توقيت القاهرة المحلي 00:49:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أهل الكرة وأهل الفن!!

  مصر اليوم -

أهل الكرة وأهل الفن

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

لأول مرة اقترب على هذا النحو من لاعبى كرة القدم، أغلبهم من جيل الكبار وتحديدا أهلاوية، الأولى مقصودة قطعا، لأن مباراة الأهلى والزمالك كانت تحمل نوعا من التكريم لكل هؤلاء الذين عاشوا من أجل كرة القدم، وعندما مر بهم الزمن وجدوا أنفسهم خارج الدائرة، قلة فقط من بينهم الذين لا يزالون داخل وميض الوهج، النسبة الكبرى ممن التقيتهم أهلاوية، هذا هو الواقع فى الشارع، وخارج جدران الناديين.لو كنت زملكاويا، وأحب الخير للناس، سوف أضحى بنفسى حتى لا أبنى سعادتى على أنقاض أحزان الأغلبية، وسوف أسعد بهزيمتى 2/ صفر، رغم أن الشوط الأول كان يقول عكس ذلك، ونردد معا (عاشق الروح) رائعة عبد الوهاب (ضحيت هنايا فداه/ وح أعيش على ذكراه)، وهكذا ستعيش الأقلية الزملكاوية وهم يشعرون بلذة التضحية من أجل سعادة الأغلبية، بينما الكأس قد استقرت هانئة مطمئنة فى أحضان الجزيرة الأهلاوية!!.

وجدت نفسى مثلا بين (الأخوين حسن)، حسام وإبراهيم، لم أجد صعوبة أن أتعرف على إبراهيم من حسن، على عكس كل القصص الشائعة، التى تؤكد أن التفرقة بينهما مستحيلة، قلت لإبراهيم إنه إبراهيم، ولحسام إنه حسام، وأكدا لى صدق المعلومة، إلا إذا كانا قد قررا معا أن «يشتغلونى».

هناك أيضا فاروق جعفر ومجدى عبد الغنى وهادى خشبة وحلمى طولان وإسماعيل يوسف وهشام يكن وإكرامى ومصطفى يونس وشوبير، وعشرات غيرهم، وأيضا مشجع الزمالك التاريخى الأستاذ عبدالله جورج، ورئيس نادى الزمالك الأستاذ حسن لبيب، تواجدنا معا فى الطائرة وأثناء المشاهدة فى الملعب، ووجدت أن لاعبى الكرة أكثر حميمية ودفئا من الوسط الفنى، عيونهم من الوهلة الأولى تقرأ أ فيها فيضانا بلا شطآن من مشاعر الحب.

هل يتابعون أيضا ما أكتبه ويكتبه غيرى عن الفن؟

الإجابة بنسبة كبيرة نعم، ربما لا يقرؤون باستمرار، ولكن فى الحدود الدنيا يتابعون، ولديهم وجهة نظر مثل أغلب المصريين تحمل قدرا معتبرا من التحفظ، على الجديد، ولديهم أيضا اعتقاد راسخ بأن القديم أحلى و(الترمومتر) الفنى يختلط بالأخلاقى والدينى، يعتقدون أن الفن الجميل هو الذى يرتدى زيا أخلاقيا ودينيا.

تذكرت أننى فى بداية المشوار مع التحاقى بالتدريب وأنا فى سنة أولى كلية إعلام القاهرة، ذهبت إلى مؤسسة (روزاليوسف) وكنا وقتها فى الطابق الخامس بالمبنى، بينما صباح الخير تقع فى السابع، وبالصدفة كنت قد تعرفت على الشاعر الكبير محمد حمزة، فى الأسانسير، ووقتها كان مسؤولا عن صفحة الرياضة بصباح الخير، وطلبت منه أن أتدرب، كلفنى فورا بالذهاب للنادى الأهلى، لأكتب من هناك بعض الأخبار، وأخذت بالنصيحة، وأنا فى طريقى للنادى استبد بى الجوع واشتريت من على كوبرى (قصر النيل) سميطة، وعلى خط الملعب بدأت التهمها، وفى لحظات وجدت أغلب اللاعبين يريدون نصيبهم من (السميطة)، لم يتبق لى شىء، كتبت عددا من الأخبار لم يتحمس الأستاذ حمزة لنشر أى منها، وانتهت علاقتى منذ ذلك الحين بالصحافة الرياضية، صرت فقط أقرأ بسعادة بالغة للأستاذ نجيب المستكاوى، ومع الزمن أصبحت أقرأ بنفس السعادة والنهم للأستاذ حسن المستكاوى. كنت أعشق تعليقات الكابتن محمد لطيف، وبعدها احتل الكابتن ميمى الشربينى نفس المكانة، ومع الزمن صار مدحت شلبى، له مساحة معتبرة، ولا يزال التعليق الكروى فى مصر هو (أم المشاكل)، ما الذى حدث وكيف نتلمس طريق الحل؟.. الخطوة الأولى تبدأ عندما نتخلص أولا من المعلقين الحاليين، بعدها نستشعر بضرورة البحث عن معلق حقيقى، وسوف نجده، (الحاجة أمّ الاختراع )، يبدو أننا نكتفى بأن نتجرع أسوأ أصناف المعلقين.

جمهور الأهلى يشكلون الأغلبية، لا حظت ذلك فى الشارع، وأنا فى طريقى لمشاهدة المباراة، وتأكد أيضا فى فارق درجة حرارة التشجيع، والنسبة التى أراها منطقية، بين كل عشرة سبعة أهلاوية وثلاثة زملكاوية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهل الكرة وأهل الفن أهل الكرة وأهل الفن



GMT 20:04 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon