توقيت القاهرة المحلي 12:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطور مفرط

  مصر اليوم -

تطور مفرط

بقلم - عزة كامل

لماذا نكون نحن النساء فى حاجة إلى تبرير مكانتنا وأفعالنا دائما؟، فى محاولات فاشلة لدحض محاولات الإقصاء والتهميش، لماذا علينا أن نتنازل عن طيب خاطر ورضا مفتعل للتواجد فى الفضاء العام؟!، بل نعتذر عن ذلك أيضا، ولماذا علينا أن نعيش الضغط والتنكيل ونواجه العراقيل أمام شهوانية ذكورية مريضة فجة اجتاحت البر والبحر والجو؟، ولماذا علينا أن نتعرض صاغرين للسخرية والاستهزاء والاستخفاف والتنكيل والترويض؟!

لسنا جوار، ولسنا محظيات لمتعة الرجال وإشباع غرائزهم، يجب أن يفرض كل رجل على نفسه رقابة ذاتية جنسية ليصبح فردا مسؤولا تجاه المجتمع، لا مجرد بوق يردد تعاويذ حماية الأخلاق والشرف، فى نفس الوقت الذى يمارس فيه التحرش بازدواجية وعنصرية وشهوانية قبيحة، وانحطاط قيمى وأخلاقى منحط، يمارسون أفعالهم الخسيسة دون أدنى شعور بالذنب، ولا يهم إذا كانت الفريسة طفلة، أو شابة، أو امرأة منتقبة، أو امرأة محجبة، سافرة، فى المواصلات وفى الشارع، على الشاطئ، ويتبارون فى وصم ضحيتهم التى تتجرأ لفضحهم سواء بالتصوير، أو بتحرير محضر أو الحبس، ويكون مصيرها الضرب أو تشويه الوجه أو الطعن، وكم تكون الكارثة مروعة حين تزهق من جراء ذلك الأرواح، كما حدث للزوج الذى دافع عن زوجته ضد المتحرش بشاطئ أبويوسف بالعجمى فأردوه قتيلا.

لقد قتلت النساء اللاتى تعرضن للتحرش بحد السيف مرات ومرات، بدءا من انتهاك أجسادهن، مرورا بإلقاء اللوم عليهن وإطلاق النمائم والافتراءات والأكاذيب والعقد النفسية والشائعات عليهن، حتى ينتهى الأمر بالقتل العلنى.

عقد نفسية وتدهور أخلاقى توظف لحساب ذكورية غثة، يباركها المنافقون والمراءون الذين يتلذذون بإهانة النساء تحت نزعات سادية مفرطة، واستهداف الجسد الأنثوى وإصابته بالأذى والضرر والتشويه العضوى والنفسى من بتر الأعضاء التناسلية، تزويج القاصرات والإتجار بهن، والتحكم فى حياتهن، وتغيب عن النساء أداة التعريف للتقليل من احترامهن وإمعانا فى إذلالهن: (فتاة العتبة، فتاة إمبابة، فتاة المول، فتاة التجمع..)، أى يتم إلغاء المرأة لحساب الرجل، واختزالها لمجرد وعاء جنسى، والأخطر هى ردود فعل من يتماهى معهم، إنها ردود كاشفة للمستنقع الردىء الذى يحيط بمجتمعنا، هذا بالإضافة إلى الغموض والتبرير المخيم على مشروعية النساء فى الشارع، المقصود هو إلغاء إرادة المرأة الكائن الفيزيائى، إلغاء إرادتها المستقلة، ويضرب عليها حجاب نفسى، يحجب الإرادة والإدراك والفعل، الطريق للانعتاق باهظ التكلفة، لكن الرجال لا يعلمون أن غضبة نساء مصر سوف تأكل الأخضر واليابس.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطور مفرط تطور مفرط



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"

GMT 10:11 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

الأهلي يواجه الزمالك 30 آذار في برج العرب دون جمهور

GMT 20:57 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعدام طالب جامعي شنقًا قتل مدرسًا في محافظة البحيرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon