توقيت القاهرة المحلي 23:39:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خرافات زمن فات!

  مصر اليوم -

خرافات زمن فات

بقلم - محمد أمين

رأس المال ليس له جنسية، وليس له دين، ولا يعرف الحدود ولا يعترف بها.. ولا يعرف الأمن القومى ولا أى شىء مما نخاف منه هنا.. الدول الكبرى تعرف كيف تحافظ على أمنها القومى.. ولا أظن أن إنجلترا أو أى دولة أوروبية حين تبيع مطاراتها أو تؤجرها تفرط فى أمنها القومى.. الاستثمارات فى لندن معظمها خليجية.. ولا علاقة لها أبداً بالأمن القومى!.

افتحوا الأبواب للاستثمار.. وافتحوا المجال لرفاهية الشعوب.. فحين كان عميد الصحافة العربية، مصطفى أمين، يناضل فى السبعينيات لفتح المجال أمام الاستثمار، كان البعض يتصور أنه «مجنون».. كان يقول إن أحداً لن يحمل المصنع أو الفيلا على ظهره ويرحل.. ستبقى أرض المصنع والفيلا مصرية، ومرت أعوام حتى تحققت مقولة العميد، وإن تأخرنا كثيراً!.

أمريكا نفسها طالبت بحقها فى الاستثمار الخليجى.. الرئيس ترامب شخصياً جاء يطلب حصة، ويطلب حقه فى تشغيل الأمريكان، ويطلب حقه فى الاستثمارات مقابل الأمن.. هكذا بكل صراحة أو بجاحة.. فلا خاف من سيطرة رأس المال على الحكم، ولا خاف من تأثيره على الأمن القومى.. وعاد بأكبر صفقة فى التاريخ حتى الآن، ومازال يطلب المزيد من الاستثمار!.

تذكرتُ كل ذلك مؤخراً وأنا أتابع كلام نواب البرلمان عن سيطرة رأس المال على الحكم.. واختلاط الثروة بالسلطة، ورَدّ وزير قطاع الأعمال فى هذا الشأن.. القضية هى رخاوة الدولة أو تواطؤها.. إن كانت هناك دولة قادرة فلن يختلط العام بالخاص.. ولن يحدث ضغط على صانع القرار.. القصة أن الدولة كانت فى حالة سيولة فحدث تضارب المصالح بلا حدود!.

وأكاد أقطع أن مصر لو كانت فتحت أبوابها للاستثمار الخليجى مطلع الثمانينيات، لكانت جنة الله على الأرض.. ولكنها أغلقت أبوابها بالضبة والمفتاح فى وجه الاستثمار.. فراح الخليجيون يشترون كل شىء فى نيويورك ولندن وباريس.. وهكذا أصبحت هذه الدول ملاذات آمنة للثروة والأموال المهاجرة.. وخسرنا الفرصة تماماً.. مع أن الخليجيين كانوا يفضلون مصر أولاً!.

فهل لدينا جرأة حكومات أوروبية لبيع أو تأجير مطار القاهرة؟.. هل لدينا جرأة أى منهم لتأجير الأهرامات؟.. فبعد ساعات سنودع عاماً ونحتفل بعام جديد.. هل كان لدينا مشروع للاحتفال برأس السنة تحت سفح الهرم؟.. هل عملنا أكبر احتفال فى معبد الكرنك؟.. هل يمكن أن نطرح تأجير مطارى شرم الشيخ والغردقة، دون أن نخشى من الكلام عن «الأمن القومى»؟!.

وللأسف، الخرافات التى تسيطر علينا عفا عليها الزمن.. المؤسسات المالية فى العالم مملوكة لأجانب.. فلا أحد خاف من تأثيرها على الأمن القومى، ولا ارتعد من نفوذها.. معروف أن سلطة الدولة أكبر من أى سلطة، سواء لفرد أو مؤسسة.. غيِّروا أفكاركم تغيروا أسلوب حياة الناس!.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خرافات زمن فات خرافات زمن فات



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 21:14 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

الفنانة مي فخري تعلن ارتدائها الحجاب بشكل رسمي

GMT 09:50 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

معلومات مهمة عن عداد الكهرباء مسبوق الدفع

GMT 09:34 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

"دويتشه بنك" يتوقع حلول "عصر الفوضى"

GMT 14:16 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 13:50 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

إصابة نجل جوليا بطرس بفيروس كورونا في لندن

GMT 08:12 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعود من دبي من أجل "البرنس"

GMT 21:16 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أول تعليق لـ"منى فاروق" على شائعة انتحارها

GMT 05:24 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

600 مليون دولار حجم الاستثمارات الأردنية في مصر

GMT 02:05 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أب يذبح ابنته الصغرى لضبطها في أحضان عشيقها داخل غرفتها

GMT 21:35 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

السيطرة علي حريق بقرية الشنطور فى بني سويف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon