توقيت القاهرة المحلي 12:12:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى البدء كانت «عُمان»

  مصر اليوم -

فى البدء كانت «عُمان»

بقلم-جيهان فوزى

«صفقة القرن» تحط أوزارها كما الحرب على كاهل الشعب الفلسطينى، بتخطيط أمريكى- إسرائيلى وتنفيذ عربى بامتياز.. كيف ولماذا؟! سؤال ينطوى على الكثير من التعقيد، نتنياهو منذ زمن يتباهى بإقامة إسرائيل علاقات سرية مع دول عربية، وتأتى تصريحاته المتكررة للفت الانتباه إلى تسابق الدول العربية لبناء علاقات قوية مع إسرائيل، فعلى حد تعبيره تتمنى كل الأنظمة العربية أن تكون لها ميزة القربى أكثر من غيرها!

إن هدف إسرائيل من وراء ذلك واضح لإحباط الشعوب العربية والزج بها فى قفص الاستسلام لفكرة أن إسرائيل باتت واقعاً لا مفر منه، لكن ما هو هدف الأنظمة والحكام العرب؟ قال نتنياهو فى أحد تصريحاته الصحفية: «عندما تكون لإسرائيل والدول العربية الرئيسية رؤية واضحة لا بد من التنبه. هذا يعنى أن هناك شيئاً ما يحصل». وللأسف فإن أغلب الدول العربية مهيأة لعلاقات علنية مع إسرائيل، لأنها تشعر أنها مهددة من إيران وليس من إسرائيل، ولم تعد الاتصالات بين دول خليجية -خصوصاً السعودية والإمارات- طى الكتمان والسرية بعد ظهور تسريبات إسرائيلية تكشف عن وجود علاقات تتجاوز الاتصالات مع دول عربية لا ترتبط معها باتفاقيات سلام، لكن المشترك فى تلك العلاقات أنها ضد عدو مشترك هو (إيران). تلك الاتصالات التى تجرى بصورة غير معلنة هى أوسع نطاقاً من تلك التى جرت فى أى حقبة سابقة من تاريخ إسرائيل. بدأ نتنياهو يكشف علناً عن اتصالاته بالدول العربية التى لا تربط بلاده علاقات دبلوماسية معها، ففاجأ العالم بزيارة علنية إلى سلطنة عُمان الشهر الماضى، ورغم أن الطرح الرسمى للزيارة لا يعدو كونه رغبة السلطنة فى مساعدة الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى دون لعب دور الوسيط للتقارب باتجاه مفاوضات التسوية السلمية، ورهان عُمان على الولايات المتحدة ومساعى رئيسها ترامب باتجاه «صفقة القرن»، فإن نتنياهو يرى أن الزيارة تثبت أن نهجه الإقليمى يؤتى ثماره ويهمش الرئيس الفلسطينى محمود عباس، فالزيارة لم تقتصر على الموضوع الفلسطينى، بل تبين دور مسقط كقناة خلفية محتملة مع إيران ربما فيما يتعلق بسوريا.

أما البحرين، وهى على قائمة زياراته المرتقبة، فهى تدعم دور السلطنة فى محاولة لإقرار السلام الفلسطينى الإسرائيلى، كذلك السعودية التى ترى أن عملية السلام العادل هى مفتاح التطبيع مع إسرائيل، حيث يروج نتنياهو والإدارة الأمريكية لفكرة أن تقاطعاً جديداً للمصالح بين إسرائيل وبعض الدول العربية يمكن أن يقود إلى هيكلة دبلوماسية إقليمية، فيما كانت محطة الزيارة الثانية لنتنياهو «تشاد»، وهى الجمهورية الإسلامية التى أغلقت باب العلاقات الرسمية وغير الرسمية نهائياً مع إسرائيل قبل 40 عاماً وانحازت حينها إلى موقف الدول العربية والإسلامية الموحد الذى طالب بقطع كل الاتصالات معها فى أعقاب حرب 1973، فلم يعد الباب التشادى مغلقاً فى ظل التطورات السياسية المتسارعة فى المنطقة والتقارب الواضح مع إسرائيل ضمن قطار التطبيع الذى وصل إلى محطات مهمة داخل بعض الدول، ودفع تشاد لتغيير موقفها وترك الباب مواربا لدخول الهواء الإسرائيلى فى أجوائها بأمر من الرئيس التشادى «إدريس ديبى اتنو»، فكشفت القناة الإسرائيلية الثانية عن أن تشاد تقيم علاقات مع إسرائيل منذ ثلاثة أشهر، وفى حال وصلت للتطبيع الرسمى فمن المتوقع أن تتبعها علاقات مماثلة مع دول أفريقية مسلمة مثل مالى والنيجر، ونجاح إسرائيل فى اختراق القارة السمراء خلال الفترة المقبلة سيكون عبر بوابة تشاد، واختراق أفريقيا يبدأ منها لأنها تمثل بوابة الدول العربية كالجزائر وليبيا وغيرها وهذه سياسة الاحتلال الإسرائيلى، فضلاً عن أن تشاد لن تكون عربية وفلسطينية أكثر من العرب والفلسطينيين بعد انهيار السد العربى المنيع ضد التطبيع. تبدو السلطة الفلسطينية عاجزة وفى أضعف حالاتها، تراقب تطور العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية بقلق بالغ، كالاتصالات الجارية مع السودان والبحرين وتجدد العلاقات مع تشاد، محاوِلةً لجم هذا التقارب. لكن كيف يحدث ذلك فيما يتجاوزها الجميع سياسياً ودبلوماسياً؟!

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى البدء كانت «عُمان» فى البدء كانت «عُمان»



GMT 20:04 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon