توقيت القاهرة المحلي 13:17:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معركة وطن

  مصر اليوم -

معركة وطن

بقلم - خالد سيد أحمد

لا شك أن العملية العسكرية الشاملة التى أعلنت القوات المسلحة، الجمعة، عن تنفيذها فى مختلف الاتجاهات الاستراتيجية للقضاء على العناصر الارهابية، تعد بداية جديدة وحقيقية، لاستئصال هذه الظاهرة التى أسالت دماء الكثير من الأبرياء خلال السنوات الأربع الماضية.

هذه العملية التى تعد معركة وطن بكامله وليس رجال الجيش والشرطة فقط، تأتى فى ضوء التكليف الرئاسى الذى وجهه الرئيس السيسى فى نهاية شهر نوفمبر الماضى، لرئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمد فريد، ووزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار، باستعادة الأمن خلال 3 أشهر فى سيناء، وذلك بعد 5 أيام من الهجوم الارهابى الذى استهدف مسجد قرية الروضة، بمركز بئر العبد بشمال سيناء، وسقط خلاله أكثر من 300 شهيد.

ما يدفعنا إلى القول إن هذه العملية مختلفة عن سابقتها، هو أن القوات المسلحة أخذت الوقت الكافي منذ التكليف الرئاسى، ورتبت جميع أوراقها ووضعت الخطط اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة، واتضح ذلك فى ثنايا تفاصيل بيان القوات المسلحة، الذى أعلنه المتحدث العسكرى العقيد تامر الرفاعى، أمس، وسماه «البيان رقم واحد للعملية الشاملة للقضاء على الارهاب 2018».

يقول البيان: «بدأت قوات إنفاذ القانون تنفيذ خطة المجابهة الشاملة للعناصر والتنظيمات الإرهابية والإجرامية بشمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوى غرب وادى النيل إلى جانب تنفيذ مهام ومناورات تدريبية وعملياتية أخرى على جميع الاتجاهات الاستراتيجية بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة المصرية وضمان تحقيق الأهداف المخططة لتطهير المناطق التى يتواجد بها بؤر إرهابية وتحصين المجتمع المصرى من شرور الإرهارب والتطرف بالتوازى مع مجابهة الجرائم الأخرى ذات التأثير على الأمن والاستقرار الداخلى».

القراءة الأولى للبيان توضح أنه ليس بيانا عاديا، ولكنه «إعلان حرب» حقيقى من أجل القضاء على الإرهاب وعناصره فى جميع ربوع الوطن، ولن تقتصر المواجهات فى هذه المعركة على أرض سيناء، وإنما ستمتد إلى جميع المناطق التى تتواجد فيها العناصر الارهابية، سواء فى دلتا مصر أوالظهير الصحراوى غرب وادى النيل وكافة المناطق الحدودية للدولة.

ليس هذا فقط، بل إن هذا البيان عكس رغبة قوية وإرادة حقيقية وجدية لا متناهية فى وضع حد لهذه الظاهرة، ذلك أنه لم تمر سوى ساعات قليلة على صدوره، حتى اتبعه المتحدث العسكرى ببيان ثان، قال فيه إن «العناصر الجوية قامت باستهداف بعض البؤر والاوكار شمال ووسط سيناء، وأن عناصر من القوات البحرية قامت أيضا بأعمال التأمين بغرض قطع خطوط الامداد عن العناصر الإرهابية وتأمين المجرى الملاحى».

بالتأكيد هى معركة مختلفة عن المواجهات السابقة مع العناصر الإرهابية، لكن يجب التذكير بأن مواجهة الارهابيين لا ينبغي أن تقف على قوة السلاح فقط، وإنما تتطلب جهدا فكريا فائقا، يكون قادرا على محاصرة الارهاب كفكرة وليس كأفراد.. فالتطرف والعنف والتشدد، ليس أكثر من مجرد أفكار، تبدو براقة وجذابة لقطاع واسع من الشباب، يمكن استقطابه وتجنيده بشكل سهل، خصوصا إذا ما تم تغليف هذه الأفكار برداء دينى، ولم تجد من يتصدى لها أو يواجهها بالمنطق والدليل والشرع.

كذلك ينبغى أن تتجه الحكومة إلى العمل على تحقيق تنمية حقيقية فى سيناء، تكفل توفير فرص عمل للمواطنين هناك، حتى لا يكونوا فريسة سهلة للجماعات المتطرفة التى تستغل ظروفهم الاقتصادية الطاحنة، وتستقطبهم بالإغراءات المادية الهائلة التى تمتلكها، وبالتالى يصبحون عجينة طيعة فى أيديهم يستطيعون تشكيلها وتوجيهها مثلما يريدون.

يجب على الجميع الوقوف خلف قواتنا المسلحة والشرطة المدنية فى هذه المعركة، لأنها معركة مصيرية للقضاء على العناصر الإرهابية التى لا تريد الخير لمصر وشعبها، وتستهدف زعزعة استقرار البلاد وتحويلها إلى مستنقع تعم فيه الفوضى والاضطرابات، كما يحدث فى بلاد عربية مجاورة، لن تستعيد عافيتها ووحدتها وأمنها فى المدى المنظور.

 

 

 

نقلا عن الشروق القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة وطن معركة وطن



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt