توقيت القاهرة المحلي 20:41:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هترجع امتى؟

  مصر اليوم -

هترجع امتى

بقلم : محمد أمين

أصعب سؤال على النفس يمكن أن يستقبله أب من أولاده وهو خارج في الصباح: هترجع امتى يا بابا؟.. والسؤال يتكرر هذه الأيام كثيراً من أبناء يسألون آباءهم في الجيش والشرطة والمستشفيات.. وهو السؤال الذي يمزق القلوب.. أقصد هنا الأطباء أكثر، فهم الذين يخرجون في الصباح ولا يعرفون إن كانوا سيعودون أم لا؟.. إن كانوا سيدخلون المستشفى كمرضى أم كأطباء؟.. إن كانوا سيعودون محملين بالفيروس لبيوتهم أم لا؟.. ولذلك فإن الأطباء في هذا الوباء أكثر الذين يريدون أن ينتهى المرض بسرعة وتعود الحياة الطبيعية!

أصدقاء كثيرون أطباء يطالبون الناس بالبقاء في بيوتهم. فهم خط الدفاع الأول، وهم أول من يتعرض للمرض.. وهم أول من يبقى طويلاً في حالة طوارئ.. كونوا مكان هؤلاء الأبطال.. كونوا مكان أبنائهم: ابقوا في منازلكم من أجل الأطقم الطبية.. ساعدوهم على الصمود.. هل سألك ابنك من قبل: هترجع امتى يا بابا؟.. ولو سألك ماذا تفعل؟.. هل تخرج أم تبقى إلى جواره؟.. للأسف هو لا يستطيع أن يبقى إلى جواره، لأنه مثل ضابط الجيش والشرطة عنده خدمة!.

ضابط الجيش لم يتعود الهروب من الخدمة وضابط الشرطة أيضاً.. مثلهما الآن الطبيب، لا يستطيع الهروب من الخدمة.. فقد ذهبوا إلى الخدمة الطبية بلا وسائل حماية ولا أسلحة مقاومة في البداية، حتى وصل إليهم المدد ولم يتأخروا.. بعضهم اشترى من ماله الخاص أدوات حماية، ولم يتردد في الدفاع عن الناس من فيروس كورونا.. ساعدوهم الآن على المقاومة، فهم يتحملون المسؤولية مهما كانت الصعوبات لمنع انتشار الفيروس والحفاظ على صحة الجميع!.

التقارير الصحفية القادمة من مستشفيات العزل، تقول إن الأطباء لا يخافون من الفيروس.. ولكنهم يخافون على أبنائهم من الإصابة.. بعضهم لا يرى أسرته منذ فترة طويلة ويشعر بالحرمان.. وهو يفعل ذلك خشية أن يكون اللقاء خطرا على أسرته.. هؤلاء الأطباء في حالة نفسية سيئة ينبغى أن تؤخذ في الاعتبار، بعضهم أرسل زوجته إلى أسرتها في محافظة أخرى خوفاً عليها هي والأبناء.. حتى يتفرغ لعلاج المرضى وهو مطمئن!.

وبالتأكيد في كل مستشفى هناك بطولة تحكى وتسجل للتاريخ.. حتى في المستشفيات التي ليست مخصصة للعزل، أظهر الأطباء نبلاً غير مسبوق، ورأينا من يساعد المرضى بكل جدية للتخفيف عنهم من الأمراض المزمنة.. خاصة أن أصحاب الأمراض المزمنة من أكثر الحالات المعرضة للإصابة بفيروس كورونا.. وهم يعملون جميعاً في ظروف صعبة للغاية!.

ولا أقصد الأطباء وحدهم بالطبع، إنما أقصد هيئة التمريض أيضاً.. والأمل الآن في إجازة العيد.. واستمرار الحظر حتى يتم القضاء على الفيروس، وتصبح الإصابات عند أدنى معدل لها.. فقد كانت تجربة مصر في بدايتها ملهمة.. فهل تظل تحافظ على إلهامها؟!.

*

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هترجع امتى هترجع امتى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 04:47 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

معرض الدوحة الدولي للكتاب ينطلق في 9 مايو

GMT 07:50 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

حادث تحطم عنيف لأغلى سيارات فيراري على الطريق

GMT 16:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق طنطا يودع الكأس بالخسارة من الحدود بثنائية

GMT 23:43 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

"الجِفْتُون" و"الزَّبرجد" أهم جُزر "البحر الأحمر" السياحية

GMT 07:31 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

10 مطاعم مميزة في الطائف للعوائل تعرف عليها

GMT 10:50 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

شيرين رضا تنتقد قطع الأشجار

GMT 04:56 2019 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"أوبرا عايدة" تبهر الجمهور في الأقصر بعد 22 عامًا من الغياب

GMT 06:51 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

علماء يعلنون عن خمس قواعد تمنحك عمرًا إضافيًا

GMT 22:40 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

البيت الأبيض يعلن تمسك ترامب بقراره بشأن القدس

GMT 22:44 2015 الجمعة ,02 كانون الثاني / يناير

الديوان الملكي السعودي يصدر بيانًا بشأن صحة بن عبدالعزيز

GMT 02:35 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

الفنان أحمد سعد يراهن على نجاح فيلم "على وضعك"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon