توقيت القاهرة المحلي 20:29:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منى زكي... أين السقطة الأخلاقية؟

  مصر اليوم -

منى زكي أين السقطة الأخلاقية

بقلم - طارق الشناوي

امتلأ (النت) بهجوم سافر على منى زكي بسبب فيلم (أصحاب ولا أعز). قدمت منى دوراً به قدر من الجرأة، لم تقترب السينما المصرية كثيراً في السنوات الأخيرة من هذه الشخصيات، بسبب هذا التوصيف الذي كثيراً ما تردد مع مطلع الألفية الثالثة (سينما نظيفة)... منى في القسط الأكبر من أعمالها الدرامية التزمت به (مجبر أخاك لا بطل)، ولا يعني ذلك الالتزام المطلق، بين الحين والآخر قدمت أعمالاً اخترقت من خلالها هذا الحاجز الوهمي مثل (احكي يا شهر زاد) وتمردت على تلك (التابوهات) الممنوعات، التي تخاصم روح الفن. مع الأسف صار البعض يحكم على العمل الفني من خلال تلك الزاوية الضيقة. الفيلم الذي أثار الضجة استنساخ للفيلم الإيطالي (غرباء تماماً) الذي سبق أن قُدم بأكثر من نسخة بلغات ومجتمعات متعددة، ولم نتابع ولا مرة تلك الضجة. الحالة الدرامية تفتح شهية المبدعين لهذا التحدي فهو مقيد في إطار من الزمان والمكان، زمن الحدث الدرامي هو بالضبط الزمن الواقعي، كما أن المكان لا يتجاوز في القسط الأكبر مائدة الطعام، ناهيك بأنه يعري الشخصية درامياً، فهو يبدو كأنه يقرأ حياة كل منا، يُمسك بالجزء المسكوت عنه في ضميرنا وخيالنا، واللعبة التي استند إليها، قائمة على افتراض عنوانه (ماذا لو كل منا أفصح عن الجانب المظلم في حياته؟)، وهكذا رسائل (الموبايل) تصبح مشاعاً للجميع.
الفيلم قدمته الجمعة الماضي، منصة (نتفلكس)، ولكن كيف يصل الأمر إلى إقامة دعاوى قضائية، وبلاغ في مجلس الشعب، يتهم الرقابة على المصنفات الفنية بالتقاعس عن أداء دورها، رغم أنه لا ولاية للرقابة المصرية على هذا الفيلم، فهي منصات مشفرة لا تملك أي دولة في العالم أن تتدخل بالمنع أو المصادرة، كما أن (نتفلكس) كتبت تحذيراً، الفيلم مصرح به فوق 16 سنة، وينطوي على ألفاظ نابية، معنى ذلك أنها لم تخدع جمهورها على أي نحو.
البيئة اللبنانية حيث تجري الأحداث درامياً، قطعاً ليست هي البيئة المصرية، وهو ما لم تتعود عليه كثيراً السينما المصرية، البعض حاسب منى زكي أخلاقياً لأنها تتناول مشروبات روحية، متناسياً أن الشخصية الدرامية هي التي تحتسي الكؤوس، هناك أيضاً من توقف عند بعض لقطات لم يتعودوا عليها، أسقطوا الحاجز الوهمي تماماً بين الدراما والواقع، وتلك هي من وجهة نظري السقطة الكبرى.
ويبقى السؤال: هل هذا الفيلم تحديداً يدعو للمثلية الجنسية؟ لا أتحدث عن عدد من الأعمال الفنية التي قدمتها المنصة وبها الدعوة للتسامح مع المثليين، أنا هنا أتناول فقط (أصحاب ولا أعز)، وأقول لكم بضمير مستريح إن هذا لم يشِر إليه الفيلم.
البعض يعتقد أن الفنان مصلح اجتماعي عليه أن يلعب دوره فقط في تقديم أفكار إيجابية، متجاهلين أن الممثل يقدم شخصية درامية قد تحمل كل ألوان الطيف البشري، ولا يعبر عن نفسه.
هل تعلمون أن وحش الشاشة فريد شوقي في واقع الأمر كان يخشى من الصراصير، ولا يهدأ له جفن قبل أن يتولى العاملون في الفيلا مطاردة الصرصار والتأكد أنه قد لقي حتفه. وحش الشاشة في الحقيقة يعمل للصرصار ألف حساب، فهل تعتقدون أنه من الممكن أن يضرب ويقتل مثلما شاهدناه على الشاشة.
لم ترتكب منى ولا كل المشاركين في الفيلم أي مخالفات أخلاقية أو مهنية، ولكن للمتربصين والمتشككين دائماً حسابات أخرى!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منى زكي أين السقطة الأخلاقية منى زكي أين السقطة الأخلاقية



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 08:41 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 22 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 19:37 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

سفيتولينا تودع بطولة فرنسا المفتوحة للتنس أمام بودوروسكا

GMT 12:53 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

علماء يكتشفون79 مضادا حيويا جديدا في براز الإنسان يطيل العمر

GMT 01:31 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

رانيا يوسف ترقص أمام مدرسة ابنتها احتفالا بتخرجها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon