توقيت القاهرة المحلي 13:05:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آن ماري جاسر وهالة لطفي.. مشاركة عربية مشرفة

  مصر اليوم -

آن ماري جاسر وهالة لطفي مشاركة عربية مشرفة

بقلم : طارق الشناوي

بكل لياقة وذوق، ستجد وأنت تقترب من المهرجان من يسألك عن دعوة مجانية لحضور فيلم، في العادة يحصل الصحفيون والنقاد على عدد من التذاكر، وبديهى أنها فقط لهم ولا يجوز التفريط فيها، ولكن ستجد دائما نسبة ما من ولكن!!.

في كل الشوارع الممتدة التي تحيط بمقر مهرجان (برلين)، حيث يقع فندق (الحياة) المقر الرئيسى للضيوف ولجان التحكيم، والمطل على القصر وتتعدد بجواره دور العرض الرئيسية، ستجد حياة أخرى، الجمهور يتدافع ليحتضن العالم السحرى، الذي جاء إليهم من مختلف دول العالم، كل فنان يحلم بأن يحتضن في نهاية الأمر جائزة (الدب).. مع تعاقب السنوات، تكتسب المهرجانات سمعتها أو تفقدها، ولا يزال هذا المهرجان الذي تمتد فعالياته في الشتاء القارص يقف مع كل من مهرجانى (كان) و(فينسيا) في الصدارة، وبالطبع في عالمنا العربى ومصر تحديدا، يضع الإعلام (كان) في مكانة خاصة.. وتلك حكاية أخرى، ولها أسبابها التاريخية، إلا أنها قطعًا لا تعبر عن الحقيقة.

لو كثفنا مشاكل المهرجانات المصرية في جملة واحدة، ومع اختلاف الدرجة، سوف تأتى الإجابة غياب الجمهور، إنهم صُناع البهجة، هم الذين يحيلون المهرجان إلى مهرجان، وهكذا نتابع المهرجانات العالمية الكُبرى، وهو ما نراه أيضا في عدد من المهرجانات العربية مثل (قرطاج)، حيث يضرب هذا الجمهور المتيم عشقًا بالسينما والفنون جميعًا بتدافعه على شبابيك التذاكر وتلك الطوابير الممتدة، وهو الحلم الذي نتمناه جميعًا للمهرجانات المصرية، وعلى رأسها (القاهرة) ليعود إلى سابق عهده، كما كنا نتابعه حتى نهاية التسعينيات.

وسط حفاوة وتواجد اعلامى مكثف تجاوز 5 آلاف ناقد وصحفى ومعلق يتسابقون لملاحقة أفلام وفعاليات هذا الحدث العالمى، استطاع (برلين) مواجهة الصقيع بدفء الأفلام وسخونة المشاعر التي تستشعرها في الحفاوة التي تلمحها في عيون الناس. أكتب هذه الكلمة بسبب ظروف الطباعة، قبل ساعات من عرض فيلم الافتتاح (عام سالينجر) للمخرج الكندى فيليب فالاردو، والذى يتنافس مع 17 فيلمًا آخر في المسابقة الرسمية، بينما سنلاحظ الغياب العربى، وإن كان لدينا حضور نسائى متمثل في المخرجتين آن مارى جاسر من فلسطين وهالة لطفى من مصر، وربما يرى البعض أن هناك تعمدًا لاختيار امرأة عربية، لتصل رسالة محددة من المهرجان للعالم.. تحليلى أن جاسر وهالة تم اختيارهما أولًا لما قدمتاه على الصعيد السينمائى، وباقى الأسباب- لو وجدت- ستحل ثانيا وثالثا.

في تلك الدورة التي افتتحت مساء أمس وتحمل رقم (70)، والممتدة حتى الأول من مارس، وبعيدا عما تثيره عادة النتائج ما بين مؤيد إلى حدود الهتاف للجنة التحكيم والمطالبة ببقائها مدى الحياة، وما بين مستهجن مشكك في توجهها ومطالب بإسقاطها فورا، هذه التناقضات في الرؤية تظل من طبائع التقييم الفنى، الذي مهما وضعنا له من قواعد ومحددات فإن الأمر يخضع في جانب كبير منه للذوق الشخصى، لا تصدقوا أن الموضوعية والقواعد الصارمة هي وحدها تملك المفتاح، هناك بالطبع معايير، ولكن الإبداع يأتى ليهدم قاعدة مستقرة ليبنى على أطلالها إبداعًا آخر، ولو أعدت تشكيل لجنة تحكيم- أي لجنة تحكيم- لحصلت بالضرورة على نتائج مغايرة.

ليست هذه هي قضيتنا ولا هذا هو موضوعنا، ولكنى هذه المرة أريد أن أحدثكم عن قيمة أراها تقف دائمًا وراء تلك الصورة المبهرة لمهرجان برلين، إنه الجمهور الصانع الأول لهذا الشغف الذي يمنح المهرجان خصوصيته، كما رأيتها بين عشرات المهرجانات، ولو أحلت المشاعر إلى رقم لاكتشفت أن الإقبال الجماهيرى يصل إلى نصف مليون تذكرة، عندما أعقد مقارنة بين مهرجانى «كان» و«برلين»، أقول لكم بضمير مستريح إن الجمهور في «كان» في العادة لديه هذا الشغف بأفلام المهرجان، ولكنه يعشق أكثر رؤية النجوم، وهكذا تتم مطاردتهم من الفندق إلى السلم في قاعة لوميير الكبرى، المطل على شاطئ الريفييرا الساحر، هناك من يستيقظ مبكرًا ليحجز لنفسه مكانًا خاصًا قريبًا من السجادة الحمراء، في انتظار أن يرى في المساء نجمه أو نجمته المفضلة، في برلين هذا الشغف قائم بالطبع، ولكن تدافع الجمهور لأفلام المهرجان يصل عادة إلى الذروة، ويسمو كثيرا عن الشغف بالنجوم.

الوجه الآخر للصورة، وهو ما نراه في العديد من المهرجانات العربية وخاصة المقامة على أرض (المحروسة)، تكشف أنها لعدد من النقاد والصحفيين القاهريين، بينما الجمهور غائب تماما.. أين الناس، أقصد أصحاب الحق الأول في إقامة المهرجان؟، لن تعثر عليهم إلا فيما ندر. أتذكر قبل 30 عامًا كانت الحالة مختلفة تمامًا في مهرجان القاهرة، حيث إن الإقبال الجماهيرى كان صاخبًا، وتردد وقتها تعبير «قصة ولا مناظر»، كانوا يقصدون الفيلم الذي به مشاهد جريئة وسمحت به الرقابة فهو إذن مناظر، أما القائم على فكرة فهو قصة ولن يشاهده أحد، تلاشى تقريبا كل ذلك في السنوات الأخيرة، فلا قصة ولا مناظر، ويسعى محمد حفظى رئيس مهرجان (القاهرة) لوضع آليات لعودة الشغف الجماهيرى. التواجد العربى في برلين قليل، باستثناء منصة صارت دائمة في السنوات الأخيرة، وهى (المركز السينمائى العربى) مديره ومؤسسه الباحث السينمائى علاء كركوتى، الذي يتحرك تحت مظلة ميزانية محدودة، إلا أنه يملك طموحًا بلا حدود، يسعى للوصول إلى عقد اتفاقات إنتاج مشترك لأفلامنا العربية، وفتح أبواب جديدة للتوزيع في أوروبا وآسيا وإفريقيا. وأتوقف كثيرًا أمام جائزة يمنحها الجمهور سنويًا في المهرجان لأفضل فيلم، ولدينا في مهرجان (القاهرة) جائزة مماثلة تم إقرارها في العام الماضى، أتمنى أن نحافظ عليها، نحيطها بكل العناصر اللازمة لتذهب للفيلم الذي يستحقها، وندرس كيف يتمكن (برلين) من وضع كل الضمانات لتحقيق العدالة والمصداقية!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آن ماري جاسر وهالة لطفي مشاركة عربية مشرفة آن ماري جاسر وهالة لطفي مشاركة عربية مشرفة



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon