توقيت القاهرة المحلي 11:47:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد القدس واللاجئين.. عن أى فلسطين تتحدثون؟!

  مصر اليوم -

بعد القدس واللاجئين عن أى فلسطين تتحدثون

بقلم - خالد أبو بكر

تلهث وسائل الإعلام العربية وغيرها منذ أن اعتلى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مقعده فى البيت الأبيض بالنبش عن تفاصيل جديدة فيما يخص «صفقة القرن» وهو الاسم الذى اصطلح عليه لمشروع الرئيس الأمريكى لتصفية القضية الفلسطينية، وهى الصفقة التى يجرى تسريب أجزاء منها على مراحل بعناية شديدة وتوقيتات محسوبة؛ لتهيئة الرأى العام الفلسطينى والعربى لتقبل ما ستحتويه عندما يتم الإعلان الرسمى عنها عبر الرئيس الأمريكى منتصف العام الجارى، بحسب تصريحات منسوبة لمسئولين أمريكيين.

لكن ما يفوت الكثير من وسائل الإعلام العربية الإشارة إليه هو أن الخطوات التنفيذية لهذه الصفقة المشبوهة ــ التى ستلحق العار بكل عربى يشارك فيها حتى بالصمت العاجز قليل الحيلة ــ قد بدأت بالفعل، بنسف قضايا الحل النهائى للصراع العربى ــ الإسرائيلى، والمتمثلة فى قضيتى القدس واللاجئين؛ وبالتالى تصبح مسألة حدود «الكانتون الفلسطينى» ذى الحكم الذاتى المزمع إنشاؤه على رقع متفرقة فى الضفة وقطاع غزة وربما أماكن أخرى خارج حدود فلسطين التاريخية، مجرد تفاصيل سيتم تحديدها بدقة على الخرائط تبعا لمزاج المسئولين الأمنيين الإسرائيليين، وبما يخدم رؤيتهم لأمن الدولة العبرية، من دون أى اعتبار آخر.

التمهيد النيرانى لهذه الخطوات التنفيذية لـ«صفقة القرن» بدأ بتصفية قضية القدس، عندما أصدرت الإدارة الأمريكية قرارا فى 6 ديسمبر الماضى بنقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، ما يعنى اعترافها بالمدينة المقدسة كاملة (بشرقها وغربها) عاصمة أبدية لإسرائيل، وهو ما يعنى أيضا نسف أى حق عربى فيها إلى الأبد.

الإدانات العربية الخجولة رسميا وشعبيا على السواء للاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل، فى ظل حالة انكشاف واضح للعالم العربى الذى جرى تفتيته وتقليم أظافر القوى الفاعلة فيه، جعل الأمريكان يطبقون بحرفية الحكمة الاستراتيجية الشهيرة التى يقول فحواها «عزز الاتجاه الناجح»؛ فاندفعوا بقوة نحو تصفية القضية الثانية فى قضايا الحل النهائى وهى «قضية اللاجئين» عبر إعلان إدارة ترامب فى 16 يناير الماضى أنها ستتوقف عن تقديم 65 مليون دولار من شريحة مساعدات تبلغ قيمتها 125 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وانتقد ترامب أثناء كلمة ألقاها أمام المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس أواخر الشهر الماضى القيادة الفلسطينية لرفضها لقاء مايك بنس نائب الرئيس الأمريكى خلال زيارته للمنطقة، وأشار إلى أن مثل هذا التصرف يوفر سببا لخفض المساعدات. وقال ترامب: «الفلسطينيون لم يحترمونا قبل أسبوع بالامتناع عن لقاء نائبنا العظيم، ونحن نمنحهم مئات الملايين من الدولارات كمساعدات ودعم... المال لن يذهب إليهم ما لم يجلسوا مع إسرائيل ويتفاوضوا على السلام».

الحقيقة أن رفض القيادة الفلسطينية لقاء بنس ليس هو السبب فى وقف الدعم الأمريكى لـ«الأنروا»، بل إن السبب الحقيقى هو اعتزام الإدارة الأمريكية نسف قضية اللاجئين بالكلية، واتضح ذلك من خلال المبعوث الأمريكى لعملية السلام فى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات، ــ وهو أهم مساعد لعراب «صفقة القرن»، جاريد كوشنر صهر ومستشار ترمب ــ قبل عدة أيام خلال لقاء جمعة مع قناصل دول أوروبية معتمدين فى القدس المحتلة إذ قال «إن أحفاد اللاجئين ليسوا لاجئين فهم يولدون فى أراض جديدة. وعليه تسعى إدارة ترامب لتحديد تاريخ ملزم لوقف عمل الأونروا وإغلاق جميع مؤسساتها» مما يعنى ضمنيا تصفية قضية اللاجئين. وهو ما يجعلنا نتساءل فى حسرة وألم: ماذا يتبقى من القضية الفلسطينية بعد تصفية قضيتى القدس واللاجئين؟!

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد القدس واللاجئين عن أى فلسطين تتحدثون بعد القدس واللاجئين عن أى فلسطين تتحدثون



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon