توقيت القاهرة المحلي 15:28:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأزمة الليبية و«غدامس 2»

  مصر اليوم -

الأزمة الليبية و«غدامس 2»

بقلم - د. جبريل العبيدي

هل سيكون المؤتمر الجامع في غدامس الليبية بداية النهاية للبرلمان ومجلس الدولة الجسمين المتنازعين في ليبيا؟
«الجسمان التشريعيان» لن توجه إليهما الدعوة، وعليهما أن يستمعا إلى آراء الليبيين، هذا ما أكده المبعوث الدولي غسان سلامة حول هوية المدعوين إلى المؤتمر الجامع في المدينة الواقعة غرب ليبيا قرب الحدود مع تونس والجزائر، في إشارة واضحة إلى البرلمان ومجلس الدولة، وإن كان الأخير ليس جسماً تشريعياً وفق اتفاق الصخيرات، وهو مجرد مجلس استشاري وكان نتيجة تسوية الصخيرات، وترضية ضمن سياسة تمكين الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، وتوطينه ضمن مشروع أوباما - هيلاري كلينتون، بعد خسارة انتخابات البرلمان، فتم إعادة إنتاج المؤتمر الوطني والتمديد له، ولكن بنكهة واسم جديد هو مجلس الدولة.
لكن يبدو أن هذا المؤتمر الجامع في غدامس لا يسعى إلى إعادة إنتاج البرلمان ومجلس الدولة، وهذا واضح من مشاورات سلامة وتصريحاته منذ البداية، إذ أنه قرر الذهاب إلى المؤتمر الجامع في حالة فشل الاتفاق أو التوافق بين البرلمان ومجلس الدولة، بعد سلسلة من الحوارات الماراثونية في تونس انتهت بالفشل.
سلامة الذي عرض بنود المؤتمر الجامع ملخصةً في قوله: «الانتخابات، وقانون تنظيمها، والكثير من الأمور ستُناقش خلال الملتقى الوطني»، لوّح بالعصا بعد أن رمى بالجزرة في وجه المعرقلين، وهدّد بالذهاب إلى مجلس الأمن لمحاسبتهم.
لقد شهد الليبيون كيف أن المجتمع الدولي بَقِيَ يتفرج على الأزمة الليبية من بعيد حيناً من الدهر، بعد أن تسبب بإغراقها في الفوضى إثر إسقاط الناتو الدولة الليبية وتركها تحت سيطرة الميليشيات والعصابات المسلحة لتغرف ما شاءت من مخازن السلاح بغير حساب حتى كبرت وطغت، والآن يزعم الحل، ولهذا فالإجماع الدولي ربما لم يعد يعني الليبيين في شيء، لأنه ببساطة ترك هذه العصابات الإرهابية تنهش الليبيين طوال ثماني سنوات.
ما يعنينا الآن هو الإجماع العربي في قمة تونس الذي يعتبر خريطة طريق يمكن التعويل عليها، فليبيا الآن تشهد حراكاً مهماً بين مؤيد للمؤتمر الجامع وآخر رافض له، المؤتمر الذي دعا إليه المبعوث الدولي غسان سلامة بعد أن صرح بأن هناك سياسيين ليبيين يعرقلون الحل السياسي في ليبيا لمصالح شخصية، بل واتهمهم سلامة بالفساد السياسي وحتى المالي، بعد تزايد عدد المليونيرات، الأمر الذي يعتبر بلاغاً للنائب العام بشأن التحقيق في هذا الفساد المالي الرهيب، الذي وصفه سلامة بأنه نهب للأموال الليبية بشكل غير مسبوق.
الأمر ليس مناكفة سياسية بين حزب وآخر أو فريق وآخر، بل هو اتهام صادر عن مسؤول أممي يعرف ما يقول، فليبيا التي يتنازعها الفساد وانسداد الأفق السياسي، وفي ظل وجود هذا الكم من المعرقلين، أعتقد أنه لا حل سياسياً لها، في ظل هذه الوجوه المستميتة على السلطة وخطف البلاد، وأعتقد أن الجيش الليبي هو الحل، خاصة أنه أثبت جدارته في مكافحة الإرهاب، ليبرهن أنه مؤسسة متجذرة تعمل لصالح الوطن وقدمت التضحيات الجسام، وبالتالي في ظل اقتراب الجيش من تحرير العاصمة من سيطرة الميليشيات وابتزازها، ستعود الدولة ويستتب الأمن، وتستقيم الأمور وتستريح البلاد التي تعمها الفوضى.
الليبيون يطمحون لأن تنتهي هذه المأساة في بلدهم بشكل سريع، فقد بلعت الفوضى الدولة مالياً وسياسياً واقتصادياً، وحان وقت النهوض. 
لقد حان لهذا المارد الراقد على هذه الثروة الضخمة أن يستيقظ ويستثمر أمواله في البناء والتعمير والنهضة وصنع التقدم، وبناء دولة حديثة رائدة ينعم أبناؤها بالأمن والرخاء.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة الليبية و«غدامس 2» الأزمة الليبية و«غدامس 2»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا
  مصر اليوم - مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon