توقيت القاهرة المحلي 04:15:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فقه الجوائح المستجدة

  مصر اليوم -

فقه الجوائح المستجدة

بقلم : حمدي رزق

الترغيب من الرغبة، والترهيب من الرهبة، وبين ترغيب وترهيب صكت «دار الإفتاء المصرية» واحدة من أهم فتاواها فى زمن كورونا، تعضيدًا للمجهود الطبى فى مواجهة الجائحة، نموذج كيف يكون الفقيه فى جانب العلم والطب، الأَخْذُ بِالأسْبَابِ مِنْ شِيَمِ أُوْلِى الألبَابِ.

نصًا انتهت دار الإفتاء إلى «أنَّ أخذ بلازما الدم مِن المتعافين من فيروس كورونا المستجد للمساعدة فى علاج المرضى الحاملين له هو أمرٌ جائزٌ شرعًا، وأن أخذ (البلازما) من المتعافين للمشاركة فى حَقْن المصابين هو مِن باب إحياء النَّفْسِ الوارد فى قوله تعالى: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النّاسَ جَمِيعًا) (المائدة/ ٣٢)، وهو أيضًا مِن باب التضحية والإيثار اللَّذَينِ أَمَرَ اللهُ تعالى بِهِما وحَثَّ عليهما فى قوله سبحانه: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) ( الحشر/ ٩)».

وشددت دار الإفتاء فى فتواها على أن امتناع المتعافين من «فيروس كورونا المستجد» من أخذ البلازما يَفوُت به إنقاذ مَنْ أَشْرَف على الهلاك أو خِيفَ من تَدَهْوُر حالته الصحية، وفى ذلك فوات حفظ النفوس الذى هو مقدَّمٌ فى الشرع الشريف.

وأوضحت الفتوى أن الحاجة فى أخذ «بلازما المتعافين» ثابتة وحاصلة للمصابين بهذا الفيروس؛ حيث ثبت طِبِّيًّا أنَّ العلاج بـ«البلازما» هو طوق النجاة للمرضى أصحاب الحالات الحرجة الحاملين لهذا الفيروس، ولاسيما أنَّه، فى سياق الاشتراطات والاحتياطات الطبية، لا يَحْصُل للمأخوذ منه البلازما ضرر أو مضاعفات صحية.

و«شددت الدار على أنَّه ينبغى فى أخذ (بلازما الدم) من المتعافين من (فيروس كورونا المستجد) اتباع التعليمات والضوابط التى أقرَّتها الدولة من خلال وزارة الصحة المصرية لشروط أخذ البلازما؛ وذلك لأجل ضمان سلامة الشخص المأخوذ منه البلازما».

نموذج ومثال على الفتوى العصرية التى تتنسم مقاصد الشرع، وتؤسس على العلم، وتأخذ بالأسباب كما قررها الأطباء الثقات.

ما رشح عن الدار العريقة من فتاوى (تحت وطأة الجائحة) خليق بالاعتبار، وييقن أن فى الدار عقلا تنويريا فاهما وواعيا لفقه الحياة، ولا يعانى انغلاقا، ما صدر من نفحات فقهية عن عقول امتحنت فاعتبرت وتدبرت وحكمت عقلا فى النصوص، فلم تجافها، بل استخرجت من بطونها ما يجلى المقاصد الإنسانية فى تجديد الفقه الإسلامى.

أقول قولى هذا بعد تمعن عميق فيما صدر عن الدار من فتاوى تحت وطأة الجائحة، تؤسس لباب مستحدث من «فقه المقاصد» ستحفظه مجلدات الدار لأجيال ستأتى لتطالع اجتهاد فقهاء لم تلفهم الجائحة بظلامها الثقيل، بل كشف عنهم الغطاء، فأبصروا منافع للناس.

لله دره، المفتى الدكتور «شوقى علام» صاحب الذهنية التى عملت بجد واجتهاد مؤسس على فقه متجدد، عقلية جُبلت على الخيرية، وفهمت النص فهما عقلانيا لم يجاف مقصدا ولا جرح نصا، بل أضاف إلى ما سبق وبنى عليه من فهم عاقل لفقه المقاصد، أو فقه الجائحة، كما سيعرف لاحقًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فقه الجوائح المستجدة فقه الجوائح المستجدة



GMT 10:20 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

«شرق 12»... تعددت الحكايات والحقيقة واحدة!

GMT 10:17 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

المحافظ في اللجنة

GMT 10:14 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

جائزة رباب حنفي

GMT 06:36 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

الهوس بالمرأة

الإطلالات البراقة اختيارات نانسي عجرم في المناسبات

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 16:25 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

عُطل في خدمات "أخبار غوغل" في أنحاء العالم
  مصر اليوم - عُطل في خدمات أخبار غوغل في أنحاء العالم

GMT 23:49 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

مي عمر تؤكد استمتاعها بالعمل مع أحمد السقا

GMT 08:52 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

الفنان رامي عياش يتعرض لـ"خيانة" ويرد بـ"حِكمة"

GMT 07:46 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

حدائق منزلية صغيرة خارجية في ملكيات المشاهير

GMT 15:00 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

"مان سيتي" يعود لصدارة الدوري بعد "سداسية" تشيلسي

GMT 12:37 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير فطيرة بالليمون الحامض والشوكولاتة

GMT 22:38 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ يخطط لخطف نجم دورتموند

GMT 16:46 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخص خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في الجيزة

GMT 02:43 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 00:45 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو دياب يصرح بأن تركي آل الشيخ "رمز" من رموز الثقافة

GMT 14:28 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

تعرف على مواصفات أيباد برو المنتظر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon