توقيت القاهرة المحلي 11:51:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايات السبت

  مصر اليوم -

حكايات السبت

بقلم - محمد السيد صالح

أسبوعى حافل بالأفكار والفعاليات.. والحركة. لذلك سأعود هذا الأسبوع إلى لغة «اليوميات» لأكتب فقرات سريعة فى أكثر من موضوع.

■ وزير للتعليم

خطة تطوير التعليم، قد تكون إيجابية وبناءة. كثير من الأصدقاء محررى التعليم المخضرمين يؤكدون أنهم لم يطلعوا عليها كاملة. هى فى عقل الوزير طارق شوقى، أقنع بها الرئيس ومجلس الوزراء. الرئيس يدعمه بشكل غير محدود ويدعم خطته. لكنى من باب الصدق والأمانة، أقول إننى غير متحمس لأداء الوزير. قد يكون صاحب فكر ورؤية. قد تكون خطته هى «الترياق» لهذا التعليم المسمم، لكنه ليس أهلاً لتنفيذ هذه الفكرة. حتى لو كانت فكرته هو. فى دولة مركزية مثل مصر، فإن منصب الوزير. مع وزارة جماهيرية يحتاج لياقة وذكاء اجتماعيا وتواضعا. الوزير يليق به أحد المناصب الاستشارية الرئاسية ليخطط للتعليم، لكنه فى المنصب التنفيذى غائب عن الصورة تمامًا. أداؤه وتصريحاته ومداخلاته فى الازمات الاخيرة تؤكد ذلك. انتشار وباء الدروس الخصوصية وإغلاق فصول الشهادات العامة فى جميع المدارس، وخصوصًا الثانوية العامة، وتحول الطلبة والمدرسين لـ«سناتر» الدروس الخصوصية دليل إضافى. لن ينفع مع هذا الواقع الذى ترصده تقارير الاجهزة السيادية والرقابية، بيانات الوزارة من أن العملية التعليمية منتظمة بنسبة 96%، لن يجدى معها التبشير بتعميم «التابلت» بعد أسابيع معدودة. نحتاج إلى وزير حقيقى للتعليم، قادر على التعاون والتنسيق مع باقى أجهزة الدولة لإعادة الهيبة والاحترام للعملية التعليمية. أعتقد أن ما أقوله من دعائم الامن القومى، ولابد أن تنتبه «الرئاسة» والحكومة لذلك. لا تستهينوا بما يجرى على الارض. لا تصدقوا أن الأمور على ما يرام وأننا سنكون أفضل مع توزيع الملايين من أجهزة التابلت التى تنتجها «سامسونج» وليس مصانع «الانتاج الحربى» وبميزانية مليارية وبالديون!، لن نكون أفضل فى ظل وزير مفكر لكنه بدون قدرات إدارية. ابحثوا عن وزير حقيقى ينفذ خطة طارق شوقى.

■ «الكوبرى القبيح»

المسافة بين كوبرى ستانلى وكوبرى السلام الجديد أمام فندق توليب بالاسكندرية لا تزيد على كيلو ونصف الكيلو متر. لكنها مسافة حضارية كتلك التى قطعتها العمارة والحضارة والذوق إلى الوراء، من زمن كوبرى قصر النيل إلى زمن كوبرى السيدة عائشة وكوبرى الجيزة!.

تغييب تام للجمال والذوق. فى نزهة على الكورنيش من فندق «ازور» إلى أسفل كوبرى السلام، عاينت المنطقة التى ثار جدل بشأنها، وأنها حجبت رؤية البحر. الامر فيه مبالغة كبيرة جداً. هناك نواد وشواطئ عمرها عقود، تحجب البحر بشكل مستمر أكبر من منطقة الكوبرى. منطقة المطاعم والمقاهى السياحية التى أنشئت على الشاطئ مباشرة. أعجبنى تصميمها، وأتمنى أن تكون باقى المخططات بنفس درجة التنظيم والنظافة.. ما صدمنى منظر الكوبرى وخصوصًا من أسفله، كئيب ومظلم وبدون أى لمحة فنية.

وأنا أعلم جيداً، وعلى حد متابعتى للموضوعات الصحفية، التى ينجزها زملائى فى مكتب المصرى اليوم بالإسكندرية، فإن جامعة الاسكندرية بها مجموعة من أعظم المصممين المعماريين. لماذا لم تلجأ إليهم الجهة التى أرادت تنفيذ هذا الكوبرى. لماذا لم يحدث حوار مجتمعى حول المشروع. أتذكر أننى شاهدت ماكيتات عملاقة فى ميادين أوروبية عديدة، وعندما سألت أصدقاء هناك قالوا إنها تصاميم مقترحة لمبان عامة، ومن حق المواطنين أن يقدموا اقتراحات بتعديلات، أو اعتراضات حولها. يتكرر الامر كثيراً فى كل الدول المحترمة. هنا نصمم كوبرى فقير وبائس معماريًا فى منطقة هى الاجمل فى مصر. أتمنى تدخلاً عاجلاً لإضفاء قدر من الجمال على المكان. أى إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

■ «الفقى» والمكتبة

بصمات الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الاسكندرية واضحة فى اعتماد مسارات جديدة لعمل المكتبة نحو المحيط العربى من مشرقه لمغربه. الرجل مفكر وكاتب بارز لكنه فى الاصل سفير ودبلوماسى، كان قريبًا للغاية من منصب الامين العام للجامعة العربية. واطلعت على كواليس الترشيح والإقصاء فى ظروف مضطربة جداً. أرى أنه فى مكان حاليًا أكثر اتساقًا مع إمكانياته كمفكر ومثقف وسياسى. وهذا الاسبوع، حضرت جانبًا من جلسات مؤتمر «العلاقات بين المشرق والمغرب العربيين ماضيًا وحاضراً ومستقبلاً.. رؤى فى إعادة كتابة التاريخ». والذى نظمته المكتبة بالاشتراك مع جامعة الدول العربية- مركز تونس. أعجبنى تنظيمه من الصديقين الدكتور خالد عزب والدكتور سامح فوزى، وكلك أوراق المؤتمر وأفكار ضيوفه الذين جاءوا من ثمانى دول مغاربية ومشرقية. تفاعلت مع توصيات المؤتمر، لكنى لم يلفت نظرى فيها سوى بند وحيد يدعو مكتبة الاسكندرية إلى اعتماد برامج وخطط لنشر إبداعات مغاربية ومشارقية بشكل دورى، والاتفاق على عقد هذا المؤتمر سنويًا.

وأنا هنا أدعو إلى آلية عمل ثقافى عربى مشترك، تكون قادرة على التواصل المباشر مع الشعوب. ولنبدأ بقناة فضائية ثقافية تشرف عليها مكتبة الاسكندرية. وكذلك إصدار دورى أو موقع صحفى يهتم بالمثقفين والفنانين التنويريين العرب. كثيرون وأنا منهم، لا يعرفون الكثير عن السينما والمسرح والآداب التونسية والجزائرية والمغربية. فقط نتعامل مع من يأتى للنشر أو للعرض فى القاهرة. وأتذكر تجربة قناة Arte الفرنسية الالمانية، التى مهدت الجسور الثقافية بين الشعبين وكيف تعالت على رصيد الدم وذكريات لغة الدمار والحروب بين الشعبين. لا يوجد بيننا حروب طاحنة. ربما مناوشات قليلة هنا وهناك. وتقاربنا الثقافى والفنى هو الاهم فى هذه المرحلة، وقد تمهد هذه الخطوات البسيطة لما هو أكبر وأهم، وصولاً إلى نموذج سياسى شبيه بالاتحاد الأوروبى.

■ مصر والسعودية

«هتاف بعض جماهير النادى الأهلى المصرى، ضد المستشار تركى آل شيخ، لا تمثل مصر ولا أهلها، والفاعلون غوغاء». هذا نص تقريبى، لتصريح سعود القحطانى المستشار فى الديوان الملكى السعودى.

الموضوع جد خطير، ولست أدرى من مصلحته، قيادة العلاقات إلى هذا المنزلق الخطير. علاقاتنا بالسعودية ينبغى أن تعلو فوق الافراد والمسؤولين. وأتصور أن ما يفعله تركى آل شيخ لا يمثل حقيقة ما يريده الامير محمد بن سلمان ولى العهد، لهذه العلاقات. ومصر كانت تدير العلاقات بشكل رائع. مع ارتفاع أسهم الامير السعودى. سمعت كلامًا مهمًا لمسؤول سيادى «إننا سندعم أصدقاءنا فى الرياض». كان ذلك فى إطار رده على سؤال: «لماذا وافقنا على عودة تيران وصنافير للمملكة؟». نعم عودتها، أنا مؤمن أن الجزيرتين سعوديتان، وعلى الاقل كل المستندات التى كانت بحوزتنا نحن والرياض كانت تؤهل السعودية للفوز بهما فى أى تحكيم دولى، لذلك اختارت مصر أن تدعم الامير الشاب بهذه الاتفاقية. فى المقابل، استمعت إلى بن سلمان فى بيت السفير السابق أحمد قطان. أنا وغيرى أعجبنا منطقه وعمقه وثقافته الواسعة، واحترامه لمصر ودورها ومكانتها.

كتبت قبل ذلك فى أحد الإصدارات الخليجية أنه إذا كان لمصر نحو ثلاثة ملايين يعملون فى «المملكة» فإن للسعودية مليون مواطن يعيشون بيننا فى مصر. أنا ربع عائلتى الكبيرة تحمل الجنسية السعودية. هاجروا نهاية القرن التاسع عشر واستقروا هناك. أنا واثق أن ما يقوم به تركى آل شيخ عمره قصير جداً، وأن البقاء لعلاقات الشقيقتين، مصر والسعودية. عليه أن يراجع نفسه، ويستمع لعقلاء فى العاصمتين، لا إلى من يدفع لهم ويتصور أنهم مؤثرون وقادرون على القصاص له من الجماهير العنيدة. إن ما حصل فى المدرجات، لهو أمر مشين جداً ومرفوض، لكنه مؤشر مهم، وعلى الرياض أن تتفهمه جيداً وتحلله. وفى النهاية. أتمنى ألا يخرج تركى آل شيخ واستثماراته الرياضية، فقط أتمنى أن يضفى نوعًا من الاحترافية على أدائه خلال الفترة المقبلة.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات السبت حكايات السبت



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الفساتين الطويلة اختيار مي عمر منذ بداية فصل الربيع وصولًا إلى الصيف

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:57 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

مفاجآت كبيرة في فيلم "الست" لمنى زكي
  مصر اليوم - مفاجآت كبيرة في فيلم الست لمنى زكي

GMT 18:57 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

فنانة لبنانية أنهكها العمر ولم تعد تستطيع الحراك

GMT 05:22 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

سان جيرمان يُغري أنطونيو كونتي براتب ضخم

GMT 05:34 2018 الأربعاء ,07 آذار/ مارس

كايا جيربر تخطف الأنظار بإطلالة من "شانيل"

GMT 11:10 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

لورا ويتمور تجذب الأنظار إلى إطلالاتها السوداء

GMT 09:40 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

تعرفي على كيفيّة العناية بالشعر القصير لينمو بكثافة

GMT 22:12 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

الإنتاج الحربي يتخطى دجلة بهدفين دون رد فريق

GMT 17:30 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

لوكاكو يتطلع لتوقيع عقد رعاية مع إحدى الشركات الرياضية

GMT 22:34 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجمة مسرح مصر ويزو تحتفل بزفافها في التجمع الخامس الإثنين

GMT 08:47 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

ماركو رويس يكشف عن طموح ألمانيا في يورو 2016
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon