توقيت القاهرة المحلي 02:31:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

تكلم.. حتى أراك

  مصر اليوم -

تكلم حتى أراك

بقلم - ماجدة الجندي

نعم هناك مشكلة حقيقية فى لغة الخطاب العام التى يتوجه بها بعض المسئولين التنفيذيين الى الناس.. بل يمكن القول، ان هذه اللغة، وما تحمله من معان وأفكار ودلالات، تكاد تتناقض والسياق الموضوعى العاقل الذى نتمنى أن نؤسس عليه للقادم.

إن جزءا من هذا الخطاب القادم من تنفيذيين يسهم فى نوع خطير من خلط الاوراق وتشويش الأذهان، بما لا يحقق الصالح العام، لا للدنيا ولا للدين, وتمتد آثاره وتنفذ إلى مسام الصغير والكبير.. الاستاذ الدكتور عبدالعزيز قنصوة محافظ الاسكندرية الجديد، كان فى لقاء مع الشباب، بواحد من المعسكرات الصيفية بأبى قير، ونقلت عنه الصحف، قولا أراه يستحق التوقف.

قال المحافظ القادم من عالم البحث العلمي، كأستاذ فى قسم الهندسة الكيماوية معنى ببحوث المياه: ان الله سبحانه وتعالي، هو فقط من يحاسبنا على اعمالنا، وهو من يملك الجنة والنار، لذا يجب ألا يحاسب بعضنا البعض.

اولا، ونعمة بالله، لكن ما هو المراد من هذا المعني، لما يأتينا من مسئول تنفيذي؟ وماذا نستشف منه طبيعة الرسالة؟ المعنى كما تلقيته، وفى اجتهاد متواضع، لا يحتاج الى إفاضة فى الشروح.

لنترك عملية المحاسبة، لله عز وجل، ووجوبية ترك عملية المحاسبة على ممارستنا، لله عز وجل.

هل معنى ذلك أن تكف الاجهزة المعنية بالمتابعة والكشف عن دورها فى تعقب المخطئين، وأن نعلق فكرة المحاسبة، وأن نكتفى بأن الله سبحانه وتعالى سوف يقوم بالمحاسبة، للمخطئين بعد عمر طويل؟ الدولة فى مرحلة تثبيت مفاصلها, تتعقب الفاسدين واللصوص، ورئيس الدولة، يعلنها بوضوح: لن يفلت فاسد ولن يكون هناك من هو أعلى من القانون.

هذا الكلام معناه ببساطة، اننا، على اعتبار اننا اعلم بشئون دنيانا، فى دولة تعى الفارق وتدرك أن ترتيب الحياة وتنظيم المجتمع، لا تكون له قائمة بغير حساب بشرى للفاسدين والمفسدين فى الارض، فهل يتسق المعنيان؟ تصريح السيد محافظ الاسكندرية، وما تتخذه الدولة وتحرص على بلورته من حتمية المحاسبة على الأرض؟ ماهى الضرورة التى دفعت برجل البحث العلمي، فى لحظات استهلال مسئوليته فى الخدمهةالعامة، أن يدشن إطلالته، بما أراه خلطا فى الاوراق, ورقة الدين وورقة الدنيا.. هل ينفى ايمان الناس بالله واليوم الآخر، أحقيتهم فى أن يحاسبوا (بكسر السين)، ويحاسبوا (بفتح السين)؟ وهل من رابط بين القناعة الدينية والإقرار بأن الله سبحانه وتعالي، من يملك مفاتيح الجنة والنار، وبين أن يحاسب، بعضنا البعض؟ هذا خلط استغربه، واستحضار ربما لا يكون فى محله، قد تكون محصلته مزيدا من تشوش الاذهان الذى ندفع ثمنه فى ممارسات، تقوض الحياة.

كل ما يخرج عن المسئول، لابد وان يمر بالعقل، قبل ان يصل الى الناس، حتى لو افترضنا أن هذا المسئول، أراد نوعا من التقرب أو التبسط مع الناس، على طريقة البساط الاحمدي... ولكل مقام مقال.. ومقام الخطاب العام للناس يفرض على المسئول وعيا بأى بذور يلقى بها فى التربة، وإدراكا لتداعيات كل كلمة وكل معني.

وإذا أخذنا بما قاله الفيلسوف اليوناني: تكلم حتى أراك، وحاولنا تطبيقه على ما افتتح به الدكتور عبد العزيز قنصوة محافظ الاسكندرية الجديد، سوف يكون حكما صادما وربما يظلم إمكانات لم تأخذ فرصتها بعد. خطاب المسئول ليس جزئية جانية او هامشية، خاصة فى مثل ما نعيشه من ظروف، وحديث الجنة والنار والحساب الإلهي، لا أتصور أن سياقه كان مناسبا، حين تقصر فكرة المحاسبة، بما يوحى إلا حسابا على الارض.

وما دمنا فى سياق الكلام عن الخطاب العام للمسئولين التنفيذيين، فلابد وأن الناس توقفت عند تصريح السيد أحمد عبد الهادى المتحدث باسم هيئة مترو الأنفاق، معلقا على محاولة انتحار الرجل الأربعيني، الذى ألقى بنفسه امام المترو وتم انقاذه وبتر ساقه، قال السيد المتحدث، مختتما بيانا يشرح ملابسات الحادث: إن المترو يعد من أكثر المرافق حيوية فى خدمة الجمهور حيث يستقبل الملايين، وأنه ينبغى الا يكون وجهة للمرضى النفسيين والراغبين فى الانتحار». تعبير لا يخلو من صلافة لا تليق برؤية الضعف الإنساني. على المسئولين أن يدركوا معنى تكلم حتى أراك.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكلم حتى أراك تكلم حتى أراك



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt