توقيت القاهرة المحلي 05:05:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحة فى مصر: دور للمجتمع المدنى يبدأ بحلم

  مصر اليوم -

الصحة فى مصر دور للمجتمع المدنى يبدأ بحلم

بقلم - ليلى إبراهيم شلبي

فى كل بلاد العالم تلك التى علا بها شأنها أو انحذر يلعب المجتمع دورا مهما حيويا فى مجالات الخدمة العامة. فى بلادنا الآن أرى أن المجتمع المدنى يجب أن يكون الوجه الآخر للعملة إذا ما كانت الدولة الوجه المقابل. فى أكثر بلاد العالم غنى وتقدما عند الالتحاق بالجامعة ما يضاعف من فرص القبول بها بشهادات العمل التطوعى التى تثبت أن الطالب قد أدى واجبا لخدمة مجتمعه رغبة منه فى دعم الوطن الذى يعيش فيه. القبول فى الوظائف والجامعات فى البلاد المتقدمة لا يرتكن إلى الدرجات إنما إلى تقييم أعمال المتقدم وأهميتها.

أذكر حينما ترشحت لبعثة دراسة الدكتوراه فى باريس أن التحقت بالمركز العلمى التابع للسفارة الفرنسية بالقاهرة فى دراسة منتظمة مكثفة للغة الفرنسية كشرط أساسى للالتحاق بالعمل والجامعة. كان مدرس اللغة الفرنسية «فرانسوا كورنيل» دارسا للحقوق اختار أن ترسله بلاده لتعليم لغتها خارج الحدود عوضا عن التجنيد فى الجيش الفرنسى لمدة عامين.

أعتقد أن العمل التطوعى الآن فرض عين على الجميع كل فيما يمكن أن يؤديه. هو بالشك واجب وطنى قومى لا تردد فى الإقدام عليه ولا مهادنة. كلنا يتحدث عن تعثر التعليم وانهيار التأمين الصحى وغيره من الخدمات الأساسية فى الدولة ولكن الاحتفاظ بالأمل فى الضوء الذابل فى نهاية النفق هو آخر ما نملك، فلم لا نستجمع آخر الأنفاس ونكف عن الكلام ونبدأ التفكير فيما يجب عمله على المدى القريب والبعيد.

لأننى من المهمومين بقضية الصحة يأتى حديثى دائما عنها لهذا أعرض اليوم فكرة أتمنى لو يتبناها أصحاب رءوس الأموال الوطنية فى بلادى وأعد بالعمل تحت إدارتهم أنا وكتيبة على أهبة الاستعداد من زملائى وأبنائنا من الأجيال الجديدة الواعدة بالخير.

لتخفيف العبء على المراكز الطبية المتخصصة ــ وليكن معهد القلب القومى مثلا ــ لماذا لا نبدأ فى بناء مجموعة من العيادات المتخصصة لتشخيص أمراض القلب «معمل /أشعة / جهاز لرسم القلب/ جهاز للتصوير بالصدى الصوتى...». محسوبة التكاليف موحدة. لها جهاز للعمل محدد الوظائف من إداريين وأطباء وتمريض. ونلزم الأطباء بالعمل فيها مقابل الالتحاق بوظائف أعلى. وأن يتولى تأسيسها والانفاق عليها رجال الأعمال أو البنوك والشركات الكبرى أو تطرح أسهم للمشاركة فيها.

رأسى مشبع تماما بالفكرة وأطننى قادرة على صياغتها وحولى العديد من الزملاء يتوقون للمساعدة. فقط ما أتمناه أن تجد صدى فى نفوس من يمكنهم المساعدة بجدية ويملكون من الحس الوطنى ما يجعلهم يقومون على التجربة متأكدين من أنهم بها يبدأون صفحة ناصعة من تاريخ المجتمع المدنى فى مصر.

أتمنى لو بدأنا ولو بعدد قليل من تلك العيادات المؤهلة على مستوى يسمح لها بتقديم خدمات صحية حقيقية مثل التشخيص والعلاج الباطنى والتأهيل والوقاية فى مجال أمراض القلب.

وأتمنى أن أراها تبدأ من أقصى الصعيد والواحات والوادى الجديد لتنتشر على خريطة نهر النيل العظيم.

أعرف جيدا أننى أحلم..

لكنى على يقين من أن أعظم ما تحقق فى تاريخ البشرية كان يبدأ دائما بقدرة أحدهم على الحلم.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحة فى مصر دور للمجتمع المدنى يبدأ بحلم الصحة فى مصر دور للمجتمع المدنى يبدأ بحلم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon