توقيت القاهرة المحلي 01:54:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

جونسون والهروب إلى الماضي

  مصر اليوم -

جونسون والهروب إلى الماضي

بقلم:عادل درويش

لمواجهة متاعب مع نواب حكومته، والصحافة والمعارضة والرأي العام البريطاني التجأ رئيس الوزراء، بوريس جونسون، لسابقة من تاريخ حزب المحافظين الحديث؛ وسحب ورقة من كتاب أكثر الزعماء نجاحاً، الراحلة الليدي مارغريت ثاتشر (1925 - 2013).
جونسون متهم من خصومه في الحزب الحاكم، والمعارضة، بتقليد أحد أهم سياستها الناجحة من دون دراسة كافية، وهو منح حق تملك المسكن للمستأجر في وزارتها الأولى (1979 - 1983) مقابل ما يعرف في مصر «بالمساكن الشعبية» - التي بنتها البلديات المحلية والمصالح الحكومية لذوي الدخل المحدود. وقد استفاد من السياسة الثاتشرية ستة ملايين شخص في عشر سنوات، انتقل خلالها مليونا ونصف المليون عقار من ملكية الدولة إلى ملكية المستأجرين.
ملكية المسكن ظاهرة بريطانية قديمة من القول المأثور «بيت الإنجليزي قلعته».
هناك 32 مليون ومائتا ألف أسرة في بريطانيا يقطنون 24 مليون وسبعمائة ألف مسكن منهم خمسة عشر مليون ونصف المليون (65 في المائة) يمتلكون المسكن، وأقل من ثلث هؤلاء يمتلكونه بلا قروض، والباقي (قرابة أحد عشر مليوناً) عليهم قروض لبنوك الإسكان بأقساط لفترة تتراوح ما بين عشرة أعوام إلى ثلاثين عاماً.
سياسة ثاتشر، بجانب زيادة شعبيتها وإعادة انتخابها، كانت إنجازاً تاريخياً اجتماعياً بأهداف مخططة بالنسبة لاقتصاديات الأفراد، والسياسة المالية العامة.
قلصت سيطرة وتحكم الدولة والمؤسسات الرسمية في الفرد كمستأجر والدولة كمالك، وأيضاً حققت رواجاً اقتصادياً، لأن امتلاك المسكن، زاد من نشاط ظاهرة بريطانية أخرى، وهي عمليات تحسين العقار وترميمه فأدى ذلك لانتعاش سوق العمالة في قطاع الإصلاح المعماري. ورفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي لطبقات فقيرة تمكن أفرادها من توريث الثروة إلى الأبناء.
الحكمة الأخرى، والتي يستحسن لبلدان أخرى دراستها، أن المساكن المملوكة للدولة ينفق عليها من أموال دافع الضرائب، سواء من الميزانية العامة أو البلدية المحلية، لكن نقل ملكيتها لسكانها جعلهم مسؤولين عن الصيانة والإصلاحات مما يوفر هذه النفقات، التي يمكن توجيهها للمرافق والصحة والتعليم. أيضاً الدخل من بيع المساكن قدم للحكومات المحلية رأسمال معتبراً يستثمر في بناء مساكن جديدة.
جونسون يحاول تقليد سياسة ثاتشر، بإتاحة فرصة تملك المساكن، لفئات لا تسمح ظروفها المادية، ولا القوانين الحالية بتملكها عقارات.
إنها الفئات التي تتلقى إعانات اجتماعية، كإعانة البطالة (تمويل الباحثين عن عمل)، أو إعانة عدم القدرة الكاملة (لأسباب صحية) للعاملين بعض الوقت، و«دعم الدخول المنخفضة» لأسر عاملة لا يكفي دخلها (152 دولاراً أسبوعياً) لكل تكاليف المعيشة.
كل هذه الفئات، تدفع الدولة أو الحكومة المحلية إيجار مسكنها بجانب الإعانة.
جونسون يريد تمكين هذه الفئات من شراء المسكن، وبدلاً من دفع الخزانة العامة الإيجار لصاحب البيت (سواء قطاع عام أو خاص) تدفع كقسط شهري للقرض اللازم لشراء العقار.
المشروع، نظرياً، مفيد للأفراد والاقتصاد العام للأسباب التي ذكرناها، فهل يمكن تطبيقه عملياً، خاصة مع عوائق يصعب تجاوزها مما جعل الصحافة والمعارضة تتهم جونسون بالتلويح بسياسة تثير مشاعر الحنين لثاتشر لدى الرأي العام ليتعاطف معه.
البنوك تقرض لشراء المسكن ما قيمته أربعة أضعاف الدخل السنوي، وأقصى حد خمسة أضعاف)، بينما يدفع طالب القرض مقدماً لا يقل عن عشرة في المائة من ثمن العقار.
قبل أربعين عاماً مثلاً كان متوسط ثمن العقار ما بين ثلاثة إلى أربعة أضعاف دخل الأسرة السنوي، اليوم المتوسط سبعة أو ثمانية، ويبلغ في بعض المناطق كلندن أكثر من عشرين ضعفاً.
جونسون يقترح أن يعتبر بنك الإقراض الدعم الذي تقدمه الحكومة بمثابة دخل، وهي فكرة طيبة إذا تمكن من إقناع مؤسسات الإقراض بعدم رفض هؤلاء الزبائن الجدد، وهو ما يتطلب تغيير لوائحها.
سعر الفائدة تحدده عدة عوامل، فكلما زاد المقدم الذي يدفعه الشاري قل سعر الفائدة. أيضاً يحدده ما يعرف بحجم المجازفة التي يخاطر بها البنك العقاري أو جمعية الإقراض، وهو ما تحدده قدرة المقترض على دفع الأقساط، وهي الدخل، ومدى الديون الأخرى فيما يعرف بسجل الديون، ودخله الشهري والتزاماته، ومدى انتظامه والتزامه بدفع الإيجار وأقساط ديون أخرى كبطاقات الائتمان.
هذه العوامل، تجعل أصحاب الدخول المرتفعة والطبقات الثرية في وضع أفضل، فمؤسسات الإقراض والبنوك تحسب لها سعر فائدة منخفضاً عن تلك التي يدفعها الفقراء.
أيضاً أمام الأسر التي تتلقى الدعم أو الأسر الفقيرة، عقبة توفير المال اللازم لدفع المقدم من ثمن العقار. حكومة ثاتشر عدلت اللوائح في قانون الإسكان لعام 1980 لتحسب نسبة من الإيجار الذي دفعته الأسرة طوال مدة سكنها في العقار كمقدم للثمن؛ وهو غير متاح اليوم في حالة التأجير من القطاع الخاص في سياسة حكومة جونسون، مما يجعل المشروع يدور في دائرة مفرغة، ويشك البعض في جدوى تطبيقه. فشرط تلقي أي إعانة أو دعم للدخل ألا يكون للأسرة مدخرات تزيد على عشرين ألف دولار، أي أن الغالبية الساحقة من الأسر المستهدفة بالمشروع ليس لديها مدخرات تكفي لدفع المقدم.
هناك اقتراح بإنشاء صندوق كضمان لطمأنة البنوك ومؤسسات الإقراض بمنح القرض بتقليل مقدم الشراء من عشرة في المائة إلى اثنين في المائة. وهي مجازفة، من وجهة نظر مؤسسة الإقراض، لأن العقار هو ضمان القرض في حالة العجز عن تسديد الأقساط الشهرية؛ فماذا لو انخفض سعر العقار عن قيمة القرض؟
وقد حدث ذلك في تسعينات القرن الماضي وفي الأزمة المصرفية في 2008 وقرر الكثيرون عدم دفع الأقساط، وترك العقار لبنك الإقراض، والحكومة مضطرة إلى إيجاد مسكن بديل لهذه الأسر في هذ الحال.
ويقترح جونسون رفع الحد الأقصى للادخار كشرط تلقي الدعم، وتغير البند لمدخرات الأسرة المستهدفة إلى بند مدخرات المعاشات. فهناك عدة أنساق من أوعية الادخار، والادخار للمعاش له شروط لأنه يدخل ضمن استثناءات الإعفاءات الضريبة، منها منع صاحب الادخار من صرف أي مبلغ من الادخار قبل بلوغ سن المعاش.
كل هذه السياسات، في حالة موافقة البرلمان عليها، تتطلب تعديل لوائح وقوانين مالية في إجراءات بيروقراطية معقدة لم تقدم حكومة جونسون إجابة شافية لها، مما يقوي اتهام المعارضة أنه يعلن مشاريع بلا أي احتمال لوضعها موضع التطبيق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جونسون والهروب إلى الماضي جونسون والهروب إلى الماضي



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt