توقيت القاهرة المحلي 21:08:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غوغائية تدين

  مصر اليوم -

غوغائية تدين

بقلم - حمدي رزق

وحتى لا يفهم البعض هذه السطور خطأ، لا أحد يطلب منع الأذان.. حاشا وكلا، ولا أحد ضد رفع الأذان جهرًا فى المساجد.. حاشا وكلا، ولكن على وقته، وقت الصلاة، وبهدوء ووقار، برفق وتودد، بصوت حسن، جميل، مقبول.

متى كان الشهر الكريم فرصة لاستباحة سكينة الآمنين، ميكروفونات المساجد مفتوحة على البهلى، ع البحرى، وبأعلى شدة صوتية، تخرق كل سقوف «الديسيبل» الطبيعية، تخرق طبلة الأذن، تصيبك بالصمم.

معلوم، «الديسيبل» وحدة قياس شدة الصوت، العادية تكون عند 60 ديسيبل، وابتداء من ديسيبل 90 فصاعدًا تصاب الأذن بضرر إذا تعرضت لصوت بهذه الشدة لفترة طويلة.

وحتى لا يشتط أحدهم سريعًا وينجرف تكفيرًا وتفسيقًا، نحيله من فوره إلى خواطر مولانا الشيخ «محمد متولى الشعراوى»، حتى لا يزايد علينا أحد، ولا يتجنى علينا أحد، ما نحن إلا ناقلون عن مولانا الإمام ولا نتألى عليه.

الفيديو محفوظ على «يوتيوب» لمن يستوثق.

وحول رأيه فى الصوت العالى للأذان، والذى تسببه الميكروفونات، قال مولانا الشعراوى ما نصه: «هذه غوغائية تدين... وباطلة دينيًا».

وزاد مولانا بقوله: «اللى قاعد نايم طول النهار ويطلع قبل الفجر بساعة (يهبهب)، وفيه ناس عاوزة تنام وناس مريضة، الميكروفون أكبر نقمة مُنيت به الأمة الإسلامية الحديثة، وهى ليست لله فى شىء».

كفانى مولانا الشعراوى مؤنة وصف الصخب الرهيب الذى يصم الآذان جراء ارتفاع أصوات ميكروفونات المساجد، الصوت بمعدلات الديسيبل الصاخبة صعب الاحتمال، جد خرق متعمد لطبلة الأذن!

ومع ندرة الأصوات الشجية الجميلة بات الضجيج مضاعفًا، المساجد والزوايا تتنافس على اقتناء أكبر عدد من الميكرفونات مصوبة إلى الجهات الأربع، ضجيج والصمت عليه يصيب الآذان بالصمم.

أستعير وصف مولانا الشعراوى «غوغائية تدين» وأقف على حكمه «باطلة دينية» وأهدى فيديو الشيخ الشعراوى إلى الدكتور «مختار جمعة»، وزير الأوقاف، ليقف على الحكم الشرعى لما يصدر عن بعض المساجد فى رمضان من استخدام مفرط للميكروفونات.

مع حلول الأذان، تصطخب الأجواء بعاصفة متداخلة من الأصوات التى يصعب وصفها احترامًا لأصحابها، ولكن أكثرهم لا يبالون بما يصدرونه من أذى للناس، ويرفعون أصواتهم فوق أصوات بعض، ويجهرون زعيقًا.

المزايدة الدينية على الناس فى بيوتهم عادة كريهة، الناس عندها ألف طريقة وطريقة لتعرف دخول الصلاة، تليفزيون وراديو وموبايل، ثم إن الأصوات الندية باتت نادرة، ما يصدر لا يندرج أبدًا تحت أجمل الأصوات!!

لافت غياب المؤذنين الموهوبين، وتركوا الميكروفونات لعمال المساجد والمتطوعين، ومن حضر باكرًا واستولى على الميكروفون ليُسمع حرمه المصون صوته الحنون، ويعلن أنه فى المسجد ليشهدوا له بالإيمان.

استمراء صخب المساجد ليس من الدين فى شىء، باطل دينيًا، والصمت على غوغائية الميكروفونات منكور دينيًا من كبار الأئمة، ولكم فى مولانا الشعراوى أسوة حسنة.

تجاهل فكرة «الأذان الموحد» التى بدأها قبل عقد أو يزيد طيب الذكر المرحوم الدكتور «محمود حمدى زقزوق»، وزير الأوقاف الأسبق، طمّعت المزايدين فى استباحة ميكروفونات المساجد لتعذيب البشر بأصوات حناجرهم المتحشرجة، وألسنتهم المعوجة، وأخطائهم الفجة فى رفع الأذان.

ما نرجوه أذان موحد بصوت جميل يتسلل إلى الأرواح، يوقظ الغافلين، لا يؤذى السامعين..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غوغائية تدين غوغائية تدين



GMT 20:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

قمّة المنامة!

GMT 20:25 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

عادل إمام ونصف قرن على عرش النجومية

GMT 16:07 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 05:34 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

اتفاق غزة... الأسئلة أكثر من الإجابات!

GMT 00:17 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

في معنى «التنوير»

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:09 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
  مصر اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 11:37 2024 السبت ,02 آذار/ مارس

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

GMT 17:27 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تيري هنري يُتابع المنتخب المكسيكي قبل ودية بلجيكا

GMT 17:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

زيدان يطالب إدارة ريال مدريد بالتعاقد مع سون نجم توتنهام

GMT 15:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

معلومات عن جاك اندرو بعد وفاته بسبب كورونا

GMT 06:10 2020 الإثنين ,30 آذار/ مارس

تعرف على حالة الطقس المتوقعة في مصر الاثنين

GMT 01:48 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

شريف عامر يحاور أسرة مصرية صينية بـ"كمامة" على الهواء

GMT 17:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس السيسي يهنئ سلطنة عمان بالعيد الوطني

GMT 11:02 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المرأة المصرية تحت المظلة الأفريقية" في بيت ثقافة القصير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon