توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفن فى رمضان (2)

  مصر اليوم -

الفن فى رمضان 2

بقلم: هبة عبدالعزيز

وأعلم وتعلمون أن الفن سلاح، وأدرك وتدركون أن السلاح لا يصح أن يكون حرّاً حرية مطلقة، والدعوة إلى حرية الفن وحرية الفنان إنما هى دعوة منقوصة وغير صحيحة؛ ولكى تُصبح صحيحة وَجَبَ استكمالها بالتالى: الفن حر، ومسئول، ومحاسب. والفنان كحامل أى سلاح يمكن أن تُسْحَبَ منه الرخصة فى حالة إساءة الاستعمال.

بتلك السطور السابقة كنت قد ختمت مقالى السابق، واليوم أستكمل معكم ما كنا قد بدأناه... وبنظرة سريعة فيها بعض من التدقيق يتبعه شىء من التأمل لمعظم المعروض على الشاشات من فنون -أو هكذا يطلق عليها فى شهر رمضان الكريم- وما تتضمّنه من مسلسلات أو برامج أو إعلانات تجارية أو خيريّة لجمع التبرعات، أو ما إلى ذلك، نجد ما يسر العدو ولا يزيد الحبيب إلا سخطاً؛ ولنبدأ بِالْكَمِّ؛ حيث نجد الْكَمَّ كبيراً جداً بما يتنافى مع ما نشأنا وتربينا عليه من مبادئ دينية بسيطة، لكنها سامية مُرتبطة بشهر الصوم، يأخذنا هذا الكم الغريب العجيب ليعدو بنا بعيداً جدّاً عن ممارسة طقوس وفضائل كريمة؛ من صلوات، وقيام الليل، وقراءة وتدبّر لآيات كتاب الله عز وجل، والذكر، والدعاء، وتَلَمُّس ليلة القدر التى تنفرد بعطاء خاص، والاستمتاع بالأجواء الروحانية، والشحنات الإيمانية.. إلخ من الأمور التى وجب علينا أن نتبارى فى ممارستها لمساعدتنا على الخروج من الدائرة التى يدور معظمنا فيها من القلق الزائد، والشعور بعدم الرضا فى الحياة، وعدم القدرة على الاستمتاع بها معظم الوقت، والخوف غير المبرر أحياناً من الهزيمة المبكرة أمام ضغوط الحياة اليومية، وربما من أعراض الاكتئاب الذى بات يمثل حالة منتشرة يشكو منها الكثير طوال الوقت. لذا ربما جعل الله شهر رمضان العظيم الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان محطة مهمة تمر عليها قاطرة حياتنا فى كل عام مرة واحدة، وتتوقف بها بعض الوقت، لتمنحنا الفرصة لإعادة شحن رصيدنا بالمزيد من النفحات الإيمانية التى تغذى وجداننا، وتزيدنا قوة وصلابة ببركة الإيمان وممارسة الصوم الذى يدرّبنا على الثبات والصبر وقوة الإرادة والعديد من المكارم الأخرى فتسبح أرواحنا وقلوبنا وعقولنا فى بحر من النور والخير والجمال.

فشهر رمضان الذى يُعَدُّ نظاماً نفسيّاً اجتماعيّاً روحانيّاً تطهيريّاً عالياً بات يُرَوَّجُ له على أنه (موسم) فنى!

حسناً، وإن سَلَّمْنَا واستسلمنا لهذا الواقع؛ فدعونا ننتقل للنقطة التالية بعد الكم؛ ألا وهى الكيف، أو (المضمون)، فماذا تحمل لنا تلك الأعمال الفنية المفروضة علينا، والتى تحاصرنا كل عام فى الشهر الفضيل؟! ومن المفترض أن تكون الإجابة حسب العقل والمنطق، وبعيداً عن الدين، فمن المفترض أن تتضمّن الأعمالُ الفنية المخصَّصة لشهر رمضان ما يغذى فينا ما جُعِلَ الشهر له أساساً، وما كان قد سبق وتحدّثنا عنه فى الأسطر القليلة السابقة، لكن.. هيهات هيهات؛ حيث يركز الفن على تقديم برامج الفضائح، والنميمة، والخوض فى الأعراض، والمقالب السخيفة التى تتصدر وتسجل أعلى نسبة مشاهدة بكل أسف، أو يُقَدِّم لنا دراما وتجارب عبثية يبعث معظمها روحاً مشبعة بالأحزان، والأوجاع، والآلام، والغدر، والخيانات، ويقطر تشاؤماً، وحقداً، وينبض بالعدوانية... ولحديثنا بإذن الله بقية..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن فى رمضان 2 الفن فى رمضان 2



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt