توقيت القاهرة المحلي 10:02:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طوبى لمن يزرعها قمحًا

  مصر اليوم -

طوبى لمن يزرعها قمحًا

بقلم - حمدي رزق

حكمة أقرب إلى نصيحة، «لا تدس (تدوس بقدميك) على سنابل القمح الذهبية لتقطف وردة شقائق النعمان»، سنبلة القمح لا يضاهيها شىء ولا حتى وردة شقائق النعمان التى تعالج المرضى، فخير القمح عميم ونفع الوردة يخص المرضى.

«‎من ليس لديه سوى القمح لا يستطيع بيع الشعير»، هكذا يعبر المثل اليونانى عن الحالة المصرية، مصر ومنذ القدم تخصص قمح، كيف تحولت مصر من سلة غلال العالم إلى أكبر مستورد للقمح؟

بشرة خير، مجلس الوزراء رفع سعر توريد القمح ليصبح 2000 جنيه للإردب من 1600 جنيه، حسنًا قررت الحكومة، القمح يستحق التضحية، والفلاح المصرى أولى، والسعر أتمناه عادلًا، والحاجة ملحة لكل إردب زيادة، وفى ذلك فليتنافس الفلاحون.

الحكومة تلتفت للفلاحين، وهذا من حسن تصريف الأمور، حان وقت رعاية مزارعى القمح والمحاصيل الحقلية الرئيسية التى تكلفنا كثيرًا بالاستيراد.

الزعيم الهندى (مهاتما غاندى) يقول: كى ينبت القمح ينبغى أن يهلك البزار، وترجمته فى القاموس الفلاحى الشفاهى، «الفلاحة مناحة»، أى تعب وشقاء، وزراعة القمح من الشقاء بمكان، ولا ينبئك مثل فلاح أصيل، طين الأرض على كعابه.

الرهان على الفلاح المصرى لا يخيب أبدًا، مفطور على العطاء، وكريم معطاء، وأجود من الريح المرسلة، ووقت الشدة شديد، «كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة»، والوقفة المطلوبة وقفة رجاله فى ظهر الدولة المصرية فى ظل أزمة القمح العالمية، قربى لشعب الطيبين، من أجل رغيف عيش من قمح الأرض الطيبة فى فم طفل من ولاد البلد الطيبة.

إن الشق وسط حبة القمح يرمز إلى أن النصف لك والنصف الآخر لأخيك، فرض عين على كل فلاح أصيل، وليس فرض كفاية توريد كامل قمحه (مع بداية موسم الحصاد بعد شهر من الآن) إلى الحكومة لنكفيها مؤنة الاستيراد بالدولار، وليس هذا وقت معاندة، أو متاجرة أو مزايدة، سعر التوريد المعلن مُبشر، والحاجة ماسة للتوريد الاختيارى دون اللجوء للتوريد الإجبارى.

البلد فى شدة، ولا نملك رفاهية عدم توريد المحصول، ما يضطر الحكومة لاستيراد أضعاف الإنتاج بكلفة ضخمة من لحم الحى.

الحكومة تترجى الله فى طن قمح زيادة، بعد شح القمح الأوكرانى والقمح الروسى من جراء الحرب، والقمح المحلى ما شاء الله عليه، مبشر دومًا، يطرح فيه البركة، والأحوال الجوية والحمد لله مساعدة على تمام وسرعة النضج، وستمتلئ السنابل بحبوب الخير، ببركة رب السموات، «فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» (البقرة/ 261).

هذا ليس وقت اختيار، لا نملك رفاهية الأيام الخوالى، وأعلم علم اليقين أن الفلاح المصرى صاحب مروءة، وشهامة، وبذل، ونخوة، ولم يتأخر يومًا عن العطاء وبلا حدود، وعرقه مغرق الشاوشى، وحاضر فى غيطه، ودوامه من الشروق للغروب، وثقة فى فالق الحب والنوى أن يكرمنا بحصاد يكفينا مؤنة الاستيراد، ونأكلها عيش بدقة ولا سؤال اللئيم...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طوبى لمن يزرعها قمحًا طوبى لمن يزرعها قمحًا



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon