توقيت القاهرة المحلي 05:02:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درس كبير!

  مصر اليوم -

درس كبير

محمد أمين
بقلم - محمد أمين

جامعة هارفاد هى الجامعة الأهم فى العالم.. قدمت لنا نموذجًا محترمًا لانتصار المبادئ والحرية وحقوق الإنسان.. استقالت رئيس الجامعة من منصبها المرموق ثمنًا للحرية والمبادئ.. تخيل أن تستقيل كلودين جاى من منصبها، مع أن الذى يفوز بالحصول على فرصة دراسة بالجامعة يُعتبر قد فاز بشىء عظيم، فكيف لو كان أستاذًا أو رئيس الجامعة؟!.


تعرضت كلودين جاى فى الأيام الأخيرة لهجوم شرس بسبب شهادتها فى الكونجرس حول معاداة السامية خلال احتجاجات داعمة لغزة فى الحرم الجامعى، وقدمت رئيسة جامعة هارفارد استقالتها من منصبها!.

تعرضت «جاى» للانتقادات، بعدما رفضت الإجابة بشكل واضح عما إذا كانت الدعوة إلى إبادة اليهود تنتهك قواعد السلوك فى جامعة هارفارد لدى إدلائها بشهادتها أمام الكونجرس. وأوضحت «جاى»، التى دخلت التاريخ كأول شخص أسود يتبوأ منصب رئيس جامعة هارفارد، فى نص استقالتها، أنها تعرضت لتهديدات شخصية و«عداء عنصرى»!.لم تنبطح كلودين جاى، ولم تتراجع عن موقفها من الحرب والحرية، رغم تعرضها للهجوم بسبب دعمها لمظاهرات الطلبة لدعم غزة.. ولم تحافظ على منصبها المرموق لتتفادى اتهامات أخرى بالسرقة الأدبية، واتهامها بأنها لم تستشهد بمصادر علمية بشكل صحيح، وتم نشر هذه الاتهامات فى أحد المواقع الصحفية على الإنترنت، فعرفت ما يخططون له، فقدمت استقالتها، مع أنه كان بإمكانها إدانة مظاهرات الطلاب، ولكنها قالت إن المظاهرات لا تخالف القانون، وهى حق مشروع للطلاب فى التعبير عن آرائهم!، وهذه الاستقالة ليست الأولى، ولكنها الأهم، بعد رئيستى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بنسلفانيا الشهر الماضى!.

وذكرت «جاى»، فى نص استقالتها، أنها تعرضت لتهديدات شخصية وعداء عنصرى، وهكذا دفع الأحرار فى العالم ثمن وقوفهم إلى جانب غزة، وسمحت أشهر جامعة بالتظاهر للتعبير عن حرية الرأى والتعبير والوقوف بجانب الحق الفلسطينى، وربما كانت هذه المواقف هى التى غيرت موقف البيت الأبيض من الحرب، كما غيرت موقف الإعلام الغربى من الأزمة!.

صحيح أن عددًا من نواب الكونجرس كانوا يطالبون «جاى» بالتنحى، لكن وقّع أكثر من 700 من أعضاء هيئة التدريس فى جامعة هارفارد رسالة تدعم «جاى»، وتؤيد موقفها.. ونشرت صحيفة «هارفارد كريمسون» نص الاستقالة، وبالمناسبة، هذه الصحيفة يُديرها طلاب، وقالت، فى بيانها: «أستقيل بحزن كبير، ولكن بحب عميق»!.

باختصار.. «جاى» ليست ناقمة ولا كارهة، فهى تعرف قواعد اللعبة.. قد تستقيل بحزن، ولكن بحب عميق، وتنتصر لإرادة الطلاب وحقهم فى الحرية وحقوق الإنسان، وقالت كلمة موجزة وعظيمة، هى حزينة لأنها تترك رئاسة «هارفارد»، ولكنها تشعر بحب عميق تجاه طلابها الذين أيدوها، وتجاه زملائها الذين دعموها، ولم يشهدوا ضدها ليقفزوا على المنصب.. إنه درس كبير يسجله التاريخ بحروف من نور!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس كبير درس كبير



GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon