توقيت القاهرة المحلي 02:58:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذكرى التنحي!

  مصر اليوم -

ذكرى التنحي

بقلم : محمد أمين

لماذا لا يحتفل المصريون بذكرى التنحى، ألم يكن هو اليوم الذى تمنوه يوم خرجوا فى 25 يناير لإسقاط النظام، والمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية؟.. ألم يكن ذلك اليوم حلمنا لإسقاط نظام التوريث الذى تغير الدستور من أجله.. أم أنهم شعروا بخيبة الأمل بعد تنحى مبارك؟.. هل ركوب الإخوان على الثورة كسر الحلم ودمر الفكرة وأصبحنا نريد عودة أيام مبارك؟!.

ولماذا لا يحتفل مبارك بذكرى التنحى، أم أنه لا يريد أن يسمع سيرة هذا اليوم؟.. هل يحتفل أبناؤه بأنهم أصبحوا أكثر حرية وأقل مسؤولية؟.. هل من «سوء الأدب» أن نقدم له «بوكيه ورد» فى هذه المناسبة؟.. هل هى مناسبة مؤلمة؟.. فلماذا لا يحتفل الشعب رسميًا بهذه المناسبة؟.. ولماذا لا يحتفل النظام السياسى بذكرى التنحى؟.. أليس هو الابن الشرعى لثورة 25 يناير؟!.

هل كان تنحى مبارك مثلًا «فال نحس» على مصر، أم أننا انتقلنا بعده إلى عالم مختلف، سياسيًا واقتصاديًا، وأصبحنا أكثر حرية؟.. هل السبب فى هذا الشعور أن الإعلام مملوك لحفنة من رجال مبارك، أم لأن الثورة لم تقدم مشروعًا للنهضة.. أم أن ما جرى بعد ذلك من إرهاب ودماء قد تسبب فى كراهية الثورة ورجالها؟.. هل مازال الشعب يقول «ولا يوم من أيام مبارك»؟!.

والسؤال الأهم: هل تغيرنا إلى الأفضل أم لا؟.. الإجابة أننا الآن أصبحنا قوة عسكرية مشهودًا لها، وأصبح جيشنا العظيم تاسع جيش على مستوى العالم، قبل إيران وتركيا وإسرائيل وألمانيا وغيرهم.. وأصبحنا نملك سلاحنا ونملك استقلالنا ونملك احتياطيًا أكبر فى البنك المركزى.. وتحسنت أحوال سكان العشوائيات.. وانتقلت ملايين منهم للعيش فى مساكن آدمية حضارية!.

أيضًا حجم الطرق والكبارى والأنفاق التى أنشئت تتجاوز مثيلتها فى نصف قرن مضى.. مع ملاحظة معايير الجودة.. سياسيًا وضع مصر أفضل.. واقتصاديًا وضعنا الآن أفضل.. فلماذا لا نحتفل بهذه النقلة النوعية إن كانت؟.. هل أصبحنا نهرب من الكلام عن الثورة والتنحى ونعلن كراهيتنا للثورة والثوار؟.. كيف ترى أنت يوم التنحى الآن بعد مضى تسع سنوات؟.. هل ترى أنه أفضل يوم فى تاريخ مصر أم أسود يوم حدث؟!.

هل مازلنا نتذكر وجه اللواء عمر سليمان وهو يعلن نبأ التنحى؟.. وهل كان الراحل الكبير يعرف بمصيرنا الذى سوف تؤول إليه مصر؟.. هل انتقل إلينا الارتباك الذى كان على وجه رجل المخابرات الأول، خاصة وهو يقول: والله الموفق والمستعان؟.. هل نفرح لأننا تخلصنا من الإخوان وتخلصنا من مشروع التوريث.. وانتقلنا إلى المستقبل بمشاريع قومية تحققت بمعدلات غير مسبوقة؟!.

وأخيرًا، هل يوم التنحى يوم من أيام المصريين، أم هو يوم ينبغى أن يتبرأ فيه المصريون منه؟.. بمعنى هل نحتفل به رسميًا، أم نلعنه مع اللاعنين؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكرى التنحي ذكرى التنحي



GMT 09:14 2024 السبت ,04 أيار / مايو

أن تمتلك إرادتك

GMT 09:11 2024 السبت ,04 أيار / مايو

دعوة الوليّة

GMT 09:07 2024 السبت ,04 أيار / مايو

إذا شئنا حكومة مقبلة

GMT 07:51 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 07:48 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

GMT 16:35 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

6 خطوات لتجنب الوقوع في أخطاء فواتير الكهرباء

GMT 10:40 2020 الخميس ,22 تشرين الأول / أكتوبر

كهربا يستعد للمشاركة مع الأهلي في «موقعة الوداد»

GMT 06:41 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

الطب الشرعي يوقع الكشف على ابنة نهى العمروسي

GMT 22:53 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

الصين تسجل 22 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 07:42 2020 الأربعاء ,27 أيار / مايو

10 نجوم بالمجان في دوري أندية أوروبا

GMT 23:22 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

غضب شعبي من تصوير مشاهد إباحية داخل جامعة في تايلاند
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon