توقيت القاهرة المحلي 13:30:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«شدى القلوع».. يا بلد

  مصر اليوم -

«شدى القلوع» يا بلد

بقلم - ماجدة الجندي

لم تكن لى الدراية التفصيلية، التى تمكننى من إدراك مدى الأهمية، والدلالة، التى تشكلها، مسألة ان ترسانة بحرية مصرية، صنعت فرقاطة.. ربما كان شأني، هو شأن الذين تربوا علي، صنع فى مصر، وكانت حياتهم كلها، مشروعا، صنع فى مصر، وحتى حين كانت لهم نوافذ يفتحونها على ماهو خارج مصر، كانوا يفعلون ذلك لضخ مزيد من الاكسجين لمصر.. كنت كل ذلك، حتى أشعرنى ابنى محمد، المهتم بالدراسات الاستراتيجية والعسكرية، رغم كونه دارسا لعلوم أخري. إننى خارج اللحظة ذات المعني، وأن على أن أتعلم كيف أميز اللحظات الفارقة فيما نحياه، حتى وإن مرت على آخرين مرور الكرام.

أجلسنى فى مقعد الدارس المتلقي، لأدرك معنى أنه ولأول مرة، تخرج فرقاطة، تلك القطعة البحرية العسكرية التى لا تخطيء دورها، من ترسانة الاسكندرية.. هذه سفينة حربية تصنعها، أيد مصرية.. جيش من المهندسين والفنيين والعمال صاروا يملكون دقائق وفنيات، صهر ألواح الحديد والصاج وتركيب اللازم من الأجهزة لتمتلك مصر بيدها، سيادة حقيقية.. ألفان ومائة مهندس وفنى وعامل أمضوا ستمائة وخمسين الف ساعة علاوة على ألف ومائة ساعة عمل أساسية، لتمتلك مصر، الفرقاطة بورسعيد, سفينة حربية، ترصد وتتابع وتشتبك..لاحظ التوصيف.

العقد الذى أبرمته مصر وشركة نافال، عام 2014 ، لشراء أربع فرقاطات جويند، كان يقضى بأن تتسلم مصر فرقاطة واحدة جاهزة، على أن يتم تصنيع الفرقاطات الثلاث الباقية، بأيد مصرية، فى ترسانة الاسكندرية.

ترسانة الاسكندرية التى كانت على وشك أن يتم خصخصتها، على يد واحدة من حكومات رجال الاعمال، لولا يقظة جيش مصر، ولولا أن عرض المشير طنطاوى أن يشتريها الجيش. هذا ما عشناه وقرأنا عنه قبل سنوات ليست بعيدة.

تصنيع الفرقاطة، ليس فقد دالا من المنظور العسكري، لكنه يمثل نوعا من الإحياء لصناعة السفن فى مصر، ومرحلة متطورة فى نوعية دقيقة، سوف تنسحب آثارها، على الصناعات المدنية.

نحن ازاء توطين مستوى تكنولوجى ومعرفى مختلف سرعان ما سوف ينسحب على قطاعات اخري، مستوى منضبط المعايير والجودة.. انت تصنع جزءا من سلاحك، حتى وان استعنت بأجزاء من مواطن اخري، فكل الدول تفعل ذلك.. حتى روسيا، باتت تطعم أسلحتها بقطع غربية، يعملون حساباتها فى الهياكل...التقدم الصناعى فى الحقل العسكري، ليس عندنا فقط، بل فى الدنيا كلها، ينسحب على فضاء الصناعات المدنية. شبكة الانترنت، التى صارت فى المتناول، من الفلاح لعالم الذرة، نشأت وبدأت فى مؤسسة عسكرية، هى الجيش الامريكي، باعتبارها شبكة الاتصالات، القادرة على سرعة الاتصالات، فى حالة نشوب حرب نووية.

القارئ لتاريخ مصر الحديث، لابد وأن يستحضر ذلك الجسر الذى أوجده، محمد على باشا، ما بين تطور مصر الحضارى وتطور وحيوية جيشها، وأرجع الى كتاب تاريخ البحرية المصرية فى عهد محمد علي.

كل نهضة أحدثها محمد علي، من القصر العينى وحتى البعثات، كان فى الخلفية منها، فكرة الجيش القوى الجيش الذى انتصر على الجيش التركى فى معركة نفارين.

أعود بذاكرتى إلى عقود الشباب.. كانت مصر تملك مشروعا لتصنيع طائرة مقاتلة (القاهرة 300)، بمشروع أوروبي، أوقفته دولة عظمي، لم تكن من الأعداء، لأن استمرار القاهرة 300، كان يهدد نوعا من طائراتها.. لما صنعت مصر القاهر والظافر ووجهت لهما سهام الخارج، المفهوم دوافعها، وسهام الداخل، الساخر بطبعه.. ربما لو وعينا.. لو كففنا عن جلد الذات، لتغير الأمر. والأمر تغير فعلا.

تصنيع الفرقاطة بورسعيد بأيد مصرية، هى الهدية التى تليق بمن افتدونا: بهارون.. ورامى حسنين وأبانوب.. ووائل كمال.. ومنسي.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شدى القلوع» يا بلد «شدى القلوع» يا بلد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon