توقيت القاهرة المحلي 02:31:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

أميركا و «أونروا»... والكارثة

  مصر اليوم -

أميركا و «أونروا» والكارثة

بقلم-حازم الامين

ما يمكن أن يخلفه القرار الأميركي وقف تمويل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في مخيلة المرء من صور واحتمالات، لا يقل عن كارثة. فنحن نتحدث عن ستة ملايين متضررٍ، وربما أكثر، علماً أن حصة واشنطن تبلغ نحو ثلث موازنة «أونروا».

ستة ملايين فلسطيني يعيشون دون مستوى خط الفقر سينخفض تمويل فقرهم إلى الثلثين. والغريب أن القرار الأميركي حمل في تفسيراته قدراً مضاعفاً من التعسف. فالقول، وفي سياق الحديث عن فسادٍ في «أونروا» أن الوكالة تمول عيش أبناء اللاجئين الأُول وأحفادهم يدفع فعلاً إلى الذهول، ذاك أن صحة هذا الادعاء تفترض أن ابن اللاجئ وحفيده اللذين ولدا في الشتات كفا عن كونهما لاجئين، وتحولا مواطنين في بلدان الشتات، وأن تفترض أميركا ذلك، فهذا ليس ناجماً عن جهل، بل عن تعسف وعن ميل جنوني لخلط الأوراق.

القرار هو شرط سياسي جديد لا أحد جاهز للتعامل معه. المسألة تتعدى حرمان الوكالة من قدراتها الإغاثية، إلى حرمان اللاجئ من الشروط «الموقتة» للعيش. وهنا يبدو أن واشنطن باشرت مهمة جديدة تتمثل في الانقلاب على ستاتيكو «الهدنة»، واستباق التسوية السياسية بإجراءات كارثية غير محسوبة. فما يعنيه القرار من اعتبار اللاجئ الابن والحفيد «مواطناً» في بلد الشتات، غير واقعي إلى حد الجنون. هذا يعني في الأردن انقلاباً هائلاً في البنيتين الاجتماعية والسياسية للمملكة، وفي لبنان تغييراً للشرط الديموغرافي الوطني، وفي سورية حيث الحرب مستمرة في تبديل المشاهد لن يكون لهذا المواطن «الجديد» حصة باستثناء الموت الذي لا يوزع هناك بالعدل.

لكن القرار يُشبه إدارة دونالد ترامب في خروجه عن مألوف الأداء السياسي والديبلوماسي الأميركي، وهنا تماماً تكمن خطورته، فهذه الإدارة تمارس نزقاً مضاعفاً بما يتعلق بالقضية الفلسطينية. تتصرف بوصفها شركة استثمارية كبرى، فيما نحن ودولنا ومجتمعاتنا زبائنها الصغار المتطفلين على ثرواتها. نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس قرار فاق في «كرمه» توقعات تل أبيب. إسرائيل العميقة نفسها خافت من نتائجه، لكن ترامب ذهب به من دون هوادة ولا تردد. اليوم، جاء دور اللاجئين. القرار بتحويلهم «مواطنين» غير واقعي إلى حد الجنون، وسيدفعون هم أثمانه قبل أن تدفع الدول المضيفة هذه الأثمان. لكن القرار اتخذ والإدارة ستباشر تنفيذه، ولا يبدو أن شيئاً سيدفعها إلى مراجعته. فترامب يشعر بأن العالم كله يعيش عالة على بلده، ومن قرر أن يرفع الجمارك في وجه أوروبا وأن يلوح بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية، لن يتردد في أن يوقف دعم «أونروا» وفي أن يحرم ملايين قليلة من البشر من أدنى شروط العيش.

والكارثة الموازية تتمثل في أن ترامب يدرك عجز العالم عن ردم الهوة الناجمة عن تخلي واشنطن عن مسؤولياتها. الغرب كله وقف في وجه قرار الرئيس الأميركي نقل السفارة إلى القدس، لكنه عجز عن إقناعه. جزء كبير من إسرائيل نفسها خاف من فائض القوة الذي يمكن أن يشعره به بنيامين نتانياهو نتيجة القرار، إلا أن ذلك لم يعن شيئاً للرئيس.

الخوف من اختلالٍ موازٍ لهذا الاختلال الكبير صار أمراً واجباً. مئات آلاف الفلسطينيين خارج المدارس وخارج رعاية الحد الأدنى التي تؤمنها «أونروا» سيضيف إلى أسباب الحروب في المنطقة سبباً كان جرى ضبطه في العقود الفائتة. إدارة ترامب لا تفكر على هذا النحو. هي شركة قابضة لا تمارس السياسة. الأرقام بالنسبة إليها هي الحقائق وليس أحوال الناس والمجتمعات. الممكن بالنسبة إليها هو ما تشير إليها به الأرقام. فبالنسبة إليها وقف دعم «أونروا» سيدفع الدول المضيفة إلى قبول اللاجئين مواطنين فيها. وهذا لا يعني أن الشركة تستبعد الحروب بصفتها نتائج لسياساتها هذه، إلا أن الحروب أيضاً أرقام موازية، والقتلى وأعدادهم أيضاً يمكن إدخالهم إلى مقاصة الشركة القابضة بصفتهم أثماناً لا يمكن تفاديها لكي يحقق الاستثمار أرباحاً.

نقلا عن الحياه اللندنيه 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا و «أونروا» والكارثة أميركا و «أونروا» والكارثة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt