توقيت القاهرة المحلي 10:04:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تغييرات شرق أوسطية في الخارجية والبيت الأبيض

  مصر اليوم -

تغييرات شرق أوسطية في الخارجية والبيت الأبيض

بقلم : جويس كرم

تشهد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تغييرات هامة في مناصب، وتعيينات ترتبط مباشرة بالشرق الأوسط تعكس الاندفاع في اتجاهين؛ الأول في إعادة تأهيل الخارجية الأميركية وإدارتها لملفات حيوية، والثاني في عمل مستشار الأمن القومي جون بولتون على وضع فريق متماسك يواكب أولويات الرئاسة والمفاوضات على أكثر من خط نووي ودولي.

عصر الثلاثاء في 10 تموز/يوليو الحالي، أعلن ترامب ترشيحه للدبلوماسي الأميركي المخضرم ديفيد هيل كنائب لوزير الخارجية مايك بومبيو للشؤون السياسية. هيل هو السفير الأميركي الحالي في باكستان وفي جعبته أكثر من عقدين من العمل على ملفات شرق أوسطية، كسفير لبلاده في الأردن ولبنان، ومن خلال إدارته ملفات عملية السلام وضلوعه في مفاوضات وأزمات لأميركا من العراق إلى سورية. إلا أن ترشيح هيل للمنصب الذي سيحتاج موافقة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، يعكس خطا وسطيا وتقليديا لبومبيو في إدارة الوزارة.

صيف التغييرات والتعيينات الجديدة في إدارة ترامب يعطي انطباعا بحضور أكبر للديبلوماسيين ولسياسة أكثر تقليدية للإدارة في عامها الثاني
ديفيد هيل ليس من المحافظين الجدد، أو من الخط اليميني المتمرد الذي صاحب صعود ترامب. هو دبلوماسي الدبلوماسيين، ومن أكثر الوجوه التي دفعت باستمرارية السياسة الأميركية في المنطقة باتجاه حماية مصالحها الاستراتيجية. وفي مثال على ذلك، حبذ استمرار المساعدات للجيش اللبناني، وانفتح في لبنان على لاعبين خارج السرب الذي يزور واشنطن في العادة مثل زعيم تيار المردة سليمان فرنجيه. وفي مناطق أخرى عمل على خلق توازن في موقف واشنطن، وسعى إلى عقد صفقات تهدف إلى زيادة النفوذ الأميركي في المنطقة وليس إضعافه. هذه الوسطية تصاحب أيضا تعيين بومبيو لديفيد شانكر كمساعد لشؤون الشرق الأدنى، وهو ينتظر تصويت الكونغرس.

اقرأ للكاتبة أيضا: خروج المنتخبات العربية من المونديال: أزمة أبعد من روسيا

هذه التعيينات ستحسن نفوذ وزارة الخارجية في صنع سياسة ترامب الدولية بعد عام من التهميش والفراغ في المناصب الأهم مع الوزير السابق ريكس تيلرسون. تيلرسون الذي لم يكن يوما دبلوماسيا أو سياسيا، حجم موقع الوزارة وساهم بانتقال النفوذ إلى الدفاع والبيت الأبيض، وهو ما يحاول بومبيو إصلاحه اليوم.

أما في مجلس الأمن القومي، فهناك سرب من المسؤولين الذين خرجوا في الأسابيع الأخيرة أو يستعدون للخروج في الأسابيع المقبلة، بما يوحي بإعادة ترتيب للفريق من قبل مديره جون بولتون.

التغييرات في البيت الأبيض تواكب مفاوضات واشنطن مع كوريا الشمالية ومع الأوروبيين حول إيران وفي الجنوب السوري
ومن الذين خرجوا مدير مكتب العراق ولبنان وسورية جوول رايبرن، وهناك حديث عن إمكانية انتقاله لوزارة الخارجية لتولي منصب مايكل راتني، المبعوث السابق لدى سورية. كما غادر البيت الأبيض المستشار حول الشرق الأوسط مايك بيل، ومدير مكتب لبنان جايمس سيندل، مع اقتراب مغادرة مدير قسم الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية كريس بومان.

بعض هذه التغييرات داخل المجلس روتينية وبعضها يستند إلى عملية إعادة تشكيل الفريق التي يقودها بولتون، وتقليص حجم المجلس بتعيينات سياسية أكثر منها عسكرية وتلاقي توجه الرئيس ومستشاره الجديد للأمن القومي.

اقرأ للكاتبة أيضا: حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران.. أبعد من الجنوب السوري

أما سياسيا، فالتغييرات في البيت الأبيض تواكب مفاوضات واشنطن مع كوريا الشمالية حول ملفها النووي، ومع الأوروبيين حول إيران، وفي الجنوب السوري. وهناك سعي لترابط أفضل بين البيت الأبيض والخارجية، وهو ما قد يبرر انتقال رايبرن للوزارة. كما أن هناك توجها لدى بولتون لاستحضار وجوه أكثر دبلوماسية منها عسكرية، وخصوصا أن علاقته متشنجة بوزير الدفاع جايمس ماتيس، وبالتالي يريد نفوذا أقل للجنرالات في البيت الأبيض.

صيف التغييرات والتعيينات الجديدة في إدارة ترامب يعطي انطباعا بحضور أكبر للدبلوماسيين ولسياسة أكثر تقليدية للإدارة في عامها الثاني. وهو في الشرق الأوسط يفتح قنوات الاتصال مع مختلف الأطراف لضمان حضور خارجي أكبر لواشنطن، وتسريع عجلة الدبلوماسية الأميركية في ملفات التنسيق مع روسيا والأردن وتركيا وإسرائيل في سورية، وتوحيد الصف ضد إيران من دون إغلاق الباب على مفاوضات جديدة عبر الأوروبيين معها مقابل ضخ المزيد من الجهود لاتفاق تاريخي مع كوريا الشمالية رغم العقبات الأخيرة.

نقلًا عن " الحرة" شبكة تلفزيون الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغييرات شرق أوسطية في الخارجية والبيت الأبيض تغييرات شرق أوسطية في الخارجية والبيت الأبيض



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon