توقيت القاهرة المحلي 11:09:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القومى معهد القلب.. كرب ما بعد الصدمة

  مصر اليوم -

القومى معهد القلب كرب ما بعد الصدمة

بقلم - ليلى إبراهيم شلبي

إذا ما قضيت عمرا فى بناء عمل بديع قصدت به وجه الله عز وجل والتف حولك مجموعة من البشر يعاونونك مجتمعين على أن يفتح أبوابه لكل محتاج بلا أى تفرقة. واجتهد الجميع كل له دور يتقنه فى منظومة تبدأ وتنتهى عند مفهوم الخدمة العامة فكان المكان قبلة يسعى إليها المريض أملا فى الشفاء والعلاج بكرامة بملء قلبك الرضا عما صارت إليه الحال وفجأة أظلمت الدنيا وعوت الريح واندفع «خرتيت» هائج أعماه غضب هستيرى ليدوس بأقدامه الغليظة المكان ويحطم «بقرنه الواحد» كل ما كان فى طريقه غير مبالٍ إذا ما كان حديدا أو زجاجا فانهار المكان وتساقطت الجدران ودفن العمل الطيب تحت الانقاض. أى حسرة تلك وأى مرارة يعانيها الان أطباء معهد القلب القومى بعد ذلك الحادث الكارثى الهمجى الذى عاشوه هذا الأسبوع. لعلكم اطلعتم على وقائع تدمير حجرة قسطرة كهرباء القلب بمعهد القلب القومى إثر وفاة شاب فى الثلاثين من عمره نقل فى حالة متردية مصابا بجلطة خطيرة فى شرايين القلب وتوفى بعد أن بذل الاطباء أقصى جهد ممكن لانقاذه. لكن يد الله كانت أسبق. محاولات انقاذه بدأت فور وصوله وبدون سؤال عن أى أوراق رغم أن صغر سنه وتعاظم اصابته كانا دليلا كافيا على أنه يتعاطى ما يذهب الوعى ويميت القلب. كان برفقته أخته وزوجته وهما ممرضتان بمستشفى آخر لذا سمح لهما زملاؤهما بالتواجد بقرب حجرة القسطرة ومن هنا انتشرت النار فى الهشيم حينما تعالى صراخهما فهب التتار للانتقام من كل ما كان فى حجرة القسطرة من تجهيزات وأدوات استخدمت فى محاولة انقاذ مريضهما وكانت دائما فى خدمة من هم تحديدا مثلهم.

أطباء معهد القلب حتى اللحظة فى حالة من الصدمة قد تسلمهم لما يعرف فى علم النفس بكرب ما بعد الصدمة وهو أمر جد خطير وتداعياته أكثر خطورة.

هل ما يحدث الان هو تطور طبيعى للعلاقات الاجتماعية فى المجتمع المصرى بين المواطن وجاره وبين المواطنين والدولة.

من المسئول عن غرس شعور الكراهية والرغبة فى الانتقام فى نفوس الناس ضد الأطباء؟ وإن كنت إلى عهد قريب أنفى هذا بكل الصور لكنى الان أرى فى تكرار تلك الحوادث أن الأمر بالفعل جدير بالدراسة واتخاذ مواقف واضحة محددة من الدولة.

ما هى مسئولية الدولة والمجتمع المصرى فى تأمين الأطباء أثناء عملهم.. الترويع الذى أصبح ظاهرة متكررة. ألا يعد هذا ارهابا يحتاج إلى مقاومته بعد أن أصبحت حدود القاهرة متاخمة للعريش وسيناء؟

حجرة قسطرة كهرباء القلب قام بتجهيزها الجيش وأعدتها الدولة بمساهمة من المجتمع المدنى فمن الذى سيتولى تعويض معهد القلب عنها لتستمر جهود أطبائه فى علاج المرضى؟

هل نعاقب مرضانا لأن منهم فئة طغت على حقهم فحق عليهم عذاب المفسدين فى الأرض، وهل بالفعل نتيجة النية لإرساء قواعد وقوانين جديدة رادعة تصل إلى حد الحرابة؟

بدأ الحوار يا سادة فليتفضل كل صاحب رؤية ورأى، فالهم يجمعنا والوطن واحد.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القومى معهد القلب كرب ما بعد الصدمة القومى معهد القلب كرب ما بعد الصدمة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon