توقيت القاهرة المحلي 12:35:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زرع القرنية.. قضية عادلة وقانون جائر

  مصر اليوم -

زرع القرنية قضية عادلة وقانون جائر

بقلم - ليلى إبراهيم شلبي

شهد الوعى المصرى هذا الأسبوع معركة حامية الوطيس بين مؤيد ومعارض لثقافة التبرع الأعضاء بعد الوفاة.. بدأت المعركة حينما نشرت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى شهاد أخ بعد وفاة أخيه مريض القلب فى مستشفى قصر العينى: أنه شاهد جثة أخيه فى حالة غير طبيعية والدماء مجمدة فى مجرى عينيه.. جاء التقرير ليؤكد أن الأطباء قد انتزعوا قرنية المريض بعد وفاته بلا أى إشارة لذلك أو موافقة من أسرته.

جاء تصريح عميد طب قصر العينى ساكبا للزيت فوق النار؛ إذ أقر أن هذا أمر مشروع يقره القانون المصرى للأطباء حق انتزاع قرنية المتوفى دون الرجوع لأسرته أو جود إقرار منه برغبته فى التبرع بها قبل وفاته.

ولأننا بلد والحمد لله انتهت مشاكله كلها وبقى من وقته فائضا هائلا من الوقت يمكن أن نشغله بالمناقشات المستفيضة ودوائر الكلام انتصبت الحلبة وبدأت الحوارات.

الواقع أننى لم أكن على علم بهذا القانون والذى أشك فى أن يكون له مثيل فى العالم.. أى قانون هذا الذى ينتزع من الإنسان عضوا من أعضائه ضد إرادته وفى موقف لا يستطيع فيه الدفاع عن نفسه وفى غياب أهله وأسرته وبدون علمهم.

على العكس تماما فما قد يحدثه كلامى فى النفس أنا ضد القانون لكنى أؤيد عن قناعة كاملة سياسة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، وأعتقد أنها أبلغ صورة لمضمون الصدقة الجارية التى يدعمها علم ينتفع به زرع القرنية الذى يتيح للأعمى أن يبصر، صدقة بلا شك جارية ترفع صاحبها أمام العرش درجات والذى يجرى الجراحة طبيب يعلى العلم من قدره حينما يسخره لخدمة البشر والإنسان.

كلى ثقة أن الذى سن هذا القانون انتهى به الأمر إلى نوم هادئ بضمير مرتاح لأنه يعلم جيدا أن هذا القانون لن يطبق إلا فى مستشفيات الغلابة وأنه لن يصل إطلاقا للمستشفيات الخاصة ولن ينال من صاحب جاه أو مال أو شأن، فكل هذا يحميه من أن ينتزع القانون قرنيته ويذهبه إلى القبر دامى العينين.

< يجب أن تؤصل الدولة لثقافة التبرع بالأعضاء وأن تحاول كل الوسائل المشروعة أن تدعم فهما واضحا إنسانيا أخلاقيا لها قبل أن تسن قانونا يراه الإنسان جائرا بحقه فى جسده حيا وميتا.

التبرع بالأعضاء قضية بالغة الأهمية تحتاج من إعلام هادف الكثير من الجهد والفهم ومحاولات الابتكار والتجديد فى عرض الفكرة والتصدى للمعتقدات الراسخة فى عقول المصريين عن حرمة الجسد والموت.

< يجب أن نسن القانون فى إطار من الإنسانية وأن يضمن تطبيقه على الجميع دون أى استثناء وأن يضمن للطبيب حقا لا يمكن مناقشته أو يسمح بالتنديد به.. قد كانت مناسبة متاحة لكل من أراد أرن يلقى حجرا على صرح من أكبر دعائم الخدمة الصحية فى مصر «قصر العينى»، وبالتالى كل المستشفيات الحكومية وكل أطبائها المتهمين دائما بلا سند أو دليل.

أن تتصل الحيوات بين إنسان يودعها وآخر مازال له فيها أمل، ومنها رجاء: حكمة بديعة قد ينصت إليها القلب ويؤمن عليها العقل إذا ما أحسنا اختيار الرسول الذى سيتولى الدعوة.. تلك كلمتى وعلى الله سبحانه القصد.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زرع القرنية قضية عادلة وقانون جائر زرع القرنية قضية عادلة وقانون جائر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ مصر اليوم

GMT 12:05 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

عدسات لاصقة "ذكية" لكشف أمراض العيون
  مصر اليوم - عدسات لاصقة  ذكية  لكشف أمراض العيون

GMT 07:03 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

أنت فعلاً محظوظ هذا الشهر

GMT 06:54 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تكون الظروف استثنائية في الأسابيع الأولى

GMT 16:10 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

ديربي مانشستر في كأس الرابطة مُهدد بالتأجيل بسبب "كورونا"

GMT 11:09 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

5 تغييرات بسيطة في نمط الحياة تساعدك على علاج الحموضة

GMT 12:05 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتراجع بعد بيانات مخزونات الخام الأميركية

GMT 11:43 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

علاء مبارك يعتذر عن تقديم العزاء للراحل صباح الأحمد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon