توقيت القاهرة المحلي 15:40:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طوبى لعلمائنا القدامى

  مصر اليوم -

طوبى لعلمائنا القدامى

بقلم - عزة كامل

كثيرون مَن يدّعون أنهم عالِمون بأمور الدنيا والدين، وأعطوا لأنفسهم الحق فى تكفير الآخرين، ولم يقدموا لنا علمًا، بل قدموا أفكارًا تكفيرية وإقصائية، لذلك علينا أن نسلط الضوء على العلماء المسلمين والمسيحيين الذين لم ينشغلوا بالتكفير وترهيب البشر، بل انشغلوا بالبحث عن المعرفة وتطوير بنية العلم، وخاصة فى العصر الذهبى للإسلام، والذى يمتد من منتصف القرن الثامن إلى القرن الخامس عشر الميلادى.
ونذكر من هؤلاء الخوارزمى الذى يُعد مؤسِّس علم الجبر، وجابر بن حيان الكيميائى الذى حدد المادة الوحيدة التى يمكن أن تصهر الذهب وأول مَن استخدم التقطير باستخدام قوارير من الإنبيق، وابن النفيس جرّاح دمشق، الذى أُطلق عليه «أبوعلم وظائف الأعضاء الدموية»، وابن سينا الذى كانت له إسهامات مهمة فى الطب والفيزياء والبصريات والفلسفة، كما أنه قدم كتاب «القانون فى الطب»، الذى أصبح مرجعًا أساسيًّا فى الطب لتعليم الطلاب فى أوروبا حتى القرن السابع عشر، وناصر الدين الطوسى من العراق الذى تخصص فى الفلك والرياضيات، وحسن بن الهيثم عالِم رياضيات البصرة وهو من مؤسِّسى البصريات الحديثة، وأبوبكر الرازى رائد طب العيون واسع الثقافة فيما يخص الطب والفلسفة والكيمياء وهو أول مَن اخترع أحماضًا مثل حمض الكبريتيك، وعمر الخيام عالِم الرياضيات بنيسابور والفلكى والشاعر أيضًا، والفارابى الذى اهتم بالفلسفة السياسية والقانون والموسيقى وعلم الأخلاق وعلم الفلك والرياضيات، والإدريسى فى الجغرافيا ورسم الخرائط، والزهراوى جراح زهراء قرطبة الذى يُعتبر أحد آباء الجراحين الكبار والذى اخترع العديد من الأدوات الجراحية، ومؤسِّس علم الاجتماع الحديث وأول من تكلم عن العمران «ابن حلدون».

ولقد أسهم أيضًا المسيحيون فى الحضارة الإسلامية فى عهد الأمويين والعباسيين من خلال ترجمة أعمال الفلاسفة اليونانيين إلى السريانية، ومنهم حنين بن إسحق الذى برع فى تشريح العين، وجرجيس بن بختيشوع الذى ترجم مؤلفات كثيرة فى الطب من اليونانية إلى العربية، فقد كان للمسيحيين، خاصة السريان، من يعاقبة ونساطرة دور مهم فى العلوم والترجمة، ومنهم أيضًا إسحق الدمشقى، ويحيى بن يونس، وقسط بن لوقا، وعبدالمسيح الكندى، وأسطفان بن باسيل، وسهل بن بشر، وغيرهم الذين ترجموا وألفوا فى الفلسفة والأخلاق والطب والرياضيات والنجوم والموسيقى وغيرها من العلوم التى ملأت الدنيا كلها.

والسؤال الآن: كيف نرى هؤلاء المتعصبين، الذين يحتكرون الدين ويحولونه إلى أداة تكفير ويحاكمون بها الفكر والإبداع، من كل هؤلاء العلماء العظام، بعدما أصبح التكفير هو عقاب التفكير؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طوبى لعلمائنا القدامى طوبى لعلمائنا القدامى



GMT 09:56 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مهلة جانتس

GMT 09:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

السؤال الذى أبكى الملايين؟!

GMT 06:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

فى المشمش!

GMT 06:51 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

الأصدقاء وذكريات لا تعنيهم

GMT 06:48 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

كهفُ الفيلسوف.. وحبلُ الفيل

GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 10:57 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مفاجآت كبيرة في فيلم "الست" لمنى زكي
  مصر اليوم - مفاجآت كبيرة في فيلم الست لمنى زكي

GMT 18:57 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

فنانة لبنانية أنهكها العمر ولم تعد تستطيع الحراك

GMT 05:22 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

سان جيرمان يُغري أنطونيو كونتي براتب ضخم

GMT 05:34 2018 الأربعاء ,07 آذار/ مارس

كايا جيربر تخطف الأنظار بإطلالة من "شانيل"

GMT 11:10 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

لورا ويتمور تجذب الأنظار إلى إطلالاتها السوداء

GMT 09:40 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

تعرفي على كيفيّة العناية بالشعر القصير لينمو بكثافة

GMT 22:12 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

الإنتاج الحربي يتخطى دجلة بهدفين دون رد فريق

GMT 17:30 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

لوكاكو يتطلع لتوقيع عقد رعاية مع إحدى الشركات الرياضية

GMT 22:34 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجمة مسرح مصر ويزو تحتفل بزفافها في التجمع الخامس الإثنين

GMT 08:47 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

ماركو رويس يكشف عن طموح ألمانيا في يورو 2016
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon