توقيت القاهرة المحلي 01:54:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

فى الغابة، الناس لبعضها

  مصر اليوم -

فى الغابة، الناس لبعضها

بقلم : تمارا الرفاعي

 يستخدم البعض مثال الغابة والشجرة والورقة للدلالة على أنهم يصفون إما الصورة الكاملة أو التفاصيل الكبيرة أو الصغيرة، فيقال إن التركيز على ورقة الشجر قد يحول دون رؤية الشجرة ورؤية الغابة، أو إن النظر إلى الصورة الكبيرة قد يجعل من الشجرة وأوراقها أمورا صغيرة يصعب رؤيتها حين نريد أن نلم بمعالم الأمور لنأخذ فكرة واسعة بدل التركيز على التفاصيل.

أفكر فى التشبيه كثيرا هذا الأسبوع مع التطورات الميدانية فى سوريا، فحين يتصل بى الأصدقاء ليسألوننى عن شعورى إزاء ما حدث من تنفيذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لتهديده بضرب مواقع فى سوريا إن ثبت استخدام الأسلحة الكيماوية على أحياء مدنية، لا أعرف بما أجيبهم.

لا شعور محدد لدى، هكذا أقول للأصدقاء. أو بالأحرى فقد انعدمت عندى هذا الأسبوع القدرة على رؤية الصورة الكبيرة، وفقدت أيضا القدرة على فهم أجزاء من القصة قد تكون كبيرة. هذا الأسبوع أركز على التفاصيل الصغيرة، على ورق الشجر. أركز على شاب بحاجة إلى عملية فى العظم حتى لا يفقد القدرة على المشى. كما أتابع موضوع شابة تنتظر أن يجمع أهلها مبلغا يغطى تكاليف تدخل جراحى يحمى عينها ويحافظ على بصرها. تستوقفنى قصة ولد قد لا يتمكن من متابعة دراسته إن لم يكمل دفع قسط المدرسة وأسمع عن طفل بعمر ابنتى الصغرى تنتابه حالات الصرع بشكل أصبح متقاربا وخطرا بسبب عدم قدرة أسرته على تأمين مبلغ لعلاجه.

أنشغل بقصصهم ويهرع من حولى للتبرع لهم فأجد نفسى فجأة منغمسة فى حيوات ناس لم أكن أعرف عنهم شيئا منذ أسبوع مضى. ها أنا أدخل إلى بيوتهم وأستمع إلى تفاصيل عائلات كان من الممكن أن تكون عائلتى منهم، فالقدر هو الذى يقرر الباب الذى سوف يقرعه ليغير مصائر ناس.

لا رؤية لدى للقصة السورية بأكملها هذا الأسبوع إنما تجمع عندى مخزون من الحكايات قد تروى كل واحدة منها جزءا من القصة. ها أنا أدخل فى التفاصيل، أسأل ناسا عن عدد أولادهم وظروف معيشتهم، وأنقلها لذوى القلوب الكبيرة الذين لم يملوا من قصصى وطلبى منهم المساعدة.

قلوب كبيرة هى ما تحتاجه التفاصيل الصغيرة. كل تفصيل، كل ورقة شجر هى حياة بأكملها إن يساهم أصدقائى بمسح التراب منها فتنتعش وتكمل عيشتها على الغصن. كل غصن هو مسار يخطو عليه أشخاص وكل شجرة مغروسة فى أرض قرب أشجار أخرى هى جزء من الغابة.

قلوب كبيرة هى التى تحافظ على الأوراق والغصون، تسقى الشجر وتمنع عنه الشر، هى قلوب قررت، وذلك ذكاء وحكمة من أصحابها، أن التأثير فى التفاصيل قد يكون أهم فى كثير من الأحيان من محاولة تغطية نداءات الغابة الكبيرة.

مع انعدام الرؤية الذى أصابنى هذا الأسبوع تفتحت فى قلبى أزهار صغيرة ملونة خرجت من بين أعشاب ضارة ألاحظ أنها كانت قد اجتاحتنى أخيرا. ألاحظ أيضا أننى لم أقاوم الأعشاب الضارة حين بدأت بالتسلل إلى قلبى حتى استيقظت يوما فوجدت شيئا كريها يضغط على صدرى يكاد يخنقنى. كنت قد تركت قلبى مشاعا للبشاعة فتمددت داخله وأطبقت على نفسى. وها هو فجأة الربيع يركل السواد وينتزع أعشابا داكنة اللون من الطريق فيفتح مجارى الهواء ويعيد لى قدرتى على التنفس.

تدخل أشعة الشمس لينعكس معها الضوء على غصن كساه اللون الوردى: رسائل من أصدقائى يعرضون المساعدة فى حل قصص من يحتاج إلى دواء وجراحة مكلفة. أزيح طبقة من التراب عن قلبى فينبض بشكل أكثر وضوحا. دقائق وتنبت زهرة جديدة على صيغة سطر يصلنى من صديقة تعيش على الطرف الآخر من المعمورة. تريد أن تساهم بالحفاظ على بصر السيدة الشابة. أزيل طبقة أخرى من الظلام الذى يلفنى فقد بدأت أرى ليس فقط ورق الشجر والغصن إنما الشجرة أيضا ثم شجرة أخرى اكتست أغصانها هى الأخرى برسائل الأصدقاء وكرمهم، اكتست بألوان حبهم فاختفى معها الظلام.

ساعات وتظهر لى الغابة بسحرها ورونقها كما لم أرها منذ أسابيع. الصورة الكبرى ملونة، هى صورة أغصان متعانقة يهمس كل منها «أنا معك لا تخافى». هى غابة من الأصدقاء يحيطوننى بدفئهم وجمال كلماتهم وروحهم. هى أشجار ترد العاصفة عمن يحاول أن يحتمى من الرياح فلا تكسره. صدق من قال إن الأصدقاء أهم مكون فى الحياة. أشجار السرو بعظمتها وبريق لونها الأخضر تقف بكبرياء من حولى لتقول لى لا تضيعى فى التفاصيل فسوف نهتم بها. نحن هنا لنحمى صغار الغابة وننظر فى مطالبهم. يحمل أصدقائى فرشاة ألوان تمر فوق قصص إنسانية فتحول نهاياتها إلى نهايات سعيدة.

أعود لخطوات إلى الخلف فأرى الصورة كاملة، الناس لبعضها كما نقول فى سوريا ولا أرى تعبيرا أكثر قربا من قلبى هذا الأسبوع.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى الغابة، الناس لبعضها فى الغابة، الناس لبعضها



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt