توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى معنى التسامح

  مصر اليوم -

فى معنى التسامح

بقلم - عزة كامل

فى لحظات الود والصفاء أو تحت الإلحاح أو تفاقم الأزمة، يقوم البعض بتقديم الاعتذار لمن تمت الإساءة إليهم، والبعض الآخر يبدى تسامحا تجاه شخص ما، أو مجموعة من الأشخاص الذين ارتكبوا جرما فى حقهم أو فى حق المجتمع عن طريق الخدعة أو الإساءة إليهم بطريقة ما، وهذه الاعتذارات أو تعبيرات التسامح ربما تكون حقيقية أو زائفة أو أنها أغراض سياسية أو إنسانية أو نفعية.

-2-

لكن هل الاعتذار والتسامح يجعلان الناس تتقبل التعامل مع طرفى المشكلة بشكل أفضل؟ وهل تستعاد الثقة المفقودة بينهما بطريقة أكثر فاعلية؟ وهل يساعد التسامح على جبر الضرر؟!، أم أنه يتضمن الكثير من الخسائر النفسية والصحية والاجتماعية للفرد المتسامح؟!، وخاصة إذا لم يبد المسىء ندما أو اعتذارا على ما اقترفه من إساءة وتعهد بعدم حدوثه، وهل تؤثر السياقات الاجتماعية والتاريخية على الفروق الفردية للأشخاص فى التسامح؟، والسؤال الأهم: كيف يصل الشخص إلى مسامحة الآخر الذى قام بفعل إيذائه شخصيا؟ هل لديه القدرة والرغبة فى أن يتسامح مع الآخرين؟، وكيف ستتحرر ذاته من الألم الذى تسبب فيه المسىء؟.

-3-

هناك غضب وحزن وخوف وجرح واكتئاب وأسى وخزى يكتنز به قلب وعقل من تمت الإساءة إليه، التسامح يتضمن جزئيا التحرر من المعارف والانفعالات السلبية تجاه المسىء، فكيف يمكن لامرأة أن تتسامح مع من قام باغتصابها أو قتل أحد أبنائها، أو تاجر بها؟ هل تستطيع الزوجة أن تسامح زوجًا يعنفها ويقمعها ويحط من كرامتها؟ هل يستطيع أى شخص أن يتسامح مع من دمر أسرته أو عائلته؟ أو مع من مارس معه التمييز أو التعذيب، أو الإساءة الجنسية أو الجسدية؟!

-4-

التجارب والخبرات الحياتية تؤكد لنا أن الأفراد الذين تربطهم علاقات مستمرة بالمسيئين إليهم، يكون تعرضهم للإساءة مستمرا إذا لم يقاوموا هذه الإساءة، وكذلك الشخص الذى لا يتسامح مع الإساءات أو الإيذاءات الشديدة جدا، هو أقوى فى علاقته بالآخر، بنبذه كمصدر للتهديد والألم، وذلك عن طريق تقوية الذات وتوكيدها، لذلك فالقدرة على التسامح تتوقف على درجة شدة الإيذاءات، التسامح ليس هدفا فى حد ذاته، فالضحايا يحتاجون للمساندة والدعم والحصول على العدالة، وهذا لا يمنع أن تأتى كثير من فرص التسامح فى علاقات الصداقة أو العلاقات الرومانسية والأسرية التى يكون فيها حجم الإساءة ليس خطيرا، وكذلك رغبة المسىء فى الإقلاع عن هذه الإساءة، التسامح يعنى منح الرحمة للمسىء، لكن هل يعزز التسامج إبداء التوبة؟ وهلى يغير من سلوكيات المسىء؟ أم أنه يكافئه؟ وما علاقة ذلك بالعدالة الاجتماعية؟ التسامح لا يمنح النسيان أو الغفران لأنه لا يؤدى للتخلص من الجرم.

-5-

وبما أن شهر مارس هو شهر أعياد المرأة، لذلك لا تسامح مع العنف والتمييز ضد المرأة ولا مع أى عمل يهينها، أو يحط من كرامتها، فالناجيات اللاتى ينبغى عليهن أن يقاومن مشاعر اللوم والخزى من جراء الإيذاء والإساءة، لا يجب أن يثقلن بلوم إضافى لكونهن غير قادرات على التسامح مع المسىء، لا تسامح فى المساومة على حقوق المرأة، لا تسامح مع جرائم العنف والتمييز.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى معنى التسامح فى معنى التسامح



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt