توقيت القاهرة المحلي 09:26:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وماذا عن السودان؟!

  مصر اليوم -

وماذا عن السودان

بقلم - حمدي رزق

تمديد الهدنة الإنسانية فى غزة ليومين تلفتنا مجددا إلى الكارثة الإنسانية المحدقة التى تتحدث عنها تقارير الأمم المتحدة، تقول: «العنف ضد المدنيين فى السودان يوشك أن يصبح شرا مطلقا»!!.

طُمرت الحرب السودانية تحت ركام قصف غزة، لم نعد نسمع أخبار قصف الخرطوم بحرى وأم درمان، وماذا يجرى فى الجنينة والفاشر. هل حسمها الجيش السودانى؟.. هل لاتزال جيوب الدعم السريع تشن غاراتها على القيادة العامة؟.. هل لايزال حميدتى (قائد التمرد) يصدر فيديوهات التهديد والوعيد؟.. هل دانت السيطرة للبرهان رئيس مجلس السيادة؟.

كلها أسئلة غابت فى دخان غزة الكثيف الذى يحجب الرؤية عما يجرى فى السودان الحبيب، أخشى، لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم، جد بت لا أعرف، ولا العالم يأبه، هل سكتت المدافع؟.. هل صمت أزيز الطائرات؟.. لا خبر يأتينا من الخرطوم!!.

وفى هذا حكمة تقول: «ما حكَّ جلدَكَ مثلُ ظفرِكْ فتولَّ أنتَ جميعَ أمرِكْ»، المجتمع الدولى فى شغل عن الحرب فى السودان، كل الوساطات الإقليمية والدولية جمدت إلى حين، وإلى حين تفرغ دول الجوار، والقوى الإقليمية، ومجلس الأمن من لجم الكارثة الإنسانية فى غزة، فلينفر السودانيون أنفسهم لإطفاء نار الحرب المستعرة فى ثياب السودانيين.

دوما نقول الحل سودانى، والفرصة سانحة للحل بمبادرة سودانية خلاقة تحقن الدماء، وتلملم الأشلاء، وتوقف نزيف الدم، وتوطئ لحلول سلمية مستدامة لصراع عسكرى يستنزف موارد هذا البلد الحبيب.

الهدنة فى غزة كانت من المستحيلات بين الأعداء.. ما بالك بالهدنة بين الأخوة الأشقاء، ليست مستحيلة، وحكماء السودان ورجالاتها المؤتمنون قادرون على توفير الحلول لأعقد المشكلات، فقط لو خلصت النوايا.

دوما أقول ويختلف معى الكثيرون، لو كان طيب الذكر الإمام «الصادق المهدى»، يرحمه الله، بيننا، ما كان لهذه الحرب أن تنشب ويطول أمدها، كان قادرا على ابتكار الحلول وطرح المبادرات، والسعى لإيقاف نزيف الدماء.

لم نعدم حكماء، وفى السودان الشقيق حكماء مقدرون قادرون على توفير حل سودانى، وطرح مبادرة، يعملون عليها، وينادون على الفرقاء بالاجتماع على كلمة سواء، ما يوفر أرضية سودانية لحلحلة الأزمة، وإيقاف الحرب، وإلقاء السلاح، والجلوس إلى طاولة حوار تنهى المأساة التى يعيشها السودان فى ظل صمت عالمى مطبق.

السودان فى خلفية غزة يعانى الأمرين من حرب الأخوة الأعداء، والعالم لا يسمع أنات المشردين على الحدود، سبعة ملايين سودانى يعانون ويلات الحرب، السودان فى أمس الحاجة إلى صوت العقل والحكمة، إلى نفرة شيوخه وقادته الروحيين والسياسيين للجم القتال الذى يستعر خلف الكاميرات.

ما أخشاه أن تفيق من كابوس غزة على كابوس الخرطوم، وكأنه مكتوب علينا ألا نفيق من كوابيسنا، ولا ننظر إلى مستقبلنا، ونعيش حروبا متصلة، سلسلة من النكبات العربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وماذا عن السودان وماذا عن السودان



GMT 16:07 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 05:34 2024 الأحد ,12 أيار / مايو

اتفاق غزة... الأسئلة أكثر من الإجابات!

GMT 00:17 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

في معنى «التنوير»

GMT 19:46 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

قراءة في مذكّرات يوسف حمد الإبراهيم

GMT 19:45 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

محاولة بعث الصدام الحضاري

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية

GMT 16:42 2021 السبت ,12 حزيران / يونيو

فساتين صيفية بتصميمات مُريحة من وحي النجمات

GMT 17:36 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon