توقيت القاهرة المحلي 12:12:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عنصرية أوروبية

  مصر اليوم -

عنصرية أوروبية

بقلم - حازم منير

الفارق فى تعامل بريطانيا مع قضية اتهام روسيا بتسميم «الجاسوس المزدوج» وتعاملها مع حادثة مقتل الطفلة المصرية مريم هو التعبير الملائم عن روح عنصرية مقيتة بدأت تتفشى فى بعض التجمعات الأوروبية ويبدو أنها بدأت تتسلل داخل مؤسسات رسمية، ما حدث فى واقعة مقتل الفتاة المصرية لا يدخل فى سياق الجرائم الجنائية إنما هو اعتداء عنصرى بكل معانى الكلمة، وتكشف تفاصيل الواقعة حول الاعتداء وطبيعته ونوعية المعتدين وتعامل المارة فى الطريق مع الحادث عن مخاوف من تفشى روح الكراهية والتمييز والنزوع للعنف ضد غير الأوروبيين الأصليين.

مقتل مريم ليس الأول من نوعه وتعامل السلطات فى البلاد التى شهدت حوادث مماثلة لم يتجاوز كثيراً ما يجرى الآن فى بريطانيا من تحقيقات قضائية وخلافه تنتهى غالباً إلى لا شىء، المسألة ليست فى الهتاف ولا التحريض المتبادل ولا الدعوة لإجراءات مضادة أو التهديد بالعلاقات والمصالح وخلافه إنما هناك ملاحظات يجب وضعها فى الاعتبار، من أهم هذه الملاحظات تكرار حوادث الاعتداء على عرب أو مسلمين فى بريطانيا وإصرار السلطات هناك على أنها جرائم جنائية ورفضها التعامل معها باعتبارها اعتداءات عنصرية ورفضها كذلك الإقرار بتفشى روح عنف وكراهية وتمييز فى المجتمع، الحاصل أن السلطات البريطانية لم تتخذ أى إجراءات محدودة أو مؤثرة للتعامل مع نزعات العنف والكراهية التى يقوم بها متطرفون وهو ما ساهم بلا شك فى خروج الأمر عن نطاق المتطرفين اليمينيين إلى قطاعات أخرى فى المجتمع.

المسألة ليست فقط فى المجتمع البريطانى العتيد «أم الديمقراطية» الغارق فى الروح الليبرالية إنما الشاهد أن حوادث وعمليات أخرى فى مجتمعات أوروبية عدة تشير إلى أن هذه النزعة للعنصرية والعنف تمتد وتتسع دوائرها بصورة مزعجة، المثير أن يحرص الاتحاد الأوروبى على إصدار بيان حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر وقضايا تتعلق بتحقيقات جنائية جارية أو تم البت فيها وعقاب مرتكبيها، بينما تتجاهل حكومات هذه الدول ما يدور على أراضيها من جرائم عنصرية ونزوع للعنف وتمتنع عن اتخاذ أى إجراءات وقائية ضدها، الأمر تجاوز أعمال عنف واعتداءات وقتل إلى عمليات تحريض شعبى خارج سياق القانون ضد منظمات ورموز وطنية عربية تقوم بها منظمات وجماعات قطرية وإرهابية ومصرية تعيش فى كنف وحماية السلطات الأوروبية بل ويعمل بعضها داخل مقار الأمم المتحدة فى أوروبا، العالم فى مواجهة خطر العنف والعنصرية ولا نجاة لطرف على حساب الآخر، وإذا لم تتجاوب أوروبا مع دعوات التعاون والتوقف عن ترويج مزاعم تتلقاها من منتفعين أو عن رعاية الإرهابيين فستعانى هى الأخرى الأمرين.

نقلا عن الوطن القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنصرية أوروبية عنصرية أوروبية



GMT 02:24 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المنطقة و«اللمسات الأخيرة»

GMT 02:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

بقاء الفلسطيني... وأزمة الانتماء

GMT 02:18 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

... عن مفهوم «الجنوب العالمي» الرائج اليوم

GMT 02:15 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

قفطاننا وليس قفطانكم

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

مستقبل التنمية لم يعد كما كان!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:21 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يشكل لجنة ثلاثية لمتابعة شؤون اللاعبين

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنانة سهر الصايغ

GMT 20:10 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرارات جمهورية للرئيس السيسي

GMT 22:11 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

طارق يحيى يؤكد أن مرتضى منصور شخصية طبية وودودة

GMT 11:20 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

بيومي فؤاد يصور فيلمه الجديد "بكرة" في الزمالك

GMT 15:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

"أبل" تدرس نقل أعمالها في الصين إلى دول آسيوية

GMT 10:34 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

أسعار العملات العربية اليوم الأربعاء 19-6-2019

GMT 07:26 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تسريحات شعر من وحي نادين نجيم في "خمسة ونصف"

GMT 14:30 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

50 هدفًا تفصل "ليونيل ميسي" عن عرش "بيليه"

GMT 10:11 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

الأهلي يواجه الزمالك 30 آذار في برج العرب دون جمهور

GMT 20:57 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

إعدام طالب جامعي شنقًا قتل مدرسًا في محافظة البحيرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon