توقيت القاهرة المحلي 01:42:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين أنت يا هند؟

  مصر اليوم -

أين أنت يا هند

بقلم - جيهان فوزى

صوتها المذعور المشوش عبر التسجيل الصوتى، كان آخر ما سمعته والدتها قبل أن تفقد الاتصال بها. ماذا حدث للطفلة «هند» ذات الستة أعوام؟ أثناء توجه سيارة الإسعاف نحو السيارة، كانت «وسام» والدة هند تتحدث معها عبر الهاتف، سمعت «وسام» بعدها صوت باب السيارة يُفتح ثم فُقد الاتصال.

لقد ذهب المسعفون لنجدتها بعد مكالمة قصيرة مع ابنة عمها «ليان» البالغة من العمر 15 عاماً، ثم سُمع صوت صراخها، وسط إطلاق نار كثيف من الدبابة التى كانت بالقرب من السيارة التى تقلهم، ثم ساد صمت موحش.لم يتمكن المسعف الذى كان يتواصل مع «ليان» من معرفة ما حدث لها، فذهبت سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطينى إلى المكان الموجودين فيه، بعد أخذ الموافقة الأمنية من جيش الاحتلال.

وحتى هذه اللحظة لا أحد يعرف ماذا حدث مع «هند» أو مع طاقم الإسعاف؟ هل فرغت بطارية الهاتف؟ أم تم قطع الاتصال؟ أم تم قصفهم؟الطفلة «هند رجب» الناجية الوحيدة بعد مقتل «ليان» ووالديها وثلاثة من أشقائها الذين كانوا معها فى السيارة، لغز محير ترفض إسرائيل الإفصاح عن تفاصيله أو فك رموزه، وتزعم أنها ما زالت تتحقق من الحادث، الذى وقع فى 29 من الشهر الماضى!

والدة «هند» يقتلها الرعب والقلق، خوفا على ابنتها، لكن يحدوها الأمل فى كل ساعة تمر منذ اختفائها فى عودتها، تنتظرها فى مستشفى المعمدانى فى غزة، الذى لجأت إليه ظناً منها أنه أكثر أمناً، بعد أن طلب منهم جيش الاحتلال مغادرة أماكن نزوحهم، كل يوم يمر على والدة «هند» كأنه دهر، تحمل ملابسها فى انتظار عودتها فى أى وقت.منذ الحادثة يحاول الهلال الأحمر الفلسطينى التواصل مع جيش الاحتلال، لمعرفة ما جرى، لكن لم يعطهم إجابة واضحة، الأسئلة كثيرة والغموض يحيط بالحادث؟ هل قتلوا؟ هل تم اعتقالهم؟ أين ذهبوا؟ لا إجابات تخفف قلق الأم المكلومة، وتبدد هواجسها، بالنسبة لأولئك الذين ينتظرون الأخبار أو المعلومات فكل يوم يمر هو العذاب بعينه، كل لحظة مليئة بالحزن والقلق.

كم مثل «هند» فى حرب غزة تعرضت لهذا الفزع والرعب؟ كم طفلاً فُقد فى غزة ولا أحد من عائلته يعرف عنه شيئاً؟ وهل ستعود «هند» إلى حضن والدتها حية؟ أم سيفوت الأوان وتصبح جثة هامدة؟ أم أن قصتها ستبقى طى المجهول؟

تتزايد المطالبات بإجابات حول مصير الطفلة «هند» واثنين من موظفى الإسعاف اللذين ذهبا لنجدتها، ففى غزة أصبح كل شىء متوقعاً، تفاصيل الواقع المرير الذى يعيشه المواطنون تفوق الخيال، والقصص اليومية المأساوية لا تنتهى، وجيش الاحتلال يمارس أقسى أنواع العقاب الجماعى، ولا يتردد فى القتل والاعتقال والتدمير، ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والتشريعات والمواثيق الدولية، عشرة أيام ولا يزال مصير «هند» وطاقم الإسعاف مجهولاً، الاستغاثات بالمجتمع الدولى لا تتوقف، لكن متى كان هناك اهتمام بالمجازر التى ترتكبها إسرائيل يومياً بحق أهل غزة وأطفالها، متى كان لهؤلاء ثمن أو أهمية بالنسبة للغرب؟ نصف الشهداء الذين ارتقوا فى الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر هم أطفال، فى تعمد واضح باستهداف الأطفال والنساء، كم من الأطفال استشهدوا، أو فقدوا الأب والأم؟.

«طفل جريح لا أسرة له على قيد الحياة»، عبارة باتت عنوان الحياة اليومية لسكان قطاع غزة، يرددها المسعفون كل لحظة دون توقف، لوصف ضحايا الحرب، إنها عبارة تصور واقع أطفال تغيرت حياتهم فى بضع ثوان، بما خلّفته الحرب من تأثير مدمر عليهم. لقد حولت الحرب قطاع غزة إلى مقبرة للأطفال، باعتراف «أنطونيو جوتيريش»، الأمين العام للأمم المتحدة، ومنظمة اليونيسيف، وأطباء بلا حدود، وغيرها من المنظمات الإنسانية والإغاثية التى كانت شاهداً عاجزاً على المجازر التى ترتكبها إسرائيل يومياً بحق الأطفال دون أن يردعها أحد.لكن يظل تحديد العدد الدقيق للأطفال الذين استشهدوا فى غزة، فى خضم حملة القصف الشرسة، ومع انهيار المستشفيات، والجثث تحت الأنقاض، والأحياء المدمرة، هى مهمة صعبة للغاية.

ويبقى الحديث عن لغز اختفاء «هند»، هو الشغل الشاغل للفلسطينيين حتى ينكشف غموضه، فقد تحولت قضية «هند» إلى «هاشتاج» يجوب أنحاء العالم، فهل تنصاع إسرائيل وتكشف عن الحقيقة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين أنت يا هند أين أنت يا هند



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon