد أطلقوا على مسيرة هذا العام مسيرة «العودة الكبرى».
تأخذ مظاهرات الشعب الفلسطيني معنى آخر هذا العام، خصوصاً أن هنالك شعوراً لديهم بأن هناك محاولات جادة لتصفية قضيتهم..... وقد بدأت بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في شهر مايو (أيار) القادم (يوم النكبة)... كذلك إعلان الولايات المتحدة عن صفقة تعدها لتصفية القضية الفلسطينية عبر ما يطلق عليها «صفقة القرن»، حيث يرفض الفلسطينيون هذه الصفقة التي تحاول الولايات المتحدة فرضها عليهم... فالفلسطينيون لا يزالون متمسكين بمفهوم الدولتين الذي وافقت عليه الدول العربية ومعظم دول العالم ما عدا الولايات المتحدة وإسرائيل.
ما هي خيارات الفلسطينيين... وهل هناك جدوى من استمرار الاحتجاجات ومقتل الشبان الفلسطينيين؟
ردود الفعل العربية انقسمت إلى ثلاث فئات؛ الفئة الأولى فضلت الدعوة للتهدئة، أما الفئة الثانية فقد التزمت الصمت المطبق حيال ما يجري في غزة. أما الفئة الثالثة فقد اكتفت بإصدار البيانات التي تندد بعدوان إسرائيل واستعمالها العنف ضد الفلسطينيين.
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أدان إسرائيل واتهمها بتنفيذ هجوم غير إنساني ضد الفلسطينيين.
المنظمات الحقوقية الدولية، ومنها منظمة العفو الدولية و«هيومن رايتس ووتش»، انتقدت لجوء إسرائيل إلى إطلاق النار الحي والمطاطي على المتظاهرين الفلسطينيين.
نعود للسؤال المطروح: ما هي خيارات الفلسطينيين؟ الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية الفلسطينيين، خصوصاً أنهم مستمرون في الحراك لمدة 6 أسابيع، فهم يطالبون برفع الحصار عن قطاع غزة وتطبيق القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين.
الرأي العام العربي منقسم على نفسه، فبعض المفكرين والكتّاب العرب مع أنهم يؤيدون مفهوم الدولة الفلسطينية إلا أنهم لا يرون أي فائدة من المظاهرات والاحتجاجات، خصوصاً أن العدو الصهيوني قوي جداً ومدعوم من أكبر وأقوى دولة في العالم، لذلك يطلب هؤلاء من الفلسطينيين توحيد صفوفهم وإنهاء خلافاتهم والتركيز على العمل السياسي السلمي ومقاطعة البضائع الإسرائيلية وكسب المزيد من الدول والشعوب المحبة للسلام لدعم قضيتهم. كما مطلوب منهم العمل على رفع الحصار عن قطاع غزة.
المؤيدون للمظاهرات والاحتجاجات السلمية في غزة يرون أن المظاهرات والاحتجاجات في يوم الأرض ما هي إلا تأكيد للشعب الفلسطيني بحق العودة حتى لا تنسى الأجيال الجديدة قضية شعبهم وحقهم التاريخي في البقاء فيها، فالفلسطينيون اليوم يواجهون عدواً استبدادياً فاشياً يصادر أراضيهم ويحرمهم مما تبقى من فلسطين التاريخية.
القرار الأميركي بتهويد القدس بدد كل الآمال في تحقيق السلام من خلال مفهوم الدولتين.
استمرار الاحتجاجات الفلسطينية قد يصبح أكثر دموية إذا استمرت إسرائيل في سياسة القتل، وهذا حتماً سيثير الشارع العربي والإسلامي ويؤدي بالتأكيد إلى وقف كل المحاولات التي تبذلها الولايات المتحدة لفرض صفقتها حيال القضية الفلسطينية، ويبقى السؤال: هل بمقدور الدول العربية الكبرى التأثير في مجريات هذه المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم الأرض يوم الأرض



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt