توقيت القاهرة المحلي 19:01:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنها مصر أيام "شد الحزام"

  مصر اليوم -

إنها مصر أيام شد الحزام

بقلم : كرم جبر

بسبب الحــروب تـعـرض الاقتصاد المصري لاسـتـنـزاف مستمر، حرب 48 وبعدها بثماني سنوات حرب 56، وبعدها بعشر حرب 67، وبعدها بست حرب 73، وبين 56 و67 حرب اليمن، وكانت نفقاتها مليون جنيه في اليوم الواحد.

ملحوظة: كان الجنيه يساوى 2.3 دولارفى ذلك الوقت.

بـعـد ٦٧ كــان الـشـعـار المــرفــوع هـو «لا صــوت يـعـلـو فـوق صوت المعركة»، وظل المصريون يشدون الحزام، ويحرمون أنفسهم من كل شيء، لتوفير متطلبات المعركة.

لـم تكن هـنـاك سلع ولا بضائع في الأســواق، «ولا مع الـنـاس فـلـوس».. وكـان أجـر خريج الجامعة 17.5 جنيه، واعتمد الناس على نظام اسمه «الجمعية»، وسعيد الحظ من يقبضها في الأول، والميسور يقبل أن يكون الأخير.
كان مستحيلا أن تستمر حالة اللاسلم واللاحرب أكثر من ست سنوات، في بلد لا ينام ولا يأكل ولا يشرب، ويوفر قوت يومه من أجل الحرب، واستعادة الكرامة والكبرياء.

برزت عظمة الرئيس السادات، في تهيئة البلاد للحرب، بسياسة «الصدمات الكهربائية»، كل يوم مفاجأة من طرد الخـبـراء الــروس، حـتـى الإفــراج عـن الـطـلاب المحبوسين وإعــطــاء الجــنــود والـضـبـاط إجـــازة، ثــم فـاجـأ إسـرائـيـل والعالم كله بالعبور العظيم، ولا تصدقوا أن أحـدا كان يـعـلـم، إلا كـبـار الــقــادة الـذيـن يـعـدون عـلـى أصـابـع اليد الواحدة

وواجـهـت مصر حـربـا أشـد قسوة «الإفـقـار والتجويع»، وفـرض حالة اللاسلم والـلاحـرب من جديد، ومحاولات بعض الــدول الشقيقة والـزعـمـاء الـعـرب الأشــاوس خنق البلاد والتضييق على لقمة العيش.
وكـانـت الـصـدمـة الـكـبـرى التي زلـزلـت كـيـان الـسـادات، مظاهرات 18 و19 يناير 77، فالقائد المنتصر لا يستطيع تلبية متطلبات شعبه، وعند أول مبادرة لتحريك أسعار الـسـلـع وبـدايـة إصـلاحـات اقـتـصـاديـة، كــادت الـقـاهـرة أن تحـتـرق، وكــان مستحيلا أن يمـد هـذا الـوطـن يـديـه، لمن يعايرونه بفقره.

واختار السادات بلده وشعبه وأرضـه، ومد يديه بسلام الشرفاء، صاحبه الانفتاح الاقتصادي، الذي أطلق عليه البعض «استهلاكي»، ولكنه كان ضروريا لتحريك البحيرة الراكدة والأسواق المتعطشة.
الـعـرب دفـعـوا لمـصـر، ولـكـن لا يـقـاس بالتضحيات، ولا بالزيادات الرهيبة في أسعار البترول، بسبب الحروب التي خاضتها من أجل قضيتهم الكبرى فلسطين، وضخت في عــروق الــدول الـبـتـرولـيـة مـلـيـارات سـاخـنـة، تحـقـقـت بها الطفرة الاقتصادية الهائلة في تلك الدول
لم يكن أمام مصر إلا «ما حك جلدك غير ظفرك»، ولا يمكن أن ترهن مصير وطن وشعبه على «مزاجية» حكام عـرب، يختلفون أكثر ممـا يتفقون، وإذا اتفقوا لا يـدوم شهر العسل أياما.
لنقفز إلـى 2011 وحـدث الأسوأ، ولـم يكن في وسـع أي دولـة في العالم أن تعيش، بينما جزء من شعبها يحرق ويـقـتـل ويـتـظـاهـر ويـحـتـج، وتتحكم في مـصـيـره جماعة إرهابية، وتحيطه المؤامرات من كل صنف ولون.
ولكن لأنها مصر.. صمدت وتحدت المستحيل، ولا تجد الآن سـلـعـة ولا منتجا نـاقـصـا في الأســـواق، إلا ظـروف الغلاء التي تؤلم بعض الفئات، وتبذل الدولة جهودها لعلاج الآثار السلبية للإصلاحات، التي تأخرت منذ حرب 67.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنها مصر أيام شد الحزام إنها مصر أيام شد الحزام



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 19:04 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

تأهيل الحكومة الرقمية من أجل التنمية

GMT 11:04 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

"فورد" تستدعى 5234 سيارة فى الصين لمخاطر تتعلق بالسلامة

GMT 03:05 2024 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

5 ملايين زائر لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

GMT 05:32 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دول غرب أفريقيا تتخذ إجراءات جديدة لإنقاذ الغابات

GMT 18:11 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

عودة ميسي ووصول لاعبو البارسا لمواجهة رايو فاليكانو الليلة

GMT 04:18 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"بي بي" تؤكد بدء إنتاج 50 مليون قدم من الغاز في مصر

GMT 16:41 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

كشف ملابسات مقتل سيدة بمنزلها ذبحًا في دمياط

GMT 08:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

5 أطعمة مهمة تساعدك في علاج الأرق المزعج

GMT 09:17 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التناقض عنوان المجموعة الشتوية الجديدة لزياد نكد

GMT 11:42 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عطر guess seducriv I am yours لإطلالة غامضة ومغرية

GMT 23:10 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

مطار سوهاج يُجري تجربة طواريء لطائرة منكوبة

GMT 08:59 2017 الأربعاء ,05 تموز / يوليو

عائشة بن أحمد تُشعل مواقع التواصل بإطلالة رائعة

GMT 14:00 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أمسيات دينية في مساجد الإسكندرية عن أهمية الثقافة في التربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon