توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من أجل حوار مجتمعي واسع

  مصر اليوم -

من أجل حوار مجتمعي واسع

بقلم : عزة كامل

هل حقًا شهر مارس هو شهر «المرأة العالمي»، وبالتالى شهر«المرأة المصرية»؟! كيف يكون ذلك وشبح ذلك القانون الظالم والمهين يخيم علينا جميعا، وينسف كل المكتسبات والحقوق التى حصلت عليها المرأة المصرية على مدى عقود عديدة خلت؟ أعنى قانون الأحوال الشخصية المعيب، والمعروض على البرلمان دون تشاور مع أصحاب المصلحة قبل إصداره.

ومن المضحكات المبكيات ألا يلعب الإعلام دورًا إيجابيًا فى مناقشة قضية مجتمعية مهمة تمس حياة المجتمع والأجيال الحالية والمستقبلية، ولكننا نجده يستضيف وجوهًا وشخصيات معروفة بذكوريتها الفجة والصادمة، وبعدائها السافر لأى حقوق ومكتسبات للمرأة، لتهاجم القانون، زاعمين أنه ضد الرجال، ويصرخون بألفاظ نابية وسوقية جدًا.

ونجد أيضًا شخصيات تتبنى الفكر السلفى، يروجون لأحكام تعطل مساهمة المرأة فى الحياة الاجتماعية، وعلى كافة المستويات، وتجعلها تحت سلطة الرجل دومًا، سجينة البيت كأداة متعة وإنجاب واستهلاك خدمى، بالإضافة للفتاوى التى تُضفى قدسية مفتعلة على كل شىء، وخصوصًا الأشياء الدنيوية ووسمها بصفة دينية، ليصبح نقدها هادمًا للدين.

وهكذا تتحالف الذكورية المريضة مع جانب من السلفية الذى يخدم أغراضًا اجتماعية رجعية، وذلك من خلال تأويلات مغرضة، واعتماد مذاهب تجعل المرأة تدور دائمًا أبدًا فى دائرة التابع، واعتبارها عورة ونجاسة، وتجرى عليها بنود التحريم والتحليل، وكأننا عدنا إلى القرون الوسطى بكل إرثها الغريب.

إن قضية المرأة ذات أبعاد اجتماعية وسياسية تتصل بحقوق الإنسان العادلة والمساواة بين البشر، هذا القانون يُفقدنا الأمل فى مستقبل يمثّل الحد الأدنى من طموحات المرأة المصرية.

ما يحدث الآن يمنعنا من إنجاز أى مشروعات نهضوية على جميع المستويات، لذلك يجب علينا مواجهة هذا الفكر الذكورى الأصولى، كاتم أنفاسنا، والطامح إلى احتلال عقولنا، ومنعنا من التقدم دائمًا، لذلك علينا نزع القدسية عن غير المقدس، حتى نحرر عقولنا، ونستطيع أن نمارس أدوارنا النقدية والتحليلية دون تعثّر وإرهاب وخوف من إهدار الدم أو التكفير، ولنتمسك بالعقلانية فى مواجهة كل أشكال الظلامية، وأن نهجس فقط بالمستقبل، ونتخفف من حمل الماضى، ونطمح أن يلتزم الإعلام الرسمى وغير الرسمى بالمهنية والمساهمة فى عملية التنوير، حيث إن قانون الأحوال الشخصية يهم كل المصريين، وكل فرد فى أرض المحروسة، لأن هذا القانون ينظم حياة الأسرة كلها، فلابد من إجراء حوار مجتمعى واسع، ليشارك فيه الرجال والنساء والمنظمات التنموية والنسوية والحقوقية والخبراء القانونيون من الجنسين، من أجل قانون عادل ومنصف لصالح الوطنية والإنسانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أجل حوار مجتمعي واسع من أجل حوار مجتمعي واسع



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon