توقيت القاهرة المحلي 12:41:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مستقبل {الكتابة بالعربي}

  مصر اليوم -

مستقبل الكتابة بالعربي

بقلم: مأمون فندي

«سأستغل الفرصة لأتحدث عن شباب وشابات قد يأخذ أحدهم مكاني اليوم لأذكرهم أن الكتابة التي تستحق العناء هي الكتابة عن القلب الإنساني في صراعه مع نفسه، وتلك هي مادة الأدب الجيد»، من خطاب وليم فوكنر وهو يتسلم جائزة نوبل للآداب.
عندما نتحدث عن مستقبل الكتابة، فبالضرورة نعني أن لها ماضياً تقارن به أو تستشرف العالم من على كتفيه، ونعني بالضرورة أيضاً القلق على حاضرها. وعندما أقول «الكتابة بالعربي» فأقصد المعنيين، أي الكتابة باللغة العربية في العالم العربي، وأعني أيضاً «بالعربي» بالمعنى الدارج، أي بصراحة ووضوح.
تأتي هذه التأملات استجابة لعنوان منتدى دبي للصحافة هذا العام والذي سأحل ضيفاً عليه في الفترة من 26 إلى 28 من هذا الشهر، وهو واقع الإعلام العربي ومستقبله.
لن أتناول الصورة الكبيرة للإعلام لأنها ببساطة مساحة واسعة لا يستطيع فرد واحد الإلمام بها كلها، كما أنه ليس من المفيد بالنسبة للقارئ أن يغرق في التعميم، لهذا فضلت الحديث عن مستقبل الكتابة والتي هي الأصل، فالمحتوى «البصري» للتلفزيون أو «السمعي» للإذاعة هو في النهاية عجين خميرته الكتابة.
ورغم وجود نفر من الكتاب يستحقون هذا «المسمى»، فإن المشكلة برمتها ليس الكاتب المحدود بقدر ما هو جو الكتابة ومادتها والقيم الحاكمة لنقدها وفرزها أو القيم التي ينطلق منها الكاتب، فالقوس الأخلاقي للعالم طويل، كما أشار مارتن لوثر كنغ في خطابه الأشهر، ولكن هذا القوس في النهاية ينحى باتجاه العدالة. وأخشى أن هذا القوس في قيم كتابنا الجدد لا ينحى صوب هذا الاتجاه إلا ما ندر. وهذا أمر يقلقني ليس لنفسي، فأنا في الخمسين من عمري الآن، وأتجه صوب الناحية الأخرى، ولكن قلقي على أجيال شابة قد تظن أن ما تقرأه منطلقاً من قيم جديدة، أو يستحق التوقف عنه والتأمل في مغزاه، وظني أن في هذا إجحافاً وظلماً لأجيال لا نعرفها، وإن تعودت هي على قراءة أو سماع ما يكتب ويقال اليوم فهي بكل تأكيد لن تعرفنا.
الكتابة أو الآداب بمعناها الواسع كما قال فوكنر مادتها الإنسان وهو في صراع مع ذاته من أجل إعلاء قيمته كإنسان يستحق تلك الروح التي تسكنه وإلا كيف «كرمنا بني آدم» على العالمين ؟
تكريم الإنسان يبدأ بالتأمل في ذاته وتلمس المساحة المشاعرية التي تخلق الجسر بينه وبين أخيه الإنسان. وهنا تكون معاناة الإنسان على إطلاقها، صراعه الداخلي والخارجي، هو مادة الكتابة. نصفق للأدب الجيد بحرارة لأننا نعرفه، لأنه يشبه معاناتنا ويشبه ما تعرضنا له من ظلم في نقل حقائق أساسية عنا نحسها حتى لو لم يكن لدى بعضنا القدرة على التعبير عنها.
علينا جميعاً تذكر أن من ندينهم هم نتاج بيئتنا وثقافتنا، فبالقدر الذي هم فيه سبب بلاء قادم، إلا أنهم ضحية لبيئة قبلنا العيش فيها من دون رغبة أو إرادة لتغييرها، فالكتابة الغثة تنتشر في غياب المعايير الحاكمة لما يجب أن تطلع عليه العامة.
لا أرى أن للكتابة مستقبلاً إذا كان جل حاضرها مفرغاً من المعايير الموضوعية الحاكمة، رغم وجود قليل من الجزر أو الواحات المتباعدة التي يحاول البعض أن ينحت فيها خليطاً من القيم والحرفية، وكل ما أتمناه أن تكون تلك الجزر أو تلك الواحات أكثر قرباً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل الكتابة بالعربي مستقبل الكتابة بالعربي



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:36 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
  مصر اليوم - ميسي يتحدث عن العامل الحاسم في اعتزاله

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon